تأثير الاسم على الشخصية

57438223

وسن الموسوي

من الواضح ان مسألة الاسم حقٌ للفرد لا يمكن ان يسلبه منه أحد، وينظر الإسلام للمسألة نظرة اجتماعية فهو يعتني بالطفل منذ ولادته وبعد ولادته عناية دقيقة فقد وضع الاسلام قوانين ذات فائدة عظيمة الزم بها الآباء والأمهات لتأمين سعادة الطفل الذي سيصبح فردا من أفراد المجتمع ومنها مسألة اختيار الاسم، وفي ذلك يقول الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله): «سمّوا أولادكم قبل أن يولدوا فإن لم تدروا أذكر أم أنثى فسموهم بالأسماء التي تكون للذكر والأنثى، فإن أسقاطكم اذا لقوكم يوم القيامة ولم تسموهم يقول السقط لأبيه ألا سميتني وقد سمى رسول الله محسناً قبل ان يولد».
إن الآباء والأمهات وبالنظر لعلاقتهما بمولودهما يسعون لاختيار أفضل الأسماء وأكثرها قبولاً، إلا أن الإشكال الذي ربما يقعون فيه هو الخطأ في اختيارهم اسما يرونه مناسبا لكنه في الواقع وفي نظر الآخرين غير مناسب وبدلاً من ان يحسنوا لطفلهم فهم يسيئون اختيار اسمه ليكون فيما بعد طوقا في رقبته ويبعث على السخرية والاستهزاء ولا يمكن الخلاص منه فالاسم القبيح يخلق عقدة لصاحبه ولاشك ان الذين يحملون أسماءً قبيحة او ينسبون الى بلد او محلة او مدينة تحمل اسما قبيحا يعانون من المٍ وعـــــذابٍ شديدين.
فنظرة الإسلام في هذا المورد تؤكد وبشكل كبير على الاسم الحسن» أول ما يبر الرجل ولده ان يسميه باسم حسن فليحسن أحدكم اسم ولده» .
وعن الرسول(صلى الله عليه وآله)» من ولد له أربعة أولاد ولم يسم أحدهم باسمي فقد جفاني» وقال: « استحسنوا أسماءكم فإنكم تدعون بها يوم القيامة، قم يا فلان بن فلان الى نورك وقم يا فلان لا نور لك»
وخلاصة القول ان الإسلام يهتم بمسألة تسمية الطفل اسما حسنا ويعده حقا من حقوقه، سأل احدهم رسول الله( صلى الله عليه وآله): ما حق ابني هذا فقال ( صلى الله عليه وآله)« تحسن إسمه وأدبه وضعه موضعا حسنا» و يستحب للأهل أن يسموا أبناءهم بأسماء أهل الفضل من الأنبياء والأئمة والعلماء وإحياء تلك الأسماء التي ستكون مدعاة لفخر الطفل باسمه بين أقرانه ومحيطه وتجنب تسمية الأبناء بأسماء مشؤومة كأسماء المجرمين والمنحرفين، وللأسف نرى ان بعض المسلمين يميلون الى تسمية ابنائهم بأسماء الفنانين البعيدين عن الإسلام أو الأسماء الدخيلة على ثقافة المسلم كالأسماء الغربية وقد يكون ذلك راجعا لانبهارهم بالغرب وتلقّي كل ما يرد علينا منه حتى الأسماء ويبدون إعجابهم بها ويستحسنونها من باب أنها شيء غريب فقط حتى ولو انها لم تحمل معنى او انها تحمل معنى قبيحا، فحري بالآباء والأمهات تسمية الأبناء بالأسماء الحسنة التي تشعر الشخص بالثقة بالنفس والإطمئنان النفسي الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بواقع ذلك الأسم المحمول.

نشرت في الولاية العدد 89

مقالات ذات صله