همهمات.. حي على الصلاة

الاسرة

حيدر شمران

أمسك بيد عروسه المتوشحة بثوب زفافها وببرقعها الفاقع البياض وادخلها الى البيت بقدمها اليمنى كما أوصته أمه التي كانت تسير بجانبها ومن ورائها زغاريد النسوة وابتهالاتهن بهذا اليوم السعيد .. ولما استقر بهما المقام.. دخلت الأم الى الحجرة بعد ان استأذنتهما وهي تبارك للعروس مقدمها وتهنئ ولدها على إكماله نصف دينه داعية له ولعروسه بالسعادة والتوفيق لكل خير..
وحينما همّت بالانصراف القت بنظراتها نحو النافذة المطلّة على ذلك الأفق الفسيح لترى الشمس قد أزفت على الغروب .. حينها التفتت إلى العروسين قائلة: ولديَّ .. فلتبدآ حياتكما المباركة بأداء فريضة الصلاة .. وعلى حين غرة امتقع وجه العروس بينما أخذت تجاهد نفسها على استحياء قائلة: لكنني نسيت أن أتوضأ قبل أن أصل الى صالون التجميل .. فجمدت عينا الأم في محجريهما.. وبعد وجوم قصير سارع الابن نحو امه قائلاً .. أمي .. اليوم هو يوم فرحنا فلا ضير لو أننا تأخرنا في أداء فريضة الصلاة بعد ساعة أو ساعتين أو حتى لو قضيناها في وقت آخر .. فنظرت الأم إليه نظرة جانبية بينما اخذت تتحدث بصوت خفيض.. ما هذا الكلام الذي أسمعه منك يا ولدي أهذا ما تربيت ونشأت عليه!.. ألم تقرأ قوله تعالى: (إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) أو حديث أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) حين يقول: (امتحنوا شيعتنا عند مواقيت الصلاة كيف محافظتهم عليها..).
فعليك يا بني أن تبتدئ يومك هذا بشكر من أنعم عليك وأن تؤدي فريضته التي أوجبها في كل حال وزمان وتحت أي ظرف من الظروف.. أما أنت يا ابنتي فقومي وتوضئي ليراك الله تعالى بأبهى صورة وأجمل منظر وأنت تقفين بين يديه تؤدين ما فرضه عليك وتستقبلين حياتك الجديدة بالشكر لنعمه وعطائه الجزيل..
وصمتت الأم لترى العروسين وهما يقبّلانها في جبهتها ويتجهان إلى ما دعتهما إليه .. وقد شعر الجميع بنشوة فرح لا حدود لها بينما كان يتخلل أسماعهم عبر النافذة من بعيد.. صوت مئذنة ينادي: (حيَّ على الصلاة .. حيَّ على خير العمل).

نشرت في الولاية 88

مقالات ذات صله