العتبة العلوية تطلق برنامجها السنوي للمؤسسات المشاركة في مشروعها القرآني خلال زيارة الأربعين

JZ2A8829

متابعة: عقيل جاحم

بعد نجاح العتبة العلوية المقدسة بتنظيم برنامجها القرآني خلال زيارة الأربعين والمتضمن عدة فعاليات أهمها مشروع تعليم القراءة الصحيحة لسورة الفاتحة المباركة للزائرين الذي يقام للعام الرابع على التوالي وقد تم توسيعه هذا العام ليضم 30 محطة قرآنية في سبع محافظات بمشاركة أكثر من 400 أستاذ ومعلم قرآني قدموا خدماتهم لأكثر من 120 ألف زائر خلال عشرين يوماً ، لذا بادرت دار القرآن الكريم التابعة لقسم الشؤون الدينية في العتبة العلوية المقدسة بتنظيم البرنامج السنوي الأول للمؤسسات والمراكز القرآنية المشاركة في هذا المشروع في المحافظات : (البصرة وذي قار وميسان و واسط والمثنى والديوانية والنجف الأشرف) .
وتضمنت فعاليات البرنامج حفلاً تكريمياً تثميناً للجهود المقدمة من قبل الكوادر العاملة في المشروع القراني .
وقد حضر حفل التكريم الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة سماحة السيد نزار هاشم حبل المتين الذي قدم تهانيه وشكره للحضور خلال كلمة قال فيها : «بمناسبة المولد المبارك للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) وحفيده الإمام الصادق (عليه السلام) ومولد السيد المسيح (عليه السلام) والإنتصارات العظيمة لجيشنا المقدام والحشد الشعبي في الرمادي، وبحلول السنة الميلادية الجديدة، أقدم لكم التهاني بهذه المناسبات الكريمة وأشكر حضور أصحاب المؤسسات والدور القرآنية الحاضرة». مبينا ان «من اللافت للنظر إن هذا الاحتفال يتزامن مع المولد النبوي الكريم، وأقترح أن تكون هناك لقاءات شهرية بين حفظة القرآن الكريم في المؤسسات القرآنية من مختلف المحافظات لتجتمع في رحاب المرقد العلوي الطاهر بدار القرآن الكريم التابعة للعتبة المقدسة وذلك للتداول في ماهية المعوقات التي تعيق انتشار الوعي القرآني في المجتمع والطرق الحيوية التي تذلل هذه المعوقات من أجل نشر هذا الوعي المبارك». مضيفا «أعتقد ان مؤسساتنا ودور العبادة متوفرة وموجودة في جميع المحافظات، لذا ينبغي أن يكون من واجبنا نشر القرآن الكريم في مجتمعنا، لنبدأ بذلك من مدارسنا الإبتدائية ونتدرج بالصعود إلى الشرائح المختلفة في المجتمع، ثم نرتقي في الوصول إلى المحافل في مختلف المحافظات بالتعاون مع العتبة العلوية والعتبات المقدسة الأخرى» مشيرا الى « أحب أن أوضح نقطتين أساسيتين، أولاهما إن من الأمور المهمة في القرآن الكريم التفكر، إذ إن زيادة الإيمان تحتاج إلى التأمل في كتاب الله العزيز للوصول إلى المستوى الذي به نحل مشاكلنا المعاصرة، وينبغي علينا أن لا نقرأ القرآن الكريم من أجل الثواب فحسب، وإنما لأجل الوصول إلى الطريق الذي رسمه الله تعالى لنا في كتابه العزيز، وهذا يحتاج إلى تدبر كبير في القرآن الكريم، أما النقطة الثانية فعلينا أن نظهر جمالا للقرآن الكريم حتى يجذب الطرف الآخر، وينبغي علينا أن نعطي صورة جمالية للطفل – على سبيل المثال- من أجل قراءة وحفظ كتاب الله، وكذلك الحال بالنسبة إلى شرائح المجتمع الأخرى، وذلك باختيار المقطع القرآني بحكمة من أجل إيصال الفكرة المرجوة لذلك بحسب المقام الذي يقرأ فيه القرآن».
