فقيه الكوفة زرارة بــن أعين

%d9%85%d8%b3%d8%ac%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%83%d9%88%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b8%d9%85-%d8%b3%d9%86%d8%a9-1919

حسن الخلخالي

اسمه:
هو أبو الحسن عبد ربه بن أعين بن سنسن ابن اسعد بن همام بن مرة بن ذهل بن شيبان الكوفي.

لقبه:
زرارة . ورد في الحديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال فيه لزرارة: يا زرارة، إن اسمك في أسامي أهل الجنة بغير ألف. قلت: نعم، جعلت فداك! اسمي: عبد ربه، ولكني لقبت بزرارة.(1)

ولادته:
لم تحدد المصادر التاريخية مكان ولادته سوى أنه ولد عام 80 للهجرة لكن المرجّح أنه ولد في الكوفة بعدّه كوفي. وكان من اصحاب الامامين الباقر والصادق (عليهما السلام).

نشأته:
نشأ في كنف اسرته (آل أعين)، وهي من الأسر المعروفة بالتشيع ، إذ رافقت هذه الأسرة المباركة الأئمة المعصومين (عليهم السلام) منذ زمن الإمام زين العابدين (عليه السلام) إلى زمن الغيبة الكبرى للإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه).

أولاده:
عبيد ورومي وعبد الله، من الثقات الأجلّاء، والحسن والحسين ومحمّد، وكلّهم من أصحاب الإمام الصادق(عليه السلام).(2)

مؤلّفاته:
الاستطاعة والجبر والعهود.

مكانته العلمية:
كان من أكابر فقهاء عصره وأبرزهم علما وفضلاً وورعاً وتقوى, ومن أجلّاء تلامذة الامام الباقر (عليه السلام), فقد روى عنه ألفاً ومائتين وستة وثلاثين رواية .وعن الامام الصادق(عليه السلام) روى أربعمائة وتسعة وأربعين رواية في مختلف الأبواب الفقهية .وله إلمام واسع في الفقه يميزه عن فقهاء عصره .

أقوال أئمة أهل البيت (عليهم السلام)في حقه:
1- قال أبو جعفر الباقر (عليه السلام): (يا زرارة، حقّاً على الله أن يدخلك الجنّة)(3)
2- وعنه(عليه السلام): (ما أجد أحداً أحيا ذكرنا وأحاديث أبي(عليه السلام) إلاّ زرارة، وأبو بصير المرادي، ومحمّد بن مسلم، وبُريد بن معاوية، ولولا هؤلاء ما كان أحد يستنبط هدى، هؤلاء حفّاظ الدين، وأُمناء أبي(عليه السلام) على حلال الله وحرامه، وهم السابقون إلينا في الدنيا وفي الآخرة)(4)
3-قال أبو عبد الله الصادق(عليه السلام): (بشّر المخبتين بالجنّة: بُريد بن معاوية العجلي، وأبو بصير ليث بن البختري المرادي، ومحمّد بن مسلم، وزرارة بن أعين، أربعة نجباء، أُمناء الله على حلاله وحرامه، ولولا هؤلاء لانقطعت آثار النبوّة واندرست)(5)
4- وعنه (عليه السلام): (أوتاد الأرض، وأعلام الدين أربعة: محمّد بن مسلم ، وبُريد بن معاوية، وليث بن البختري المرادي، وزرارة بن أعين)(6)
5- وعنه (عليه السلام): (ان أصحاب أبي عليه السلام كانوا زيناً أحياءً وأمواتاً، أعني زرارة، ومحمد ابن مسلم، ومنهم ليث المرادي، وبريد العجلي، هؤلاء القوامون بالقسط، هؤلاء القائلون بالصدق، هؤلاء السابقون السابقون أولئك المقربون). (7)
6-قال الامام الكاظم(عليه السلام): (إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أين حواري محمّد بن عبد الله رسول الله(صلى الله عليه وآله)، الذين لم ينقضوا العهد ومضوا عليه؟ فيقوم سلمان والمقداد وأبو ذر… ثمّ ينادى المنادى: أين حواري محمّد بن علي وحواري جعفر بن محمّد(عليهما السلام)؟ فيقوم عبد الله بن شريك العامري، وزرارة بن أعين… فهؤلاء المتحوّرة أوّل السابقين، وأوّل المقرّبين، وأوّل المتحوّرين من التابعين)(8)
وقد وردت روايات عن الامام الصادق(عليه السلام) تذم زرارة وتلعنه وقد صدرت منه تقية للمحافظة على زرارة من السلطة العباسية في عهد المنصور لما قلب ظهر المجن على الامام الصادق (عليه السلام) وصار يتتبع شيعته . قال عبد الله بن زرارة قال لي أبو عبد الله عليه السلام اقرأ مني على والدك السلام وقل له إني إنما أعيبك دفاعا مني عنك فان الناس والعدو يسارعون إلى كل من قربناه وحمدنا مكانه لادخال الاذى في من نحبه وقتله ويحمدون كل من عبناه وإنما أعيبك لانك قد اشتهرت بنا ولميلك إلينا وأنت في ذلك مذموم عند الناس غير محمود الاثر بمودتك لنا فأحببت ان أعيبك ليحمدوا أمرك في الدين ويكون بذلك دافع شرهم عنك بقول الله عز وجل: (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي البَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَ كَانَ وَرَاءَهُم مَّلِك يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَة غَصْبًا)الكهف/79 أما والله ما عابها إلا لكي تسلم عن الملك ولا تعطب على يديه فافهم المثل يرحمك الله فانك والله أحبّ الناس إلىَّ وأحبّ أصحاب أبي (عليه السلام)إلي حياً وميتاً…).

