مركز الإمام علي عليه السلام للترجمة خطاب عالمي أصيل

IMG_7355

حوار: علي الوائلي

بعد الانفتاح الذي شهدته البلاد تصدت مدينة النجف الاشرف لدور كبير في نشر فكرها للعالم ولتستعيد ريادتها ومنزلتها على المستوى العالمي.
ومن هذا المنطلق تبنت العتبة العلوية المقدسة انشاء مركز يعنى بنشر فكر اهل البيت(عليهم السلام) باللغات المختلفة في العالم لتمد بذلك جسور التواصل في العلم والمعرفة ومواكبة التطور الثقافي.

يهتم قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العلوية المقدسة بموارد الثقافة وموارد العلوم، وقد كان قائما في اول تأسيسه على ركيزتين هما شعبة الاصدارات والمكتبة فقط، لكن في الادارة الجديدة التي ترأسها الشيخ ضياء الدين زين الدين بدأت بوادر توسيع هذا القسم الى شعب عدة تكون داعمة ورافدة لهذا القسم بل داعمة ورافدة للعتبة العلوية المقدسة.
وباعتبار ان الامام علياً عليه السلام هو محور عالمي وليس خاصاً فقط بالشيعة ولا بالإسلام برزت الحاجة الى ترجمة الاصدارات التي تصدر عن العتبة او التي تكتب عن الامام علي(عليه السلام) من والى اللغة العربية، فكان القرار في انشاء مركز متخصص يعنى بهذا التراث.
وفي هذا الصدد قال الشيخ ليث العتابي نائب رئيس قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العلوية: تم التخطيط لوضع دراسة مستفيضة في كيفية جلب الكوادر ووضع المركز وإنشاء بناية له الى ان تم انشاء مركز امير المؤمنين للترجمة، ومن المعلوم ان انشاء المراكز التي من هذا النوع يبدأ ببداية بسيطة الا اننا قمنا ببداية كبيرة بحيث اننا وضعنا لهذا المركز اثنتي عشرة لغة، ست لغات غربية وست لغات شرقية فصار يعنى بالترجمة من والى هذه اللغات.
واضاف: ليس هناك في العراق او خارجه مركز متخصص سوى هذا المركز، فكل موارد الترجمة في العتبات المقدسة هي موارد ذاتية حتى العتبة الرضوية لا يوجد فيها مركز متخصص بالترجمة.

وحدات مركز الترجمة ومجال عمله الحالي:
يتألف المركز من الادارة وشعبة الذاتية ووحدات اخرى تتوزع على اللغات، وهي وحدة اللغة الانكليزية والفرنسية والاسبانية والايطالية والألمانية، وهذه هي اللغات الغربية.
أما اللغات الشرقية فهي وحدة اللغة الصينية واللغة الفارسية والأُردو التي تقسم الى الأُردو الهندية والباكستانية واللغة الماليزية واللغة الاندنوسية واللغات الافريقية التي منها وحدة اللغة السواحيلية لكونها اكثر اللغات المحلية تداولاً في افريقيا اضافة الى الوحدات الداعمة الاخرى كوحدة الاعلام والانترنيت.
والمركز في عمله الآني يعنى بالكتب الخاصة بأمير المؤمنين وبإصدارات أقسام العتبة العلوية المقدسة، اما مستقبلا فسيعمل المركز على تفعيل الجانب الاستثماري إذ يسهم في توفير مترجمين فوريين سواء في المؤتمرات التي تقام داخل النجف الاشرف او خارجها او ترجمة الكتب في المراكز الثقافية كما حصل في بغداد عاصمة الثقافة العربية والنجف الاشرف عاصمة الثقافة الاسلامية.

