النسيان.. اسبابه.. وعلاجه

2102

السيد ليث الطباطبائي(خبير اعشاب)

لمعرفة اسباب النسيان والاحاطة التامة بأبعاده لا بد من الرجوع الى العقل وفهم كيفية تخزينه للمعلومات ومن ثم استرجاعهاعند الضرورة، اذ ان من افضل تعريفات(التذكر) هو استرجاع المعلومة عند الحاجة اليها، ومن ثم فإن النسيان هو عدم القدرة على استرجاع المعلومة المناسبة في الوقت المناسب.
أما الذاكرة وكيفية عملها فقد احتار العلماء بها وتعددت الأبحاث والاستنتاجات بشأنها، ولكن اتفق الجميع ان الله وهب للعقل البشري القدرة الخارقة على الحفظ، إذ ان العقل يحفظ كل ما يأتيه عن طريق الحواس اضافة الى قدرته على الابتكار والخيال، ومن ثم استحداث أفكار وصور جديدة.

 

واذا ما بحثنا في اسباب النسيان اعتمادا على ما سبق امكننا استنتاج الأسباب التالية.
– النظام الغذائي والصحة العامة: فإن قلة الغذاء الطبيعي ونوعيته تنعكس سلبا على مدركات العقل، فيبدأ العقل بالهرم تدريجا لضعفه عن أداء واجباته اليومية، فالتنوع في الغذاء الصحي والطبيعي عامل مساعد على تنشيط الذاكرة وعدم النسيان.
– كثرة الأعمال والمسؤوليات:ما يؤدي الى الاجهاد المستمر للعقل وادراكاته وتعب الجسد من جهة اخرى، اضافة الى تزاحم كم من المعلومات الهائلة فينتج تشتت الفكر وعدم التذكر.
– فقدان الأمن والأمان: فعدم الأمن والخوف والقلق المستمر يؤثر سلبا على تخزين المعلومات واسترجاعها بسرعة.
– غياب الراحة في المنزل ومحل العمل: فالعقل البشري بأمس الحاجة للراحة والنوم، فهو لا ينفك عن العمل والتفكير اليومي، فإذا استمر العمل ساعات متعددة مع غياب الراحة ووجود القلق والعصبية والشد الذهني فسيؤدي الى تشتت الفكر ونسيان المعلومة وعدم استرجاعها بسرعة.
– الصدمات والحوادث التي يتعرض لها الإنسان، جسدية كانت أم نفسية، إذ لها الدور الفاعل في تشتت الذهن والنسيان.
– عامل الوراثة: إذ تنتقل ظاهرة النسيان فضلا عن أمراض كثيرة اخرى بوساطة الجينات المتوارثة من الأبوين او الأجداد التي يتضاعف نموها بعد عام من الولادة.
– التقدم في العمر والهرم ينتج عدم نهوض العقل بمهامه اليومية المتاحة، فتبدأ الخلايا بالاضمحلال شيئا فشيئا، ومع مرور الزمن ينتج ضعف الذاكرة بل فقدانها بالمرة عند بعض المسنين.
العلاجات اللازمة لكثرة النسيان:
1. التركيز على المعلومات حين التعلم والحفظ: وذلك من خلال الانتباه والتوجه عند التعلم والحفظ، وكذلك الممارسة والتمرين من خلال الواقع العملي لتثبيت المعلومات في الذهن.
2. عدم تحمل مسؤوليات كثيرة: ان المسؤوليات الكثيرة تسبب حالة من الارباك والتعب الذهني وهذه القضية تخلق ارضية مناسبة للنسيان، فمن الأفضل التقليل من هذه المسؤوليات للتقليل من حالة النسيان.
3. السعي في تنظيم الحياة اليومية: الإنسان الذي ينظم حياته يعيش حالة هادئة ومرتبة في ادارة الأمور، وهذه القضية تنعكس على قوة التفكير وقوة الذاكرة ايجابيا بحيث يكون النسيان نادرا جدا لديه.
4. تجنب الأطعمة الدسمة: إن استهلاك كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالدهون باستمرار يضر بالدماغ ويُسرّع فقدان الذاكرة ويضعف القدرة على الفهم والتعلم.
5. المحافظة على الصحة العامة: كإعطاء الجسم حقه من النوم وعدم الاجهاد والسهر، وممارسة الرياضة والمواظبة عليها كل بحسب قدرته وعمره، وممارسة المشي أمر مهم جدا فضلا عن ممارسة السباحة.
أطعمة تنشط الذاكرة:
إن استعمال المواد الطبيعية التي ربما كانت غذاء نتناوله او مواد مضافة الى الغذاء أو من الأعشاب التي تنشط الدورة الدموية بالمخ تساعد على مقاومة النسيان، ويعد الثوم من اهم ما ينشط الذاكرة، إذ اثبتت البحوث العلمية الحديثة أن تناول نصف فص الى ثلاثة فصوص من الثوم بعد تقطيعها يوميا يقي الإنسان من الضعف في الذاكرة والتفكير واكتساب المعرفة، ويفيد الثوم ايضا في الوقاية من امراض كثيرة مثل امراض الكولسترول والجلطة والسرطان.
ويساعد على تنشيط الذاكرة أيضاً تناول الأغذية الغنية (ب6، ب12) خصوصاً فيتاميني وحمض الفوليك الموجود في بعض الاطعمة مثل الفول والسبانخ والطماطم والبصل وزيت الزيتون وزيت بذر الكتان(الزيت الحار) وفول الصويا، وتتوافر في الأسماك والبرتقال والموز.
ويفيد تناول الشاي الأخضر المضاف اليه النعناع البستاني في تنشيط الذاكرة ومقاومة النسيان، ومن الأعشاب التي ثبت انها تنشط الذاكرة: جذور نبات الجنسنج وعشبة الجنكا التي تحتوي على عناصر تأكدت فعاليتها في تحسين وظائف المخ، والتغلب على الارهاق والتعب اللذين يعدان من اهم العوامل المسببة للنسيان، وتناول عشبة المريمية واكليل الجبل جيد لتنشيط الذاكرة تجنب النسيان.
ويعد الحرص على قراءة القرآن وحفظه – مهما كان ذلك صعبا- من التدريبات المتميزة في تقوية الذاكرة، وكذلك الاذكار اليومية الواردة عن أهل بيت العصمة (عليهم صلوات الله).
وصفات عشبية لتنشيط الذهن:
هناك وصفات من الاعشاب الطبيعية تساعد الفرد على تنشيط الذهن منها:
1. قرنفل 20 غم + لبان ذكر، يطحن ويتناول منه نصف ملعقة صغيرة على الريق لمدة 12 يوما، ويترك لمدة 5 أيام، بعدها يمكن الرجوع مرة اخرى اليه.
2. اكليل الجبل 30 غم + نعناع 30 غم + الشاي الأخضر 20 غم، يطحن الجميع ويوضع منه ملعقة صغيرة على كوب ماء مغلي يصفى بعدها، ويشرب قبل الإفطار والعشاء.

 

نشرت في الولاية العدد 78

مقالات ذات صله