هلاك ناصبي أراد الاستهانة بحرمة الروضة المطهرة

كرامة

رسول كاظم عبد السادة

قال الشيخ جعفر النقدي:
اجتمعت الناس يوم الغدير في الروضة المقدسة لزيارة أمير المؤمنين عليه السلام، فلما كان بعد الظهر أتى ناصبي وأراد الدخول في الروضة بنعاله، فقال له الكيشوان: اخلع نعليك وادخل؟
فشتم الكيشوان ودخل منتعلاً، فلما وصل الى مسامت الايوان الكبير مقابل الضريح المقدس قرب السلسلة المعلقة هناك انقلب على قفاه وعرضت له حالة جنون، وأخبر انه قد رأى سيداً قد خرج من الروضة وضربه بإصبعه على عينيه ثم بقي مجنونا ليومين إلى أن هلك، وكان من جنود السلطان عبد الحميد.
وذكرها النوري بهذه العبارة قائلا:
لما حان وقت زيارة الغدير تشرفنا مع شيخنا رحمه الله بزيارة مولانا ومقتدانا مظهر العجائب ومظهر الغرائب امير المؤمنين عليه السلام في النجف الاشرف، وظهر في يوم الغدير معجزة باهرة قرت بها عيون المؤمنين، وهي انه لما كان بعد الظهر دخل ناصبي بنعله قاصدا الى الروضة العلوية الغروية، فلما ان وصل الى مسامت الايوان الكبير مقابل الضريح المقدس قرب السلسلة الذهبية المعلقة هناك انقلب على قفاه وعرضت له حالة الجنون، واخبر بانه رأى سيدا خرج من الروضة، فضربه باصبعه على جبينه وقد راى الناس اثر اصبعين بمثل لون الوشم على جبينه، ثم بقي مجنونا يومين الى ان هلك لعنه الله، وكان من جنود سلطان الروم واشتهر وذاع وملأ الاصقاع، ونظمه الشعراء وارخوه.
وقد ارخ هذه الكرامة جملة من الشعراء منهم الفاضل الأريب الشيخ أحمد أبن الشيخ حسن قطفان حيث يقول:

وكرامــــــــــــــــــــات علي حيــدرة        ظاهرات عند أهل التبصرة
كم وكم مرت على أسلافنا                 ولنـــــــــــــا أخرى بدت مبتكرة
ناصبي رام ان يدخـــــــــــــــــــل في    نعله للروضـــــــــــــــــــــة المنورة
صــــــــــاحب الروضة أرخ أسدٌ             قبـــل ان يدخلها قد سطره
وعليكم صلوات الله مـــــــــــا              ذكرت ايــــــــــامكم يـــــا خِيَرة
عبدكم اصبح يرجو فضلكم                 يوم نأتي بالذنوب الموقــــره
فاشفعوا في وزره يا سادتي              انتمُ عند الاله الـــــــــــــــــوزرة

ومنهم الشاعر محمد الهمداني الحائري حيث قال:
ناصبي رام ان يدخل في                  روضة نــــــور الهدى منها سطع
فمشى منتعلا مستهزئا                  كلمــــــا هم ردعوهُ ما ارتــــــــــــــــــدع
ومن الـصفّة لما ان رقى                  ومشى من حوله الناس جمع
فاتى الباب فما رأى سوى               اثر اللطم على خــــــــــد اللكع
فارتدى ثوب الردى ملتحقا               بثـــلاث لهم اللعن شــــــــــــــــرع
فاضيفوهم الى ما ارخوا                  فبخفيه حنين قد رجــــــــــــــع

نشرت في الولاية العدد 89

مقالات ذات صله