مصطلحات معاصرة(1)

hhh

حيدر محمد الكعبي

ديمقراطية: لعل هذا المصطلح من أكثر المصطلحات شيوعا في الوقت الحاضر، واصل الكلمة يوناني يتكون من شقين: (ديموس) وتعني شعب، و(قراطوس) وتعني سلطة، والجمع بين الكلمتين يعني(سلطة الشعب)، لذا فان مصطلح الديمقراطية نشأ على أساس مشاركة الشعب في تقرير مصيره السياسي عن طريق الاستفتاء والقرعة مباشرة ، ولكن المعنى صار يطلق أيضا على انتخاب ممثلين عن الشعب(النوّاب)، وهؤلاء ينفذون مطالب منتخبيهم بعد صعودهم إلى مجلس الشعب(البرلمان).
وقد دخل هذا المصطلح السياسي في نهاية القرن العشرين إلى المجال الاجتماعي أيضا، فنقول: ديمقراطية رب الأسرة تجاه عائلته، وديمقراطية مدير المؤسسة في علاقته مع العاملين معه..الخ، وهو معنى يوحي بالمشاركة في الرأي والابتعاد عن التسلط في العلاقات الاجتماعية.
ومن الجدير ذكره أن هذا المصطلح – بمعناه السياسي- يعبّر عن فكرة بسيطة نظريا، ولكن يصعب تطبيقها عمليا، إلا من خلال الخداع بحلول قائمة على المصالحات بين الأطراف المختلفة.

ليبرالية: يقوم هذا المصطلح أساسا على مبدأ الحرية في جميع أنواعها: حرية التعبير، وحرية التصرف، وحرية المعتقد..الخ
لذا فهو مصطلح اجتماعي ينظر إلى الحرية من وجهها السلبي انطلاقا من فكرة: أن أي إنسان له الحرية بعمل أي شيء ما لم يصطدم بحريات الآخرين، ويبقى هذا الحق مكفولا له حتى لو كان الذوق العرفي يستهجن ما يفعله.
وعلى ارض الواقع، تُعدّ المجتمعات الغربية بشكل عام مثالا جيدا لتطبيق الليبرالية، فترى أن كل فرد له الحق باعتناق أي دين يشاء، أو يظهر بأي شكل يريد، أو يتصرف بأي صورة يراها مناسبة له، بشرط أن لا يؤثر على حريات الآخرين أو يخرج عن القانون العام.
من جانب اخر يمكن عدّ الليبرالية مصطلحا يدخل عالم السياسة والاقتصاد، ففي السياسة تعني الليبرالية الوقوف ضد الملكية المطلقة والسلطات الدينية، وترى ان مهمة الدولة في الامة هي كفالة حق المواطن في ممارسة حرية التفكير والاعتقاد والانتقال، وفي هذا المضمار يمكن ان يرادف مفهوم الليبرالية مفهود الديمقراطية.
اما في عالم الاقتصاد، فان الليبرالية تعني الدفاع عن حرية الفرد في التجارة والتملك الاقتصادي، فهي ترى ان المبادرة الحرة افضل محفز للانتاج، والتبادل الحر افضل مؤشر على اعادة توزيع الثروات، وفي هذا المعنى يمكن ان يرادف مفهوم الليبرالية مفهوم الرأسمالية.
وعلى أي حال فان مصطلح الليبرالية يبقى بالدرجة الاولى مصطلحا اجتماعيا يدافع عن حرية الفرد بوجهها السلبي (كما اشرنا سابقا).

 

نشرت في الولاية العدد 77

مقالات ذات صله