أقوال العلماء في حقه:
1ـ قال الشيخ ابن النديم البغدادي(قدس سره): «وزرارة أكبر رجال الشيعة فقهاً وحديثاً ومعرفة بالكلام والتشيّع»(9).
2ـ قال الشيخ النجاشي(قدس سره): «شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدّمهم، وكان قارئاً فقيهاً متكلّماً شاعراً أديباً، قد اجتمعت فيه خلال الفضل والدين، صادقاً فيما يرويه»(10).
3ـ قال الشيخ الطوسي(قدس سره): «ثقة»(11)
4- قال الشيخ عبد الله المامقاني (قدس سره): «ووثّقه كلّ مَن صنّف في الرجال وإن اختلفت في حاله الأخبار، فالأصحاب متّفقون على أنّ هذا الرجل بلغ من الجلالة، والعظم، ورفعة الشأن، وسموّ المكان إلى ما فوق الوثاقة المطلوبة للقبول والاعتماد، وتظافرت الروايات بذلك، بل تواترت معنى»(12).

وفاته:
توفي عام 148 للهجرة بعد شهادة الامام الصادق (عليه السلام) بشهرين أو أقل، وكان في فراش المرض أيام شهادة الامام الصادق(عليه السلام) (13), ومنهم من يرى وفاته كانت سنة 150 للهجرة في السبعين من عمره (14).

المصادر:
(1) تاريخ آل زرارة , ابو غالب الرازي ,ص 35.
(2) الفهرست ,الشيخ الطوسي,ص74.
(3) تفسير العيّاشي,ج2,ص93.
(4) الاختصاص,ص66.
(5) رجال الكشّي, 1/398 ,ح286.
(6) المصدر نفسه,2/507 ح432.
(7) المصدر تفسه, 2/ 508ح433.
(8) المصدر نفسه 43/1ح20.
(9) فهرست ابن النديم,ص 276.
(10) رجال النجاشي: 175 رقم463.
(11) رجال الطوسي: 337 رقم5010.
(12) تنقيح المقال28/ 93رقم8393.
(13)معجم رجال الحديث,ج8,ص228.
(14)رجال النجاشي: 175.

نشرت في الولاية العدد 96

مقالات ذات صله