مكتبة الروضة الحيدرية

_MG_1308

علي حسن

تعدُّ مكتبة الروضة الحيدرية اليوم من المكتبات المتميزة والمتطورة من بين مكتبات مدينة النجف الأشرف، وقديما ضمت الكثير من الكتب والمخطوطات كان اغلبها بخط مؤلفيها، وأن الشيخ علي الحزين الكيلاني ذكرها في كتاب السوانح الذي ألّفه عام(1154هـ) عند مجيئه للنجف الأشرف فقال عنها: (فيه من كتب الأوائل والأواخر من كل فن ما لا يمكن عده وحصره ).
لقد كان لاهتمام الملوك والسلاطين وأمثالهم بالمكتبة – من خلال إهداء نفائسهم من المخطوطات الثمينة – الأثر الكبير في شهرة ومكانة المكتبة العَلَوية، بالإضافة إلى اهتمام العلماء والكتاب والشخصيات بها، حيث قاموا بتجهيز المكتبة بالكتب والمؤلفات من خلال شراء مكتبات خاصة بأكملها وإهدائها للمكتبة، أو وقفها فيها كرامة لأمير المؤمنين(عليه السلام)، مع ملاحظة أن الصحن الشريف كان مقرا لدراسة طلبة العلوم الدينية ووجود الحوزة العلمية لمئات من السنين في النجف الأشرف.
للمكتبة أسماء كثيرة سميت بها عبر التاريخ، منها الخزانة الغروية – وهو الاسم الأكثر شهرة وشيوعا وتداولا بين الناس- والخزانة العَلَوية، وخزانة الصحن، وخزانة أمير المؤمنين(عليه السلام)، ومكتبة الصحن العَلَوي، والمكتبة العَلَوية، والمكتبة الحيدرية، وأخيرا تسمى اليوم بمكتبة الروضة الحيدرية.
ولم يبين لنا التاريخ من أسس المكتبة ولكن أشير إلى انه عضد الدولة البويهي المتوفى(372هـ) لاهتمامه بالعلم والعلماء، حيث كان أديبا وعالما محبا للكتب ومجالسة الأدباء، بالإضافة إلى السيد صدر الدين بن شرف الدين بن محمود الكفي الآوي (من أعلام القرن الثامن الهجري) الذي أعاد تأسيس المكتبة مستعينا بفخر المحققين الحلي بعد أن شبّ حريق في الصحن الشريف جاء على معظمه، وسميت حينها بالخزانة العَلَوية سنة (760هـ).
وفي الآونة الأخيرة وبعد أن تعرضت المكتبة للإهمال، وبعد أن امتدت لها الأيدي الخائنة الضالة، لم يبق من موجودات المكتبة إلا القليل، مع ما كان بها من نفائس ومخطوطات وكتب ثرّة.
بعد سقوط النظام البائد، كان لرعاية مكتب المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى السيد علي السيستاني(دام ظله الوارف) الأثر الكبير في تأسيس مكتبات عامة في العتبات المقدسة، وابتدأ العمل بمشروع إحياء وإعادة مكتبة الروضة الحيدرية اذ كان تاريخ افتتاح مكتبة الروضة الحيدرية المطهرة وإعادة تأسيسها في يوم الأربعاء (20 جمادي الثاني 1426هـ) في ذكرى ولادة سيدة النساء فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وهي تقع عند التقاء الضلع الشمالي بالضلع الغربي للسور الطابوقي من العتبة المقدسة، حيث توجد بناية واسعة ذات ثلاثة طوابق احتلت المكتبة منها الطابقين الأول والثاني وبابها الرئيسي يقع في الضلع الشمالي من السور الطابوقي قرب طرفه الغربي.

نشرت في الولاية العدد 93

مقالات ذات صله