شهاب العكايشي
انطلاقا من الفكر الانساني والعقائدي والتربوي لأمير المؤمنين (عليه السلام) عمدت الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة الى مد جسور التواصل للتعاون في إقامة المشاريع وتأهيل المؤسسات الخدمية المهمة المرتبطة بشكل اساسي بحياة المواطن أو من خلال تقديم الدعم وتذليل العقبات التي من شأنها ان تعرقل وصول الخدمات بشكل صحيح ولائق للمواطنين، وضمن هذا التوجه بادرت الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة ممثلة بالسيد نزار حبل المتين كعادتها في مضمار سُنَّة التنافس في الخيرات بالسعي لسد العجز الحاصل في التخصيصات المالية للمحافظة ولدرء الصدع عن حاجات المواطنين الملحة في قطاعات التربية والصحة والأمن والخدمات فدأبت ومن واقع الحرص والمسؤولية العقائدية والتاريخية على تحمل عبء ثقيل لا يدفعها اليه سوى الشعور بهذه المسؤولية وتحمل تكاليفها وجهدها الباهض واضعة في حساباتها إن هذا الجهد والسعي المبارك إنما هو في صالح الأعمال الباقيات بل انما هو مصداق الذكر الحكيم: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ)(المطففين/26). وقول رسول الله صلى الله عليه وآله : «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
توجت هذه المساهمة والمبادرة النوعية في حفل افتتحٍه الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة السيد نزار حبل المتين وحضره محافظ النجف الأشرف السيد لؤي الياسري ومدير صحة المحافظة الدكتور علي شبر ومدير مرور المحافظة العميد علي الحسناوي وعدد من أعضاء مجلس المحافظة ومدير مستشفى الزهراء التعليمي والكادر الطبي والعلاجي ومسؤولو أقسام الصيانة الهندسية والخدمات الخارجية في العتبة العلوية المقدسة ونخبة من الإعلاميين والصحفيين في المحافظة. وأعرب الامين العام للعتبة العلوية عن تضامن العتبة المقدسة مع شرائح المجتمع الكادحة والفقيرة كترجمة للمنهج العلوي الانساني المتين، قائلا : أن الهدف الأساس لدى الأمانة العامة في العتبة المقدسة عدم المساس بالمتطلبات الخاصة بالطبقة المتوسطة والفقيرة الكادحة والعمل على عدم النزول دون الحد المقبول ورفع المعاناة والحاجة الاساسية عن نفوس تلك الطبقات وذلك من خلال تعاون الجميع للنهوض بواقع المدارس والمستشفيات والبنى التحتية في المحافظة وهي تمر بمرحلة تحدي ازاء الخدمات الأساسية للمواطنين بسبب عدم وجود التخصيصات المالية اللازمة لتنفيذ ما قد يؤهل او يديم تلك الخدمات، ومن واقع المسؤولية الدينية العقائدية في منهج سيد الأوصياء أمير المؤمنين كان لابد من ان ننبري لإصلاح هذا الصدع المؤثر بشكل كبير ومباشر في حياة الناس.
وأشار حبل المتين: ان الطريق الوحيد الذي وجدته الأمانة العامة في العتبة المقدسة لتحقيق عملية النهوض بواقع المحافظة الخدمي والصحي والأمني والاقتصادي هو مبدأ التعاون بين العتبة المقدسة والمؤسسات الرسمية في المحافظة والذي لا تتم الا من خلال التآزر وتدارس الأمور بالطرق العلمية الصحيحة والواقعية للنهوض بالواقع الصعب في المحافظة.
وأكد: أن العتبة العلوية المقدسة مستعدة للتعاون والتضحية بجميع المجالات المتاحة لديها من اجل المساهمة في النهوض بواقع مدينة النجف الأشرف مقترحا تشكيل فريق عمل وصيانة وفق قاعدة الشراكة بين العتبة العلوية المقدسة وجميع المؤسسات الخدمية والصحية والبلدية والتربوية ومؤسسات الماء والطاقة في المحافظة للنهوض بواقع قطاعات تلك المؤسسات بل وحتى في مجال مساعدة الفقراء والمعوزين، فيمكن تشكيل فرق عمل إنسانية مشتركة لتقديم المساعدة لتلك الشرائح.
من جانبه قال محافظ النجف الاشرف لؤي الياسري: إن المحافظة بدأت بجني التعاون المثمر مع العتبة العلوية المقدسة الذي بدأ في الجانب التربوي بتأهيل مدارس المحافظة ثم انتقل الى الجانب الخدمي والبلدي ثم مشاريع البنى التحتية لإيصال الماء الصالح للشرب وتأهيل وبناء محطات الكهرباء واليوم سنعمل على مشروع جديد معها يتمثل بإيصال الماء الصالح للشرب للأحياء الشمالية المحرومة ضمن مشروع يصل الى 7 كم طولا، كما بدأنا بتأهيل معمل الازفلت في المحافظة بالتعاون مع العتبة العلوية من اجل صيانة وتبليط وتأهيل جميع شوارع المحافظة بالخصوص الرئيسة منها.
وثمّن مدير صحة المحافظة الدكتور علي شبر الجهود التي بذلتها الكوادر الهندسية والفنية في العتبة العلوية المقدسة مقدما شكره وتقديره العالي للأمين العام للعتبة العلوية المقدسة معبرا عن تشرف دائرة صحة النجف باقتران مشاريع التأهيل للمؤسسات التابعة لها باسم أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام).
يذكر ان اقسام العتبة العلوية المشاركة بإنجاز مشروع التأهيل في مستشفى الزهراء هي قسم الشؤون الهندسية والفنية وقسم الصيانة الهندسية وقسم الخدمات الخارجية.
نشرت في الولاية العدد 95
