مكتبات موقوفة لمكتبة الروضة الحيدرية

14cbw2z0x-1

من بين المكتبات المهمة التي تم ايقافها الى مكتبة الروضة الحيدرية هي مكتبة السيد عز الدين بحر العلوم رحمه الله، ووفاءً لدماء الشهداء الأبرار والحوزة العلمية ارتأى ورثة السيد الشهيد (قدس سره) أن يقدموا مكتبته الشخصية ومؤلفاته ومخطوطاته هدية متواضعة إلى مكتبة الروضة الحيدرية في العتبة العلوية المقدسة ليبقى عطاءه مستمراً لخدمة المؤمنين، وفي يوم 2/9/2006م استلمت مكتبة الروضة الحيدرية مكتبة السيد عز الدين بحر العلوم، وقد احتوت المكتبة على ما يقارب الالف كتاب ضمت مختلف العلوم الدينية والادبية واللغوية والثقافية والعلمية.. والمكتبة ذاتُ قيمة علمية مهمة لما تحويه من تنوع في المصادر المختلفة .
حياته
السيد عزالدين بن علي بن هادي بن علي تقي بن محمد تقي بن محمد رضا بن محمد مهدي بحر العلوم، ولد في النجف الأشرف سنة 1352هـ المصادف عام 1933م ، والده المرحوم (السيد علي بحر العلوم) 1314 ـ 1380هـ كان من العلماء وذوي القيادة الفكرية والحنكة السياسية، قرأ مقدّماته الأدبية والعلمية على يد أساتذة الحوزة العلمية ثم حضور دروس الأبحاث العالية عند أكابر علماء الحوزة من مراجع الأمة أمثال السيد محسن الحكيم ـ السيد أبو القاسم الخوئي ـ الشيخ حسين الحلي، وقد عنى به (الشيخ الحلي) من الناحية الدينية وكان معلمه الأول حتى شبّ وتلمذ على يديه في علوم الفقه والأصول فكتب تقريراته وطبعت في كتاب (بحوث فقهية) في مسائل جديدة وأسلوب رصين في الفقه مع تنقيح وزيادة منه (قدس سره) وبراعة في الأسلوب والاستدلال، وكان أمام الجماعة في الصحن الحيدري الشريف للإمام علي (عليه السلام) ومسجد السقاية، اختاره سماحة المرجع الديني الاعلى المغفور له السيد أبو القاسم الخوئي (رض) أن يكون أحد أعضاء اللجنة المركزية للانتفاضة الشعبانية كما ورد اسمه تحت تسلسل (4) في البيان الصادر في 20 / شعبان 1411هـ… وكان استاذا لامعا في الحوزة العلمية المباركة، له مؤلفات عدة منها :
بحوث فقهية، الحجر وأحكامه، أضواء على شرح دعاء كميل، الطلاق أبغض الحلال الى الله، الانفاق في سبيل الله، المعجزة في نظر العلم، أنيس الداعي والزائر.
علمه وأخلاقه
امتاز السيد الشهيد عزالدين بحر العلوم (قدس سره) بذهنية وقادة وحنكة معروفة وتدبير وتصريف لمشكلات الأمور الاجتماعية، خصوصاً (لما امتازت به عائلة آل بحر العلوم في الوسط العشائري) إلى غير ذلك من كمالاته النفسية التي نشأ وتربى عليها.
كان (قدس سره) من مدرّسي الحوزة العلمية في النجف الأشرف لسنين طوال حتى استفاد منه جمع كبير من طلبة الحوزة العلمية لبيانه الجميل وأسلوبه المتين،
كتب (قدس سره) في مختلف المجالات العلمية والثقافية والأدبية وعالج قضايا اجتماعية مهمة وسلّط الأضواء على تراث أهل البيت (عليهم السلام).
وفاته
بعد الانتفاضة الشعبانية عام 1991م اعتقل السيد عزالدين بحرالعلوم (قدس سره) مع سماحة الإمام الخوئي (قدس سره) ومجموعة كبيرة من علماء وأساتذة النجف الأشرف، ولم يعرف مصيره حتى سقوط النظام عام 2003م حينها عُرف أن السيد عزالدين قد أعدم من قبل نظام البعث المجرم ولا يوجد رفات ولا قبر له لحد الآن.

نشرت في الولاية العدد 96

مقالات ذات صله