ألق طموح لمجالس النجف الثقافية

my wearks

شهيد الشمري

النجف الأشرف مدينة سيد البلغاء وإمام الزهاد علي أمير المؤمنين(عليه السلام)كانت وستبقى مثابة الدارسين وقبلة الباحثين، وهي بيئة شعرية وحاضرة للأدب والفقه والعلوم الإنسانية وهي فضلا عما تقدم مدينة السلام يؤمها الأنام من كل فج عميق، مثوى الراحلين تبركا ومحط رحال الزائرين احتسابا وثوابا، في بيوتاتها العريقة ازدهرت اولى المجالس الأدبية بين ظهراني الأسر العريقة وبرعاية علمائها الأعلام وفي (برانياتها) نشأت المجالس الثقافية والأدبية، والنجف تنفرد عن مدن العراق  بكثرة منتدياتها وحلقات الدرس والفضاءات الثقافية فلا تخلو أي محلة من محلاتها بل حارة من حاراتها من مجلس أدبي ومنتدى ثقافي أو فقهي ولست هنا بالمعدد لتلك المجالس فهي من الانتشار والتعدد بحيث يضيق المكان بها ولله الحمد.

ولكني أشير الى بعض النقاط الجوهرية التي تفضي الى ان يأخذ القارئ الكريم فكرة مختصرة عن الواقع الذي هي فيه من حيث الدور الريادي لمجالسنا، وما نطمح اليه ـ وهذا من حقنا ـ مستقبلا.
ففي عام 2003 اذ انكشفت الغمة عن الأمة واصبح العراق بحدوده من شماله الى اقصى جنوبه ينعم في بحبوحة من الحرية في مجال الثقافة مكتوبة ومسموعة ومرئية واذا ما استثنينا ما طغى على السطح من زبد الواقع الأدبي والثقافي بعد التغيير يعيش انعطافا ايجابيا يغبطنا الآخرون عليه ولله الحمد، فتعددت المنتديات الثقافية المقامة في كل محلة من محلات مدينتنا المجاهدة.
أما السؤال الذي يثار هنا فهو: هل هذه المجالس بمستوى طموح المثقفين النجفيين في الوقت الحاضر؟
اقول جوابا على ذلك: كلا.. لأننا جميعا نتوق الى افق متميز؛ تميّز محافظتنا الحبيبة (النجف الأشرف).
عزيزي القارئ الكريم، بعد ان انتشرت مجالس الأدب والثقافة في عموم مدينتنا اصبحت الحاجة الى وجود هيأة تأخذ على عاتقها التنسيق بين مختلف واجهات الثقافة ومراكزها، ولقد طرحت هذه الفكرة لأول مرة في مؤسسة التراث النجفي (مجلس الاثنين) في أواخر عام 2009 وتم عقد اجتماع عام لهذا الغرض، وانتخبت لذلك لجنة من بعض الوجوه الثقافية في النجف اذكر منهم على سبيل المثال الدكتور حسن عيسى الحكيم والسيد منذر جواد مرزة والأستاذ شاكر الحمداني مدير مجلس ادباء العترة.
وكان ان تم الاتفاق على عقد اولى جلسات اللجنة المنتخبة بحضور بعض اعضاء مجلس المحافظة، فتم عقد جلسة موسعة في بيت الأستاذ شاكر الحمداني ـ في حي الغدير ـ وفيه وضعت الخطوط العريضة لعمل اللجنة التنسيقية.. ولكن هذه اللجنة تضاءل دورها بعد مرور فترة قصيرة لأسباب أعتذر عن بيانها.
وعليه ومن خلال منبر مجلة الولاية الغراء ندعو السادة الأفاضل من متتبعي الكلمة الهادفة والفكر النير من رعاة المنتديات الثقافية الى احياء رابطة المجالس النجفية لما فيه خير ساحة الأدب في النجف الأشرف.
وذلك من خلال الخطوات التالية:
1. الدعوة الى عقد جلسة تداول يحضرها أعضاء ورعاة المجالس والمنتديات لتأليف اللجنة التنسيقية.
2. تعيين مصدر تمويل لهذه اللجنة.
3. اختيار المكان المناسب لها.
إن طموحنا يتسع ويستشرف المستقبل لدور المجالس الأدبية في نشر الثقافة وادامة التواصل خدمة لمدينة امير المؤمنين(عليه السلام) وبانتظار استكمال البناء المذكور آنفا، نتمنى لواجهات الثقافة ان تأخذ دورها الآن من خلال الحث على ادامة امسياتها والعمل على توثيق ما يطرح فيها من محاضرات.
وفي هذا السياق ابارك الجهود المبذولة من بعض رعاة الواجهات الثقافية في النجف والكوفة وباقي أقضية ونواحي النجف الأشرف.

نشرت في الولاية العدد 81

مقالات ذات صله