أطباء عرب.. ابن باجة

الزهراوي

حمود حسين

يحفل تاريخ المسلمين بالمآثر العلمية والفكرية نظرا لما قدموه من نتاجات عظيمة في العلوم المختلفة وفي جانب الطب على وجه الخصوص منهم علماء بارزون في هذا المجال كانت لهم بصمات واضحة في مجال الطب ليس في زمانهم فحسب بل ان افاداتهم استمرت ليستنبط منها اطباء عصر النهضة ما يحتاجونه من خبرات في مجال عملهم الانساني .. ومن هؤلاء العالم والطبيب الشهير ابن باجة، انه من علماء وأطباء الحضارة الإسلامية، الذين كان لهم فضلهم وأثرهم الباقي حتى يومنا هذا.. من مشاهير الطب والعلوم الاخرى

اسمه وولادته:
ذلك هو أبو بكر محمد بن يحيى بن الصائغ التُجيبي، السرقسطي، المعروف بابن باجة، أول مشاهير الفلاسفة العرب في الأندلس، الذي انصرف في حياته، فضلاً عن الفلسفة، إلى السياسة، والعلوم الطبيعية، والفلك، والرياضيات، والموسيقى والطب.

نبذة من سيرته:
برز ابن باجة في في مجال الطب خاصة وذلك قد أثار حفيظة قسم من زملائه في تلك الصنعة، حتى صار سبباً لوفاته فيما بعد.
ويسرد ابن أبي أصيبعة لائحة بثمانية وعشرين مؤلفاً ينسبها إلى ابن باجة، تقع في ثلاث فئات مختلفة: شروح أرسطو طاليس، وتآليف اشراقية، ومصنفات طبية. فمن تآليفه في الطب: (كلام على شيء من كتاب الأدوية المفردة لجالينوس)، و(كتاب التجربتين على أدوية بن وافد)، و(كتاب اختصار الحاوي للرازي)، و(كلام في المزاج بما هو طبي).
أقام ابن باجة في إشبيلية زمنا، ثم سافر إلى غرناطة وأقام بها حينا، ثم رحل إلى المغرب فكان موضع الإجلال والإكبار لدى أمراء المرابطين، وكان متوقد الذكاء وذا سعة في الفكر، وففاق أهل عصره في الفلسفة والحكمة، فهو يمثل في الغرب المدرسة الأرسطية الأفلاطونية الجديدة.
وامتاز ابن باجة بأنه جمع إلى جانب الفلسفة، علوم الطب والرياضيات والفلك والطبيعيات والموسيقى، وقد وضع علومه في خدمة فلسفته لذا يعدّه الدارسون أول من أقام العلوم الفلسفية على أسس من العلوم الرياضية والطبيعية.
نال ابن باجة مكانة رفيعة لدى حكام الأندلس، فكان لهذه المرتبة أن أثارت حسد عدد من الوزراء فكتب فيه الفتح بن خاقان الوزير «إن الأديب أبا بكر ابن الصائغ هو قذى في عين الدين وعذاب لأهل الهدى».
وقد ترك كتبا لم يتح له أن ينجزها منها كتاب في النفس والمنطق، وعدد كبير من الرسائل. أما أشهر مؤلفاته فكتاب تدبير المتوحد ورسالة الوداع، وترك مدرسة فلسفية كبيرة تتلمذ فيها من العلماء ابن رشد وأبو الحسن الغرناطي وهو فاضل متميز في العلوم والآداب..

وفاته:
ترصد له زملاؤه الأطباء وحاولوا قتله أكثر من مرة لنبوغه في الطب وعلو شأنه فيه، فكان ينجو مرة بعد مرة حتى مات مسموما ودفن في مدينة فاس سنة 529هـ.

نشرت في الولاية العدد 87

مقالات ذات صله