الشيخ المحقق عبد الله السبيتي

AAlam

حمود الصراف

من رجالات جبل عامل وعلمائها الأفذاذ، وليد (كفرا) التي استنشقت عبير الحب الخالص للنبي(صلى الله عليه وآله).. العالم والمحقق والمؤرخ الشيخ عبد الله بن محمد بن حسن بن محمد السبيتي التغلبي العاملي صاحب كتاب تحت راية الحق.

 

نشأته العلمية:
الشيخ عبد الله السبيتي رحمه الله تعالى العالم والمحقق والمؤرخ، الذي ينتسب لآل السبيتي من الأسر العلمية والأدبية الجليلة والمعروفة في بلاد جبل عامل، كانت ولادته في (كفرا) إحدى قرى جبل عامل سنة ألف وثلاثمائة وثلاث عشرة للهجرة.
درس الشيخ رحمه الله تعالى المقدمات الأدبية والشرعية على جمع من الأفاضل في بلده، ثم هاجر إلى مدينة النجف الاشرف ليتنسم من العبق الصافي ويرتشف من أفذاذ هذه المدينة المقدسة وعلمائها في الفقه والأصول والعلوم الأخرى وذلك في سنة ألف وثلاثمائة وسبع وثلاثين للهجرة.
حضر الأبحاث العالية على الشيخ محمد حسن المظفر والشيخ محمد علي الجمالي والمرجع الأعلى في زمانه السيد محسن الحكيم والشيخ محمد رضا آل ياسين والسيد أبي الحسن الأصفهاني والشيخ حسين النائيني قدّست أسرارهم الشريفة.
تفرغ الشيخ السبيتي رحمه الله تعالى للافادة والارشاد والتاليف وقد نشر رضوان الله تعالى عليه بحوثا قيمة وكتبا طيبة كان فيها محلقا في ما يفرغه من قضاياه واظهرت نبوغه العلمي وتفوّقه.
ومن ثم عاد الى بلده لبنان سنة الف وثلاثمائة واربع وخمسين للهجرة عالما ومرشدا ومصلحا وموجها لمدة سبع سنين متواصلة، ثم رجع بعدها الى العراق بعد صراعات حدثت هناك ونزل مدينة النجف الاشرف ثانية.

من نشاطاته:
للشيخ عبد الله السبيتي رحمه الله تعالى مشاركات في مؤتمرات وندوات علمية وثقافية، وكان ممن عملوا على تطوير المناهج الدراسية في الحوزة العلمية، وهو من مؤسسي (جمعية منتدى النشر) وما صدر عنها.
شارك رحمه الله تعالى ايضا في الاحتفال الذي اقيم في مدينة كراجي بمناسبة مرور ثلاثة عشر قرنا على استشهاد الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) والقى كلمة بالمناسبة، وشارك في الاحتفال نفسه في جامعة علي كرة في الهند والقى كلمة قيمة هناك.
كُلّف من العلماء والمفكرين في الرد على احمد امين الكاتب المصري في كتابه (فجر الاسلام) الذي افترى فيه على الشيعة، فألف رحمه الله تعالى كتابه القيم (تحت راية الحق) وقد طبع واحرق من الرقابة العراقية آنذاك، وأعيد طبعه في ايران بمقدمة تحكي قصة احراقه في العراق.
نزل مدينة الكاظمية المقدسة وعمل على تاسيس مؤسسة (حديث الشهر) وهي سلسلة كتب مختارة دورية تصدر كل شهر مرة .
سافر الى افريقيا وامريكا بدعوة من الجالية العربية هناك، وايضا الى ايران عدة مرات زائرا وباحثا والتقى العديد من الشخصيات العلمية والفكرية .

مؤلفاته:
للشيخ عبد الله السبيتي رحمه الله تعالى كتب وبحوث قيمة كان لها صدى واسع منها: ابو ذر الغفاري في ترجمة احواله، وحجر بن عدي، وسلمان الفارسي في ترجمة احواله وسوائحه قبل الاسلام وبعده، وعمار بن ياسر، ومع ابي زهرة في كتابه (الامام الصادق عليه السلام)، والروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية للشهيد الثاني، وابو هريرة في التيار، والى مشيخة الازهر في الرد على سعد محمد حسن بكتابه (المهدي والمهدوية)، وتحت راية الحق،و رنة الاسى في تعظيم شعائر العزا لسيد الشهداء، والمباهلة.

وفاته:
توفي الشيخ عبد الله السبيتي(رحمه الله تعالى) في مدينة الكاظمية المقدسة يوم الأربعاء 25/رجب الاصب/1397 للهجرة، ونقل الى مدينة النجف الاشرف وتشرف بالدفن بجوار مولى الموحدين علي بن ابي طالب(عليه السلام) بالصحن الشريف في الحجرة ذات الرقم(48).

نشرت في الولاية العدد 77

مقالات ذات صله