الشيخ عبد الحسين الحويزي

اعلام-الدفناء1

 

شاعر مفلق مرتجل للقصائد، بارز بين اقرانه وشعراء عصره منذ نعومة اظفاره، كان يعد من شيوخ الادب والشعر، وقاص مبدع، حسن السيرة، مؤمن، تقي، ذلك هو العالم الجليل الشاعر الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ عمران رحمه الله تعالى.

اسمه ونسبه وولادته:
الشيخ عبد الحسين ابن الشيخ عمران بن حسين بن يوسف بن احمد بن درويش من قبيلة آل إبراهيم المالكية العريقة التي تنتمي الى ابراهيم بن مالك الاشتر، كانت ولادته في مدينة النجف الاشرف يوم عيد الاضحى سنة 1287هـ.

النشأة العلمية:
نشأ على أبيه العالم الورع الشيخ عمران حسين الحويزي فأولاه عظيم اهتمامه وعلمه أوليات الدين والتفقه ومكارم الأخلاق، وتتلمذ على علامة عصره السيد إبراهيم بحر العلوم وغذّاه بالعلم ورباه تربية علمية أدبية.. وتدرج في دراسته المعرفية فدرس النحو والاصول على الشيخ محمد حسين الكيشوان كما درس المنطق على أساتذة مختصين أكفاء، وكانت مواهبه كبيرة تسبق درسه وخاصة في الفلك وعلم الجفر والرمل الى جانب الشعر وفنونه ومدارسته.

من خصاله:
جاء في موسوعة شعراء الغري للشيخ علي الخاقاني5/233: كان مثالاً للأدب الجريء فقد كان يعتد بنفسه مطاولا من هو أطول باعا منه، واتفق يوما أن قرئت له قصيدة وكان في المجلس الشاعر المعروف السيد جعفر كمال الدين الحلي فاستنكر نسبتها اليه لجودتها واتهمه بانها من نظم استاذه الطباطبائي الذي عرف بمناوءته للسيد جعفر فلما فوجئ بذلك تأثر وكان في اوائل العقد الثالث وكان المجلس في دار الشاعر عبد الحسين الجواهري وقد احتشدت بكثير من شيوخ الأدب فقال امتحنوه ففي الامتحان يكرم المرء او يهان وكان ممن حضر من أدباء بغداد والحلة الملا عباس الزبوري فقال انا سآتي بالصدر وسأطلب منه العجز، فوافق على هذا واجابه:
يا قطب دائرة الوجود ومن هو الـ   نبأ العظيم ومن اليه المفزع ا

نت ابن عم المصطفى ووصيه      وابو بنيه وسره المستودع
ما قام بيت للنبوة مشرع           الا وانت له عماد يرفع
وجبت ولايته على اهل السما     والارض ان سمعوا وان لم يسمعوا
فعندئذ قال انه لشاعر حقا وامن على قوله الحضور فتعجب السيد جعفر من نباهته ونبوغه ورمقه شزرا وقال انه لصغير فارتجل الحويزي هذين البيتين:
يستصغر الخصم قدري في لواحظه        ونظم شعري كبير فيه تبيان
فلست أوهى قوى من نملة نطقت       وظل معتبرا منها سليمان

ومن مؤلفاته ديوان شعره وملحمته الشعرية التي اسماها(فريدة البيان) وهي من أثمن النفائس في الأدب العربي إذ تمثل انموذجا جميلا من الشعر القصصي التاريخي وقد ورد في كتاب شعراء أهل البيت عليهم السلام الجزء السابع لمحمد حسين علاوي غيبي: (وقد قال عنها في المقدمة السيد صدر الدين الشهرستاني: مهما رمت ان اوفي فضل ناظم عقود هذه الفريدة رأيت فكري ويراعي لم يساعدني على ذلك لقصر باعي تجاه علامة العلماء ونابغة الشعراء الذي تخرج من مدرسة اكابر علماء عصره وجمع الفقه وعلم الشعر).

شعره وشاعريته:
طرق الشيخ عبد الحسين الحويزي رحمه الله تعالى كل أنواع الشعر وأغراضه فتناول السياسة والمديح والرثاء والاجتماع والوصف والغزل وكان يكثر من شعر الحكمة.. ومن مميزاته في شعره انه كان حين ينظم لا يهبط ولا يفتر عندما تكون قصيدته من المطولات، واكتحل شعره بقصائد في أهل البيت(عليهم السلام)، درس الشيخ مع الشاعر الشيخ عبد المحسن الكاظمي عند السيد إبراهيم بحر العلوم، ومن شعره قصيدة نظمها في يوم الغدير الأغر ومنها:

الدين في مثل هذا اليوم قد كملا        ومنم مقام علي في الوجود علا
والحق ابلج مثل الشمس غرته           يهدي الضليل سنا أنواره السبلا
عيد الغدير علينا البشر عاد به           وعذب سلساله للواردين حلا
نهر المجرة من ذاك الغدير جرى         لجا هنيئا لمن من صفوه نهلا
ذقنا العصور فكانت من مطاعنها          صبرا وكان لنا في طعنه عسلا
ونعمة الله تمت فيه سابغة               وفضلها لجميع الخلق قد شملا
يقول بلغ جهارا ما أمرت به               حقا و ان لم تبلغ للأنام فلا
فقام يدعو على الأعواد مرتقيا          وصوته صك أسماع الملا فملا
من كنت مولاه حقا فالوصي له           مولى يمد له التوحيد حبل ولا
وله في مولد الإمام زين العابدين عليه السلام:
بشرا بوجهك ثغر الدهر مبتسم       ونور قدسك منه تنجلي الظلم
يا دهر حسبك ان قبلت منه يدا      فقد تطهر بالتقبيل منك فم
هذا ابن فاطمة الزهراء من كشفت  من ضوء غرته في العالم الغمم
محمد جده والسبط والده            ذلت له العرب وانقادت له العجم
لولا وجود علي جده لغدا             كالجاهلية طوعا يعبد الصنم
زين العباد به شع الرشاد سنا       تهدى لمنهجه عن غيها الامم
كفاه فخرا له الاملاك كلهم          والجن والانس في اعدادها خدم
وله في ثورة العشرين قصائد منها:
ايطلق شعبنا للزحف ساقا         وكم خطب له الحدثان ساقا
لقد عقد الضغائن فيه خصم        بخدعته ليحتل العراقا
فأورى فتنة عمياء شبت            ليصلى حزب جيرته احتراقا

وفاته:
انتقل الشيخ عبد الحسين الحويزي رحمه الله تعالى الى الرفيق الأعلى في كربلاء في الأول من المحرم من سنة 1377 هـ ونقل الى مسقط رأسه مدينة النجف الأشرف ودفن بجوار سيد الاوصياء الامام امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه افضل الصلاة والسلام بالصحن الشريف بالحجرة ذات الرقم (52).

مقالات ذات صله