ضوابط خاصة لمركز الترجمة:
يعمل مركز الترجمة في العتبة العلوية المقدسة ضمن ضوابط واهداف محددة تحدث عنها مدير مركز الترجمة السيد يونس جبار الموسوي قائلا: تتجنب العتبة العلوية اثارة الطائفية فلو ترجمنا اي كتاب نحتاجه في مؤتمر ما داخل العراق او خارجه ففي اولوياتنا عدم المساس بالجانب المذهبي والطائفي، ولدينا محددات لكل ما يخرج من العتبة العلوية، فنحن ننظر الى امير المؤمنين على انه جامع لكل العالم ولجميع الانسانية لذلك فان كل شيء يمس بالسوء مكوناً ما او شخصاً ما او طائفة فلا نقوم بترجمته مطلقا وانما نعمل على ترجمة القضايا المعتدلة والقضايا الانسانية فقط.
لذا فان هذا المركز جاء ليسوق للعالم فكر وفضائل امير المؤمنين للإنسانية جمعاء. كذلك فإننا عشنا ردحاً من الزمن حتى نهاية سقوط الطاغية المقبور كنا نقرأ الكتب المترجمة من اللغات الاخرى للعربية ولم يوجد كتاب مترجم من كتبنا الاسلامية والشيعية الى لغات اخرى فقد بدأنا حديثا باعتبار ان العراق كان يعاني من ازمة ثقافية وتقييد منعه عما وصل اليه العالم الخارجي من تطورات ثقافية فان مصر والإمارات اللتين كانتا منفتحتين على العالم بدأت بالترجمة من اللغة العربية الى لغات اخرى في تسعينيات القرن الماضي إلا اننا قمنا منذ سقوط الطاغية بالترجمة من اللغة العربية الى لغات شتى وهذا يحسب للشيعة في مواكبة التطور.

الكوادر العاملة في المركز:
وعن الكوادر العاملة في مركز الترجمة تحدث مدير المركز قائلا: نؤمن بالتخصص او ما يسمى بالتكنوقراط لذلك اعتمدنا في مسألة اختيار الكوادر على استقطاب اساتذة من كلية الآداب وأساتذة من كندا وأمريكا وألمانيا وهم يعيشون هناك ويتقنون اللغة الانكليزية ومنهم من هو مترجم محلّف على مستوى العالم وله ترجمات مختلفة معتمد عليها على الصعيد العالمي، ونقصد بالمحلف هنا هو من تعتمد المحكمة او الدولة على ترجمته في المسائل الحساسة، فعلى سبيل المثال اذا كان هنالك متهم يتكلم بلغة غير لغة الدولة التي يسكن فيها فهم في هذه الحالة يحتاجون الى مترجم يثقون بترجمته، ويسمى محلفا لأنهم يعتمدون عليه ويعترفون به ويصدرون له ما يشبه الهوية او الشهادة.
واضاف السيد الموسوي: ان اي ترجمة نقوم بها نرسلها الى مترجمينا المحلفين الذين يتواجدون خارج وداخل العراق، اي اننا لا نكتفي بالمترجم الذي يقوم بهذا العمل حتى تتم مراجعتها وتقييمها من هؤلاء المحلفين.

كتب انجزها مركز الترجمة:
خلال فترة قياسية من انشائه قام المركز بمجموعة من النشاطات منها: إصدار نسخة باللغة الإنكليزية من مجلة الولاية ، ونسخة أخرى منها باللغة الفارسية، وترجمة بعض الكتب التي تم ترشيحها من خلال لجنة مختصة، وهي كتب خاصة بسيرة امير المؤمنين.
كما قام المركز بترجمة معالم العتبة العلوية وكتاب امين الله الى اللغة السواحيلية، وترجمة زيارة امين الله الى اللغة الروسية، وفي النية ترجمتها إلى ست لغات أخرى في المستقبل القريب.

وظائف اخرى لمركز الترجمة:
لا يقتصر عمل المركز على ترجمة الكتب والمجلات، بل هناك وظائف عدة لهذا المركز تحدث عنها السيد يونس الموسوي قائلا: ابرز الوظائف الاخرى للمركز هي: تهيئة مترجمين فوريين كأن يكون لشخصية اجنبية تزور المحافظة او لسفارة معينة.
وهناك محاضرات صوتية تبث بجميع اللغات للعالم لكي تكون لدينا مكتبة صوتية متكاملة لجميع المحاضرات الدينية والعقائدية باللغات المختلفة، ويستطيع اي فرد الحصول عليها باللغة التي يريدها، وهي ستكون من الطراز الاول في الترجمة المعترف بها.

نشرت في الولاية العدد 86

مقالات ذات صله