شاعر وقصيدة.. الشاعر شريف الكاظمي

read

حيدر رزاق شمران

يعد الشريف الكاظمي من شعراء العراق المبدعين الذين تميزوا بقوة شاعريتهم في ايصال المعلومة العقائدية وسبكها في اطار فني حتى يستحسنها المتلقي، وتميز بعطائه الثرّ من خلال رفده للادب بحسن الاسلوب الشعري الذي لاقى اعجابا كبيرا من شعراء عصره الذين وقفوا على نتاجه الأدبي الوفير.

 

النسب والمولد:
هو السيد شريف بن فلاح الحسيني الكاظمي المعروف بالسيد شريف الكاظمي، وُلد في الكاظمية ونشأ بها، وكان عالما فاضلا وأديبا شاعرا، اشتهر بالقصيدة الكرارية التي نظمها سنة 1166هـ وتقع هذه القصيدة في اربعمائة وخمسة عشر بيتا وقد قرضها من الأدباء والمشاهير في عصره 18 أديبا، ومنهم السيد الشاعر احمد العطار والشيخ أحمد النجفي المشهور بالنحوي والشيخ محمد مهدي الفتوني العاملي وغيرهم من الشعراء والأدباء.
وهذه أبيات مختارة من القصيدة الكرارية:
المرتضى الكرار اشرف من مشى     فوق البسيطة من قديم الأدهرِ
نفس الرسول وصنوه ووصيه             بالرغم من انف الجحود المُنكرِ
الشامخ النسبِ الامام المجتبى          الباذخ الحسب الزكي العنصر
لولاه لم يُسفر لنا صُبح الهدى       والحق عن ليلِ الضلال الأعكر
هو ذاك اول مؤمن بالله لم            يشرك برب العالمين ويكفر
قرن الاله وجوده بالمصطفى الـ      ـهادي وآدم بعدُ غير مصوّر
من نسل آدم غير أن وجوده             لولاه لم يُعهد هناك ويذكر
قسم الاله الزهد بين عباده          فحباه منه بالنصيب الاكثر
لولاه لم يوجد لبنت محمّدٍ          كفء يُعدّ ولم تزفّ وتُمهر
وكذاك لم يُر في الانام لهُ أخٌ        يوصي اليه بكل سرٍّ مضمر
الله صــــــــفّـــــاه وصفّى ولــــــده    من كل مَنقصة وعار مُعيّر
تالله ما عرف الورى من فضله        الا مخايل او وساوس تعتري
غاصت بلجة وصفه الافهام فانـ       ـكفأت وما ظفرت له بمخبر
لولا النبي لكان اشرف مرسل         ومبشر للعالمين ومنذر
والسابقون السابقون بحقه           نزلت وهذا قول كل مفسر
من خُصّ بالزهراء من واخاه مَنْ       ناجاه سراً والانام بمحضر
من طلّق الدنيا وقد برزت له          في زيّ خَود مثلها لم يُنظر
قسماً لو اجتمع الانام عليه في      صدق الولا من غائبين وحضّر
لم يخلق الله الجحيم ولم تُسقْ      زمر الخلائق للحساب وتُحشر

لمحات من القصيدة الكرارية:
في الأبيات التي اقتطفناها من هذه القصيدة الخالدة يشير الشاعر الى مكانة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليه السلام) وعظيم منزلته وكونه اشرف من على الأرض بعد الرسول محمد(صلى الله عليه وآله)، ويشير الى منزلته(عليه السلام) من الرسول الأعظم إذ هو يمثل نفس الرسول كما دلت بذلك آية المباهلة (أنفسنا وأنفسكم..) ولذلك فهو يمثل وصيه الذي اجتباه من باقي الخلق بأمر الله تبارك وتعالى وجعله خليفة من بعده بالرغم من انف الذي انكر فضله ومنزلته ومكانته.
وفي البيت الثالث يبين شاعرنا النسب الرفيع لامير المؤمنين(عليه السلام) فهو ابن ابي طالب شيخ البطحاء وسيد قريش والمضحي من اجل نشر رسالة الإسلام والسير على نهج ابن اخيه محمد صلوات الله عليه وآله الطاهرين.
بعدها اخذ شاعرنا يبين فضائل أمير المؤمنين عليه السلام وكرامات اهل البيت قبل الخليقة وكيف ان الله تبارك و تعالى قد قرن وجود الإمام علي بوجود الرسول الأكرم قبل خلق آدم(عليه السلام) وكيف ان الله عز وجل تقبل من آدم دعاءه بفضل تلك الاشباح الخمسة التي ملأت الأكوان بنورها العظيم.
ثم يأتي الشاعر في البيت التاسع ليشير الى الحديث الشريف: (لولا ان الله خلق امير المؤمنين(عليه السلام) لم يكن لفاطمة(سلام الله عليها) كفء على الأرض من آدم فمن دونه)، أما البيت الذي يليه فيشير فيه الى حديث الرسول الأكرم: (علي صاحب سري) اما في البيت الحادي عشر فيشير الى الآية القرآنية: (إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا).
ثم يبين في البيت الذي يليه ان الناس لم يعرفوا عليا(عليه السلام) حق معرفته، إذ يشير الى حديث الرسول(صلى الله عليه وآله): (يا علي ما عرف الله الا انا وأنت وما عرفني الا الله وانت وما عرفك الا الله وأنا).
أما البيت الرابع عشر فهو مصداق لحديث الرسول الأعظم: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي).

نشرت في الولاية العدد 77

مقالات ذات صله