المرأة ريحانة

rr

م. م. زينب الموسوي

منذ أن أشرق نور الإسلام نالت المرأة اهتماما ملحوظا، ووجدت لنفسها مكانة كبيرة، أنستها ما كانت عليه من اضطهاد وظلم وسلب للحقوق.
ومن منطلق اشراقة الإسلام أولى رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) وبعده الأئمة المعصومون المرأة اهتماما خاصا في مختلف المجالات والاتجاهات، لا سيما من الناحية الفكرية والاجتماعية، ولتعضيد ذلك نقف عند المرأة في فكر أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام).
إذ كان(عليه السلام) يتفكر فيها كآية من آيات الخالق تبارك وتعالى، واكد على أنها تجلٍّ من تجليات الله(عز وجل) وكان (عليه السلام) يصفها بالريحانة حيث يقول: (لا تملّك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها فإن المرأة ريحانة وليست قهرمانة)، وريحانة تعني الرحمة، وهي حقاً ريحانة تعطر جو أسرتها بشذى إدارتها لدفة البيت بالتعاون مع الزوج والأخ والأب.
والإمام علي(عليه السلام) بقوله هذا قد وصف المرأة بأجمل وأرق الأوصاف حين مثلها بالريحانة بكل ما تشتمل عليه هذه اللفظة من معان براقة ولطيفة وجميلة تسر الناظر إليها، بخلاف القهرمانة التي تختص بأمور الخدمة والعمل فحسب.
ومن المعلوم أن الاسلام لم يرد للمرأة أن تختص بأمور الخدمة والاشتغال، وإنما أراد لها أن تكون مناراً فكرياً وتربوياً، وحضناً دافئاً في هذه الحياة، والإمام علي(عليه السلام) انطلق بفكره في شأن المرأة من هذا الجانب، فبقوله (عليه السلام): (لا تملّك المرأة من أمرها ما جاوز نفسها فإن المرأة ريحانة وليس قهرمانة) إنما ركز على إعفاء المرأة من كل عمل شاق، وعدم إجبارها على تحمّل ما لا يطاق من المهام والمسؤوليات التي تكلفها ما لا تطيق؛ لأن مهمتها كأم ومربية للأجيال وزوجة واسهامها في تكوين أسرة ناجحة تتطلب منها جهدا غير هيّن.
ومن هنا فليس من حق أحد كائناً من كان أن يلزم المرأة بغير ما كلفها الله تعالى به إلا إذا وافقت هي بنفسها على ذلك، وكان الأمر الذي كلفت به موافقاً للشريعة الإسلامية بما يتناسب وكينونتها، وهذا ما ذهبت إليه الشريعة الإسلامية وأطلقه سيد الأوصياء بتصريحاته وأقواله الخاصة بالمرأة، التي جاءت متوافقة ومرضاة الله تبارك وتعالى.

 

نشرت في الولاية العدد 77

مقالات ذات صله