الغدة الدرقية و الغدد الصماء

الغدد الصماء

شاكر حيدر القزويني

الغدة الدرقية هي أكبر الغدد الصماء.، وسميت بالغدد الصماء لأنها لا ترتبط بقنوات ترسل من خلالها إفرازاتها، وما تفرزه ينطلق من الخلايا الى تيار الدم مباشرة.
وهذه الإفرازات تسمى هرمونات وهي مواد كيمياوية تفرز بمقادير صغيرة جداً وتعمل بمثابة رسائل تؤثر على الخلايا والأنسجة في أنحاء متباعدة من الجسم، بينما تفرز الغدد الأخرى إنزيمات بمقادير أكبر ولكنها تعمل موضعياً في مكان إفرازها فقط.
وتشمل الغدد الصماء المتخصصة إلى جانب الغدة الدرقية الغدة النخامية الواقعة تحت الدماغ والغدد الكظرية التي تجلس على الكلى والبنكرياس والغدد الجار درقية الأربع.

 

تتمتع الغدة الدرقية بدرجة عالية من الشغف لاصطياد اليود المتواجد في الدم الذي يأتي من الطعام بعد هضمه وامتصاصه .
وما إن تتمكن الغدة الدرقية من إدخال اليود إلى خلاياها حتى تجري سلسلة من التفاعلات الكيميائية تنتهي بإفراز هرمون الثايروكسين أو ما يسمى بهرمون الحياة إذ إن حياة الإنسان لا يمكن أن تستمر بدون هذا الهرمون.

أين توجد الغدة الدرقية؟
تقع الغدة الدرقية في الجزء الأمامي من الرقبة. وتحديداً تحت وأمام تفاحة آدم. وهي مكونة من الفصين الأيمن والأيسر وبينهما جسر صغير يسمى البرزخ.

الغدد الصماء2
و يقع الفصان على جانبي الجزء الأعلى من القصبة الهوائية. وتزن الغدة الدرقية الطبيعية من 20 إلى 30 غراما تقريباً.

ما هو عمل الغدة الدرقية؟
تنتج الغدة الدرقية اثنين من الهرمونات تطلقهما مباشرة الى تيار الدم، الأول يسمى هرمون الغدة الدرقية الرباعي لأن هذا الهرمون يتضمن أربع ذرات من اليود وغالبا ما تسمى T4.
والآخر يسمى هرمون الغدة الدرقية الثلاثي الذي يتضمن ثلاث ذرات من اليود، وغالبا ما يسمى T3.
والـ T3 هو الهرمون النشط بيولوجيا في نشاط جميع خلايا وانسجة الجسم. وتؤثر هرمونات الدرقية وتحديداً الهرمون الثلاثي T3 المستمد من T4 على التمثيل الغذائي للخلايا. وبعبارة أخرى فانه ينظم السرعة التي تعمل بها خلايا الجسم.
فاذا وجد الكثير من هرمونات الغدة الدرقية عملت خلايا الجسم بشكل أسرع من المعتاد فتحدث لدى الانسان حالة التسمم الدرقي وزيادة نشاط اجهزة الجسم.
ومن ناحية اخرى إذا كان هناك القليل جدا من هرمونات الغدة الدرقية (الحالة المعروفة باسم القصور الدرقي) ستبطئ سرعة نشاط الخلايا واجهزة الجسم.
وقد يطرأ على الغدة الدرقية اشكالات عديدة منها كسل الغدة الدرقية، وفرط نشاط الغدة الدرقية، والتهابات الغدة الدرقية وأورام الغدة الدرقية. وسوف نتحدث عن أكثر هذه الإشكالات حدوثاً ألا وهو كسل الغدة الدرقية.

كسل الغدة الدرقية:
وهو مرض شائع يصيب الصغار والكبار -حتى حديثي الولادة- وأسباب هذا الكسل منها أسباب مركزية نابعة من خلل في الغدة النخامية وغدة الهايبوتالاماس لوجود أورام أو التهابات أو آثار ما بعد الجراحة أو آثار ما بعد العلاج الاشعاعي أو أسباب أولية ناتجة عن علة في الغدة الدرقية نفسها، لوجود التهابات مزمنة أو وجود أجسام مضادة، أو حالات ما بعد جراحة الغدة الدرقية، أو حالات ما بعد العلاج الإشعاعي للغدة الدرقية، أو عيب في التصنيع النهائي للهرمون من الغدة الدرقية.
وقد يكون نقص اليود في الطعام والشراب من تلك الأسباب، وقد يكون سببه تناول بعض الأدوية التي تحتوي على عنصر الليثيوم، أو وجود مناعة مرضية عند أنسجة الجسم لهرمون الثايروكسين مما يجعل وجود كميات كافية من الهرمون مثل عدمه.
ومن أعراض نقص هرمون الغدة الدرقية: نقص الشهية للطعام، زيادة الوزن نظراً لتجمع السوائل في الجسم وزيادة نسبة الدهون، عدم تحمل الجو البارد مقارنة بالناس الاصحاء، جفاف الجلد وخشونته مع برودة في ملمسه، الشعر يصبح باهتاً وخشنا وضعيفا، تساقط الشعر بكثرة من مناطق الرأس والوجه والعانة والحاجبين، ضعف وتكسر الأظافر، البطء في التفكير والانعكاسات العصبية، البطء في الحركة عموماً، ميل للنوم الكثير وبخاصة في أثناء النهار، التغيرات النفسية التي تبدأ بالاكتئاب وتنتهي بالخرف، وهن في العضلات وآلام في المفاصل، الصوت يصبح أجش وبطيئاً وأحادي النغمة، تأخر ظهور علامات البلوغ عند الأطفال وعند البالغات يكون هنالك عدم انتظام في الدورة الشهرية، قد يكون هنالك عقم أولي (لمن لم تنجب من قبل) أو عقم ثانوي (لمن سبق لهن الإنجاب) والإمساك.
والجدير بالذكر أن الأعراض سابقة الذكر نادراً ما ترى مجتمعة في مريض واحد إلا إذا كان يعاني من هذا المرض لفترة طويلة جداً بدون علاج، وعموماً فإن أكثر الأمراض شيوعاً هو تساقط الشعر وعدم انتظام الدورة الشهرية لدى النساء وتغيرات الجلد والميل للنوم كثيراً وآلام العضلات.

العلاج :
بعد الاستماع لشكوى المريض واجراء الفحص السريري الكامل فان هنالك فحص دم لقياس مستوى هرمون الغدة الدرقية والهرمون الحاث على افراز الغدة الدرقية TSH وبعد ذلك يصبح التشخيص واضحا جداً لاعطاء العلاج للمريض، ويكمن في أخذ هرمون الثايروكسين الذي يصنع على شكل حبوب بقوة تركيزية مختلفة ويؤخذ العلاج على معدة خاوية.
وبعد بدء العلاج سوف يحس المريض بتحسن تدريجي وقد تختفي الاعراض تماماً بعد شهرين تقريبا من بدء العلاج، ويجب عمل تحليل لقياس مستوى الثايروكسين ومستوى الهرمون الحاث على إنتاج الثايروكسين TSH بعد ستة أسابيع من بدء العلاج لمعرفة ما إذا كان المريض يحتاج إلى زيادة أو خفض في جرعة الدواء.
والجدير بالذكر أن من يعانون من كسل الغدة الدرقية أو انخفاض مستوى الثايروكسين في الدم يحتاجون للعلاج مدى الحياة تحت إشراف طبي.

 

نشرت في الولاية العدد 81

مقالات ذات صله