نورٌ علويٌّ

محراب-الرأس-الشريف

فائق الشمري

روضة من رياض الجنة يدخل اليها الزائر من ابواب ثمانية، هي باحة من نور علوي.. اريد لها ان تصل الارض بالسماء، فيمتد عمود من التهاليل لملكوت يعجز عن تفسيره المتبحرون في كنه الاشياء.
فهنا ترفع الاقلام وتجف الصحف.. وينادى بصريح العبارة: (ياعلي لايعرفك الا الله وانا..).
باحة تحدق بها الاكوان، والملائكة صافات بين مسبّح ومكبّر، يتهافتون صعودا ونزولا، يستمدون منه ألقَ الطهر، فتشع اجنحة جبريل أمينا، منذ ان نادى في فجر تلك الليلة الرمضانية، وحتى يأذن الله وتملأ البسيطة قسطا وعدلا ويوضع الميزان..
في حضرة الطهر، وعند تلك الروضة يتدافع المحبون متزاحمين، يحفّون بتهاليلهم بذلك الشباك الذي يتوسط تلك الباحة، وتعلوه القبة الشريفة التي تستند على أربع ركائز وتزيّن جدرانها المرايا الملونة بريازة رائعة.
شباك صنع من الذهب والفضة، وزين بأروع النقوش الإسلامية وبدائع الصور النباتية المنقوشة بالذهب الخالص، حتى قيل ان فيه عشرة آلاف وخمسمائة مثقال من الذهب الخالص ومليوني مثقال من الفضة، فهو رائعة من روائع الفن الإسلامي، وروائع فن صناعة الذهب والفضة والترصيع بالمينا المتعددة الألوان..
تمسك الاكف بشباك الامنيات، وتلامس الشفاه المعدن الثمين، وتهمس متوسلة تطلب حوائجها من باب الله، من أمين الله.. يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله.
المتأمل للصورة بكل ما فيها من دموع ومهج واكباد حرى وقلوب والهة، لايجد أمامه شباكاً، بل هو وثيقة ولاء من ذهب وفضة، وُقِّعت بالمينا، ورصعت بالياقوت.
باحة من نور وشباك للأمنيات يرتفع عن الارض اربعة امتار، يتضمن نوافذ صنعت من الفضة الخالصة، تفصلها أعمدة مزخرفة يمكن للزائر من خلالها أن يرى القبر الشريف.
فوق هذه النوافذ كتيبة من الفضة طوقت الشباك مطعمة بالمينا، نقش عليها أبيات من عينية ابن أبي الحديد، وفوقها كتيبة أخرى من الذهب كتب عليها آيات من القرآن الكريم، تعلوها كتيبة ثالثة من الذهب مقعرة تحوي نقوشاً نباتية ثم كتيبة رابعة ذهبية نقشت عليها أحاديث نبوية شريفة في مدح أمير المؤمنين(عليه السلام).
فوق كل هذا تاج ذهبي مزين بمئة واربع وردات ذهبيات نقش عليها أسماء الله الحسنى ووزّعت على الأضلاع الأربعة.
وعند الاركان رمانات أربع من الذهب الخالص وضعت في الأركان الأربعة للتاج الذهبي، تعلوها كتيبة ذهبية محدبة تحوي نقوشاً نباتية على هيأة عناقيد، ومجموعة من الأواني الذهبية فوقها كتيبة مقعرة ثم كتيبة نقش عليها سورة الرحمن، نصب فوقها ستة وتسعون قنديلا ذهبياً على أضلاع التاج الذهبي الأربعة.

مقالات ذات صله