المستبصرة الامريكية اليزابيث سوتا: للعائلة العراقية الأثر الكبير في استبصاري

kkk

صغرى نادر علي

موجة التشيع لا توقف لها، ففي هذا العصر صار ت كالطوفان لتهدم كل زائف ولترسخ كل حق، ولعل من الصواب ان نصف هذا العصر بانه (العصر الذهبي للتشيع) اذ يدخل العلماء والمثقفون والمنصفون فيه أفواجا بإذن الله تعالى بعد ما تبينت لهم الحقيقة.
وها نحن نسمع بين الفينة والأخرى عن عالم استبصر، وأكاديمي تشيع، وباحث اسلامي أعلن ولايته لأمير المؤمنين، وعند كل منهم تجد تجربة مختلفة في وصوله الى الهدى، ولكن الذي يكاد يكون قاسما مشتركا بين كل هؤلاء هو تأثرهم بمظلومية الإمام الحسين(عليه السلام) التي هي بمثابة المنعطف الأساسي الذي يقودهم الى الصراط المستقيم.

 

وفي هذا الباب كان لقاء مجلة (الولاية) بإحدى النساء اللواتي دخلن إلى الدوحة النبوية العلوية وتمسّكن بالولاية الإلهية، وهي الأخت (اليزابيث سوتا) من ولاية (Bridgeport connecticon) في أمريكا، من مواليد 1952، نشأت وترعرعت في ظل أسرة مسيحية، واستبصرت سنة 1995، وهي حائزة على شهادة الماجستير في التعليم وتعمل في التدريس.

متى تعرفت على الإسلام، وهل كان لأحد تأثير خاص في استبصارك؟
منذ طفولتي كنت معجبة بالإسلام، وعندما حصلت على شهادة الماجستير بدأت بالعمل في الأمم المتحدة سنة 1991 مع اللاجئين الوافدين من رفحاء في المملكة العربية السعودية لخدمتهم، ومن خلال تعاملي مع هذه العوائل من اللاجئين سنة 1994 بدأت بالتعرف على الإسلام، وكنت كلما اسأل وأتعرف على الإسلام أزداد حبا وتعلقا به ورغبة باعتناقه، وكان للعائلة العراقية في رفحاء الأثر الكبير في استبصاري والتأثير بي.

هل واجهت بعض المشكلات بسبب إعلان تشيعك؟
واجهت بعض المشكلات بسبب إسلامي وليس بسبب تشيعي، لأن تشيعي جاء مع الإسلام، وعندما كنت أرى أصدقائي القدامى وهم يتناولون الشراب ويدعونني إليه وأنا أرفض- لكوني أسلمت- كان ذلك لا يعجبهم ويثير تعليقهم وسخطهم، ولكن الله قادني باتجاه آخر، إذ تعرفت على امرأة عراقية تعمل مدرسة للغة الانجليزية في مقاطعة (أوريغان) حيث تسكن هي، وكانت هذه المرأة تعمل في جمعية لمساعدة العراق في فترة المقاطعة مع الحكومة العراقية في التسعينات، وقد ساعدتني هذه المرأة في تعلم تعاليم الإسلام وعلمتني القرآن ولبس الحجاب وسيرة أهل البيت(عليهم السلام).

ما المخاوف التي واجهتك من اعتناقك الإسلام؟
خفت من اعتناق الإسلام لاعتقادي بانه دين خاص بالعرب، وبعد عدة اشهر ومجيئ شهر محرم وعندما سمعت قصة الإمام الحسين(عليه السلام) في كربلاء لم استطع النوم وقلت ما هذا الدين الذي يضحي من أجله رجل بأصحابه وأولاده واعطاني القيم والمثل لهذا الدين، لذلك قررت ان اعتنق الإسلام وان أكون جزء من هذا الدين، عند ذلك نطقت بشهادة الإسلام واسلمت.

ما التغيرات التي طرأت على حياتك بعد اعتناقك الإسلام؟
غيرت اسمي الى (مريم محمد علي) ومنذ ذلك الحين بدأت بخدمة المسجد وكنت عضوة نشطة ومن الأعضاء المهمين فيه وبدأت بقيادة الفتيات الشيعيات من الغرب وذلك لكونهن بحاجة الى تعريف الذات والتواصل معهن.

هل حاول أحد أن يعيدك الى عقيدتك السابقة بعد استبصارك؟
حاولت احدى صديقاتي القديمات في الكنيسة والناشطات ان تعيدني الى المسيحية والتخلي عن الإسلام، وما زالت تحدثني في كل مدة حول الارتداد عن الإسلام والعودة للمسيحية لكنني لا أصغي اليها.

ما الأماكن التي تحرصين على التواجد فيها لتعطيك دعما روحياً؟
بدأ حبي وعاطفتي تزداد وتكبر في شهر المحرم بالخصوص، ذهبت الى الحج بعد اعتناقي للإسلام بثلاث سنوات وبعد ذلك ايضا ذهبت للمرة الثانية بعد سبع سنوات ومنذ ثلاث أو أربع سنوات بدأ العراقيون بدعوتي إلى المجالس الحسينية وبدأت أفهم أكثر المغزى من أن يضحي الرجل من أجل الدين.

ما هي مشاريعك وانجازاتك بعد الهداية؟
أن أكون ناشطة مهمة في المسجد وأن ارشد الراغبين بالدخول الى الإسلام والتعرف على الإسلام وأنا الآن عضوة في المجلس الإسلامي في (أوريغان) وأحاول هداية الناس للإسلام وتوجيههم للمراكز الإسلامية والتعرف على هذا الدين.

هل لديك رسالة توجهينها الى شباب الغرب اليوم؟
سأقول لهم عن رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) وتضحيته للإسلام لكون رسالته الى جميع الناس وفي جميع الأزمنة والأوقات، رسالته فيها قيم الإسلام والتضحية والشجاعة ومواجهة الفساد والنفاق وتقوم على عدم القبول بالحل السلمي من أجل الحياة وبيع الدين بالدنيا.

كلمة أخيرة؟
لا يوجد شيء في هذا العالم اكثر قيمة واكثر أهمية من قيم الإسلام فهو كشمعة مضيئة وهو الإمام الحسين (عليه السلام) وفيه اجوبة لكل شيء في هذا العالم.

نشرت في الولاية العدد 78

مقالات ذات صله