من جانبه أكد رئيس قسم الشؤون الدينية في العتبة العلوية المقدسة الشيخ مصطفى أبو الطابوق، قائلا: بعد النجاح الكبير الذي حققته العتبة العلوية المقدسة وتضافر الجهود والطاقات من جميع الإخوة العاملين في أقسامها، بادر قسم الشؤون الدينية- شعبة دار القرآن الكريم بنشر مجموعة من المحطات القرآنية الكبيرة والتي انطلقت من أقصى نقطة من العراق تحديدا (رأس البيشة) في البصرة وحتى كربلاء الإمام الحسين (سلام الله عليه)، وقد سعينا جادين الى ان نضع في كل نقطة محطة لتعليم القراءة الصحيحة لسورة الفاتحة لأنها تدخل في كثير من واجبات المؤمن وأهمها اداؤه لفريضة الصلاة التي هي قربان كل تقي (إن قبلت قبل ما سواها وإن ردت رد ما سواها)، والحمد لله اذ وفقنا لننجح في هذا المشروع الكبير بالمشاركة مع مجموعة من المؤمنين من العتبات المقدسة والمزارات الشريفة والمؤسسات القرآنية في عدد من المحافظات الجنوبية والوسطى.
كما ألقى مسؤول مشروع تعليم القراءة الصحيحة لسورة الفاتحة المباركة أمير الكعبي كلمة اللجنة التحضيرية للبرنامج، أشار فيها إلى استمرار دار القرآن الكريم في العتبة العلوية المقدسة بإقامة المشاريع والبرامج القرآنية التعليمية والتطويرية للفرد والمجتمع ورعايتها ومنها مشروع القراءة الصحيحة لسورة الفاتحة المباركة والذي يقام للسنة الرابعة على التوالي .
ودعا الكعبي إلى « الإهتمام بالمشروع وتوسعته لما له من أهمية في خدمة الفرد والمجتمع بسبب الافتقار إلى القراءة الشرعية التي لا تتجاوز 20% ممن شاركوا في القراءة وذلك يعني افتقار ثلثي المجتمع للقراءة الصحيحة الأمر الذي يستدعي من الجميع النهوض لتعليم مبادئ القرآن الكريم « ، مختتماً كلمته بتقديم الشكر إلى الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة والمؤسسات القرآنية التي شاركت في إنجاح المشروع .
بعدها كانت كلمة رابطة القرآنيين في البصرة ألقاها الشيخ عدنان الصالحي تلتها كلمة المجمع القرآني في محافظة ذي قار ألقاها عبد الحسين حمد واللذان شكرا الأمانة العامة للعتبة المقدسة ودار القرآن الكريم لتعاونها مع المؤسسات القرآنية لنشر الوعي القرآني في المجتمع والمساهمة الكبيرة في إنجاح المشروع القرآني خلال زيارة الأربعين .
وأختتم الحفل بمراسم تكريم المشاركين في الملتقى من قبل الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة .
وبعد أنتهاء فعاليات الحفل التكريمي تم عقد الجلسة النقاشية الموسعة الخاصة بتطوير المشروع القرآني في زيارة الأربعين والتي أديرت من قبل مدير دار القران الكريم في العتبة العلوية المقدسة السيد محمد علي حبل المتين ومسؤول المشروع القرآني في زيارة الأربعين أمير الكعبي تم خلالها الإعلان عن استعداد العتبة العلوية المقدسة لاستقبال ومناقشة وتفعيل مختلف الأفكار الخاصة بالمشاريع القرآنية خلال زيارة الأربعين ، كما جرى التركيز على أبرز المعوقات التي صاحبت تنظيم مشروع تعليم القراءة الصحيحة لسورة الفاتحة المباركة وتدعيم سبل الارتقاء والتطوير في مختلف مفاصله .
وقد شهدت الجلسة مشاركات من قبل المجتمعين الذين ناقشوا مقترحات تقدم بها مسؤولو المؤسسات القرآنية والتي من شأنها أن تساهم في إنجاح العمل القرآني .
هذا واختتمت فعاليات البرنامج بتنظيم محفل قراني احتضنه الصحن العلوي المطهر بمشاركة نخبة من القراء الذي مثّلوا معظم المحافظات المشاركة في المشروع القراني .

نشرت في الولاية العدد 91

مقالات ذات صله