قاضي حمص
سأل أمير إحدى البلدان رجلا عن قضاتهم، فقال الرجل : يا أمير إن قاضينا لا يفهم وإذا فهم وهم .
قال : ويحك ، كيف هذا !؟
قال : قدم إليه رجل، فادعى عليه أربعة وعشرين درهما، فأقر له الآخر فقال: أعطه .
قال : أصلح الله القاضي، إن لي حمارا أكتسب عليه كل يوم 4 دراهم، أنفق على الحمار درهما وعلي درهما وأدفع له درهمين حتى إذا اجتمع ماله غاب عني فلم أره فأنفقتها، وما أعرف له وجها إلا أن يحبسه القاضي 12 يوما حتى أجمع له إياها.
فحبس القاضي صاحب الحق حتى جمع المدعى عليه ماله . فضحك الأمير وعزل قاضيه.
فلا تصدقه
استأجر رجل حمّالا ليحمل معه قفصاً فيه قوارير على إن يعلمه ثلاث خصال ينتفع بها فلمّا بلغ ثلث الطريق قال: هات الخصلة الأولى.
فقال: من قال لك ان الجوع خير من الشبع فلا تصدقه.
فقال: نعم.
فلمّا بلغ نصف الطريق.
قال: هات الثانية:
فقال من قال لك انّ المشي خير من الركوب فلا تصدّقه.
قال: نعم.
فلمّا انتهى إلى باب الدّار قال: هات الثالثة:
قال: من قال لك انّه وجد حمّالا أرخص منك فلا تصدقه، فرمى الحمال بالقفص فكسر جميع القوارير، وقال: من قال لك انه بقي في القفص قارورة واحدة لمْ تكسر فلا تصدقه!
وصية حكيم
أوصى حكيم ولده فقال: يا بني احذر خصلة واحدة تسلم، واتبع خصلة واحدة تغنم، لا تدخل مداخل السوء تتهم، واشكر تدم لك النعم، واعلم ان العز في خصلة واحدة وهي طاعة الله ,والذل في خصلة واحدة وهي معصية الله، والغنى في خصلة وهي الرضا بما قسم الله، والفقر في خصلة واحدة وهي إستقلال نعم الله.
والناس يا بني يتفاضلون بشئ واحدة وهو العقل، ويتميزون بشيء واحد وهو العلم، ويفوزون بشيء واحد العمل ويسودون بشيء واحد وهو الحلم، فعليك يا بني في دينك بشيء واحد وهو الازدياد، وفي دنياك بشيء واحد وهو الاقتصاد.
نشرت في الولاية العدد 93