عوامل تربية الأسرة

Child-rearing

جميل البزوني

إن الدور الذي يقوم به التربوي (العملية التربوية) يجري عادة في المحيط العائلي وخارجه وهي بالتالي تخضع لتأثيرات مختلفة من الظروف والظواهر، وكذلك تأثير الأب والأم وبقية أفراد المجتمع، والظروف السياسية والاقتصادية، والذي يبدو هدفا من أهداف العملية التربوية هو إخضاع هذه العوامل المختلفة للسيطرة بقدر الإمكان لان تركها مؤثرة دون ذلك لن تكون معها نتائج ايجابية وبالتالي لن نستطيع الحصول على ثمرة من العملية التربوية .

والعوامل مع كثرتها الا انه يبدو أن الأكثر أهمية من بين جميع تلك العوامل هما عاملان، وهما حسب الأهمية:

العامل الأول: الأسرة:
إن الأسرة تمثل أهم عنصر من تلك العناصر, كما إننا لا يمكن أن نحدد الأسرة في شخص بعينه كالأب أو الأم ونحوهما بل إن الدور موجود حتى بالنسبة لبقية الأقرباء من قبيل العم والخال وربما يحسن القول إن جميع الأشخاص الذين يعيشون تحت سقف واحد يمكن ان يلعبوا دورا مهما -إيجابا أو سلبا- في عملية التربية وذلك من خلال درجة الارتباط بينهم وبين الطفل.
وتجدر الإشارة الى أن العلاقة التي تربط الأبوين تمثل عنصرا من عناصر التأثير وذلك لأن القيام بواجبات تلك العلاقة يصنع انموذجا يحتذى به من قبل الطفل كما أن النموذج السيئ قد يخلق تأثيرا معاكسا.
يضاف الى ذلك أن الأنماط التي تعيشها الأسر المختلفة تلعب دورا مختلفا في ذلك وهذا الدور يبدو مصيريا لأنه العنصر الذي تنبثق منه جميع السلوكيات التي تحدث داخل الأسرة.
ويذهب البعض الى تأثير النهج الاقتصادي للأسرة في تلك العملية , كما أن من الواضح جدا مدى تأثير درجة الالتزام بالقيم والاخلاق داخل الأسرة من خلال تقديم الأسوة الحية للطفل للاقتداء بها ومماثلتها.
وينبغي التأكيد على خطورة وجود الانحلال الخلقي داخل الأسرة لانه من الأمور التي لا يمكن إخفاؤها من جهة ولا يمكن الخلاص من تأثيرها بسهولة من جهة أخرى .

العامل الثاني- البيئة:
يقصد من البيئة التي تلعب الدور المهم في التربية هي الظروف المحيطة بالطفل سواء كانت مادية أم معنوية وقد تكون البيئة بشرية ويقصد منها الأب والأم والمعلم وبقية الناس الذين يؤثرون في الطفل بشكل أو بآخر ويطبعونه بطابعهم الثقافي والفكري، والمراد من البيئة غير الإنسانية عامة المظاهر والأمور التي يتأثر بها الطفل. ومن هنا فان الأسر التي تربي أولادها في ظروف إيجابية سوف تحظى بأولاد أسوياء لا يعانون في الجانب النفسي والاجتماعي , كما أن البيئة السيئة تشكل معول هدم وإفساد في فساد للأولاد، ولهذا على الآباء الالتفات الى أهمية دور المدرسة لأنها محيط الطفل البشري وكذلك المعلم والمدير والأقران ، لأنهم سبب في انتقال الكثير من الصفات الحسنة أو السيئة من غير وعي الأطفال لان الطبع سرّاق. وبصورة عامة يمكن القول إن الأسرة والأقارب، والأصدقاء وغيرهم قد يكون لهم دور إصلاحي أو إفسادي ، والواجب على القائم بعملية التربية أن يدرك هذه الحقائق ويضعها في الحسبان ليقف في وجهها في الوقت المناسب قبل تأصل الصفة عند الطفل وتعسر الإزالة.

نشرت في الولاية العدد 91

مقالات ذات صله