لماذا حب علي(عليه السلام)

hqdefault

مهدي هادي السلامي

الحب مفردة قليلة الحروف كبيرة المعاني، ولدت منذ نشوء الانسان وتبلور مشاعره وتمييزه بين الخير والشر ولكن بداياته كانت مظلمة لعدم وجود انظمة وسلوكيات حياتية تبرمج حياته وتدله على صواب الأشياء.
وكانت الحكمة الإلهية توجب ارسال الانبياء والأوصياء لإرشاد بني البشر وتقويم حياتهم وبيان عظمة الله عز وجل في تمييز الإنسان من الحيوان وجعله يقود الحياة وتتبلور قدرة الله على الخلق، ولكن طريق هؤلاء الدعاة كان محفوفا بالمصاعب لأن نزعة العدوانية فيه كانت تعلو على تصرفاته.
فاستمر الصراع الطويل بين النور والظلام وبين الجهل والعلم الى ان اختار الله عز وجل نبيه المصطفى محمدا(صلى الله عليه وآله) ليكون خاتم النبيين بدين معطاء وهو دين الاسلام، في وقت عصيب من حياة الانسان والاقوام في ذلك الزمان الذي سادت فيه قيم الشر وامتهان الانسان لكراهية اخيه الانسان كالعبودية والرق ووأد البنات وتيسير قيم الجاهلية.
فبدأت الدعوة المحمدية المباركة لاصلاحهم بكل قوة متحصنة بمباركة السماء وأخذت تهشم رموز الوثنية لتؤسس عالماً خالياً من الظلم ليعيش الانسان بكرامة وشموخ في كل الازمان،.
هنا بدأت تظهر في الافق معالم الحب والتطلع نحو غد ابهى، وبدأت ثلة خيرة من ابناء الاسلام تعتنق هذه القيم السامية وكان في مقدمتهم فتى من قريش لم يسجد لصنم ولم يشرك بالله، فدى الاسلام والنبي بروحه عندما اشتدت مؤامرة المشركين ليزرع أول بذرة في طريق الحب.
إلا ان هذه التضحية لم تكن بدوافع عنصرية وجاهلية ولا تعبيراً عن منطقهم السائد آنذاك (انصر اخاك ظالما او مظلوما) ولكن ايمانا من هذا الفتى الغيور بالاسلام وبقيادة رسول الله(صلى الله عليه وآله).
كانت كل خطواته(عليه السلام) تسير في طريق الاسلام بواقع الحب حتى في قتل أعتى المشركين وليّ أيدي كبار المعاندين، وكان سيفه ذو الفقار مشرعا على رقاب الاعداء لكي يزيحهم عن طريق الاسلام المتقدم نحو بناء قيم الحب والعدالة.
وكانت هذه الصولات هي اللبنات الاولى لتأسيس قواعد الحب وتعميمها على كافة ارجاء المعمورة.
لقد ترجمت هذه الحروف القليلة في مسيرة هذا المجاهد الإلهي العظيم ورسمت معانيها شامخة سامقة طوال سنوات حياته المباركة منذ ان بدأ جنديا الى ان انتهى قائدا.
نحبه لأنه لم يسجد لصنم.
نحبه لأنه وليد الكعبة المشرفة.
نحبه لأنه لا يبغض أحداً لمصالح ذاتية.
نحبه لأنه دافع عن الفقراء والمضطهدين.
نحبه لأنه قال لا للعبودية لا للتسلط.
فلا يلومنا أحد على هذا الحب، لأننا لا نغالي ولا نرسم لوحة للصنمية، وانما هذه المحبة غرست من الله عز وجل ونمت فينا.
لذا فان البغض لعلي ممات، والحب له حياة
فتعسا للمبغضين.. وهنيئا للمحبين.

نشرت في المجلة العدد 85

مقالات ذات صله