أسعد الناس.. أهل الكوفة

marqad_muslim_t2

علي حسين كريم

أرض مشهورة من بلد العراق، يسميها قوم خد العذراء، ويُسميها آخرون: الكوفة لاستدارتها ولاجتماع الناس بها.
وهي عاصمة أمير المؤمنين(عليه السلام) وأول من قَبِلت مودة أهل البيت(عليهم السلام)، فكان الامام علي(عليه السلام) ينظر إليها ويقول: (ما أحسن منظرك وأطيب قعرك، اللهم اجعلْ قبري بها).
إنها أرض الإنسان الأول والخليفة الأول والمسجد الأول، فقد ورد عن امير المؤمنين(عليه السلام) انه قال: (يا أهل الكوفة لقد حباكم الله عز وجل بما لم يحب به أحدا ففضل مصلاكم وهو بيت آدم وبيت نوح وبيت إدريس ومصلى إبراهيم الخليل ومصلى أخي الخضر عليهم السلام ومصلاي، وإن مسجدكم هذا أحد الأربعة المساجد التي اختارها الله عز وجل لأهلها، وكأني به يوم القيامة في ثوبين أبيضين شبيه بالمحرم يشفع لأهله ولمن صلى فيه، فلا ترد شفاعته ولا تذهب الأيام حتى ينصب الحجر الأسود فيه.
وليأتين عليه زمان يكون مصلى المهدي من ولدي ومصلى كل مؤمن ، ولا يبقى على الأرض مؤمن إلا كان به أو حن قلبه إليه فلا تهجروه، وتقربوا إلى الله عز وجل بالصلاة فيه وارغبوا إليه في قضاء حوائجكم، فلو يعلم الناس ما فيه من البركة لأتوه من أقطار الأرض ولو حبوا على الثلج).
هي أرض الحياة الجديدة بعد الطوفان، ومنها انطلقت الحياة الإنسانية..
انها ارض هود وصالح والأنبياء من ذرية نوح(عليهم السلام)، وهي الأرض التي حاربها الطغاة لا لشيء الا لأنها والت أهل البيت(عليهم السلام)، وحملت مشروعهم وتفقهت بفقههم وسارت على نهجهم ودعت العالم للاقتداء بهم.
إنها الأرض التي نزف أبناؤها الكثير من الدماء، ودفنوا وهم احياء، وهُجّروا من ديارهم، وقطّعت رؤوسهم، لا لشيء الا لأنهم يحملون مشروع أهل البيت(عليهم السلام) الى العالم.
إنها الكوفة.. قلب العراق النابض وعقله المفكر وبئر المعرفة وبيت العلم وعاصمة التشيّع، ودولة الإمام القائم عَجّل الله تعالى فرجه الشريف.. وسوف تودع الكوفة بعد قيام الدولة العادلة آخر مشهد من مشاهد الظلم والاضطهاد والتعسّف والحرمان.
فتتشرف بنور ربها، ويعلو شأنها بأهل البيت عليهم السلام وشيعتهم..
وسوف يهتدي ملايين البشر بهدي العروة الوثقى.. ويومها يكون أهل الكوفة أسعد الناس..

 

نشرت في مجلة الولاية العدد 73

مقالات ذات صله