السيد عبد الهادي الشيرازي

اعلام الدفناء1

حمود حسين

مدرس فاضل تخرج على يديه العشرات من المجتهدين والعلماء، وكان مرجعا قلد في العراق وايران وغيرهما، وهو فضلا عن ذلك اديب شاعر، وله في نفوس الخاصة منزلة عالية، ذلك هو العالم والفقيه السيد عبد الهادي الشيرازي.

 

الولادة والنشأة:
هو السيد عبد الهادي بن اسماعيل بن رضي الدين بن اسماعيل الحسيني الشيرازي، ولد في مدينة سامراء سنة 1305هـ ونشأ فيها(مشاهير المدفونين) ص225
قرأ جملة من مقدماته العلمية والأدبية، ثم هاجر الى مدينة النجف الاشرف سنة 1326هـ، واقام بها مُجدّاً في تحصيله، فحضر الأبحاث العالية على الشيخ محمد كاظم الخراساني وشيخ الشريعة الأصفهاني وابن عمته السيد اغا علي الشيرازي والفلسفة على الشيخ محمد باقر الاصطهباناتي والشيخ احمد الشيرازي، وفي الأخلاق على الشيخ رضا التبريزي(المنتخب من اعلام الفكر والادب)(ص295).
ثم هاجر الى مدينة كربلاء المقدسة، فحضر بحث الشيخ محمد تقي الشيرازي، وبقي بها مدة ثم رجع سنة 1353هـ الى النجف الاشرف وسكنها بقية عمره مدرسا فاضلا تخرج عليه جمع كبير من اهل الفضل النابهين (نفس المصدر).

شيوخه والراوون عنه:
يروي الإجازة عن استاذه شيخ الشريعة واستاذه السيد اغا علي الشيرازي والسيد مهدي الحيدري والشيخ علي محمد النجف ابادي والشيخ عباس القمي والشيخ أغا بزرك الطهراني(نفس المصدر).
ويروي عنه بالإجازة الشيخ محمد الرازي والسيد علي البهشتي والسيد ضياء الدين الاصفهاني والشيخ محمد علي الأردبادي والسيد مهدي اخوان المرعشي(نفس المصدر).
تلاميذه:
من تلاميذ السيد الشيرازي رحمه الله: السيد محمد سعيد فضل الله والشيخ حسين الشميساوي والسيد عبد الحسين المدني والسيد سعدون البعاج والشيخ محمد جواد مشكور والشيخ عباس الرميثي والسيد صدر الدين فضل الله والشيخ علي صافي الكلبايكاني والسيد اسد الله المدني والشيخ نور الدين مشكور والسيد محمد صادق الصدر، والسيد عبد الحسين خردمند والشيخ كاظم الشيرازي والسيد موسى الزنجاني(نفس المصدر).

مؤلفاته:
توضيح المسائل (رسالة عملية) وحاشية العروة الوثقى، والرضاع، ووسيلة النجاة في الفقه ومناسك الحج.
أما كتبه المخطوطة فهي: كتاب الطهارة، وكتاب الزكاة، وكتاب الصوم، ورسالة في اللباس المشكوك، ودار السلام في احكام الإسلام، وكتاب الحوالة، واجتماع الأمر والنهي، والاستصحاب، ورسالة في المطلّقة ثلاثا في مجلس واحد، وديوان شعره.

شعره:
كان رحمه الله شاعرا بليغا ينظم الشعر باللغتين العربية والفارسية، وله ديوان شعر، وقد قال الخاقاني في موسوعته(شعراء الغري6/140): (والحجة الشيرازي ولع بقرض الشعر منذ القدم فقد نشأ على بيت كان يحج اليه عشرات العلماء من امثال السيد حيدر والسيد جعفر والطباطبائي وأضرابهم، والمجموع الذي تكفل ما قيل في هذه الاسرة يزيد على الألف صفحة يعرب عن ذلك، وبحكم البيئة التي احتضنته والجو الذي نشأ به أصبح من الذين يقولون الشعر بدون تكلف وقد نظم باللغتين الفارسية والعربية)(شعراء الغري علي الخاقاني 6/140).
ومن نماذج شعره:

ولي ندحة في مدحة الندب والد ال‍                    أئمة أعــدال الكتاب أولــــــــي الأمــــر
هو العلم الهــــادي أزيـــــن بمدحه                    شعوري ويزهــــو في مــــآثره شعــري
أبو طالب حــــــــامي الحقيقة سيد                   تــــزان به البطحاء في البــــر والبحر
أبو طـــــــــالب والخيل والليــــــــل واللوا                   له شهدت في ملتقى الحرب بالنصر
أبو الأوصيـــــــــــاء الغــــــــر عــــــم محمد              تضوع به الأحساب عن طيب النجر
لقد عــــــرفت منه الخطـــــــــوب محنكـا               تدرع يوم الزحــــــف بالبأس والحجر
كما عرفت منـــــــــه الجدوب أخا ندى                 دويـــن سداه الغمــــــر ملتطم البحـــر
فذا واحد الدنيــــــــــا وثــــان لــــه الحيــا                 وقــــل في سناه ثـــالث الشمس والبدر
وأنى يحيط الوصف غــــرّ خصــــــــــــاله                       وقد عجزت عن سردها صاغة الشعر
حمى المصطفى في بـاس ندب مدجّج                      تذل لــــــــــــــه الأبطـــال في موقف الكر
فلولاه لـــــــــــــــم تنجح لطه دعــــــــــــاية               ولا كان للاســـــــــلام مستوسق الأمر
وآمــــــن بــــالله المهيمن والــــــــــــــــورى            لهم وثبات مــــــــــن يعــوق إلى نســـــــــــــــر
وجــــــــــــابه أســـــــراب الضلال مصدقـا                    نبــــــي الهدى إذ جـــــــــاء يصدع بالأمر
كفى مفخرا شيخ الأباطــــح أنـــــــه                         أبــــو حيدر المندوب في شدة الضـــــــــــــر
وصلى عليه الله مــــــــــــا هبت الصبــــا                   بريّا ثنا شيــــــــــخ الأباطــــــح في الدهر
(ايمان ابي طالب/الشيخ الاميني 101)

وفاته:
توفي في مدينة الكوفة المقدسة في يوم الجمعة في العاشر من شهر صفر الخير سنة 1382 هـ، ونقل الى مدينة النجف الاشرف ودفن بالصحن الحيدري الشريف بمقبرة المجدد الشيرازي، وقد ارخ وفاته السيد موسى بحر العلوم بقوله:

اصيب ركب العلم بالحـــــــــــادي                    فتاه في منعطف الوادي
وجفّ مـــــــــــن ركوتــــــه ماؤهـــــــــا              فراح يشكو الظمأ الصادي
حيران لــــــــم يركن الــــــــــــى قوة              ترد عنه سطوة العادي
تناثــــــــــر العقد وحـــــــــــــــــل الحُبا                وانطفأت مسرجة النادي
مضى عـــــــن الدنيـــــا ابو ذرهـــــــــا                  وحامل التقوى من الزاد
الرزيـــــــــــــة الهـــــــدى ارخــــــــــــــوا:             (مضى الإمام الأورع الهادي)
(المنتخب من اعلام الفكر والادب)(ص295)

 

نشرت في الولاية العدد 76

مقالات ذات صله