يوم المرحمة

cjd_nb0xiae6p_o

رياض مجيد

عندما تترنح الكلمات وتسقط الهتافات الرنانة في مستنقع الخسة والنذالة، عندما يموت الرجال في وحل الهزيمة والعار ويتوقف الجبين عن صناعة قطرات الحياء، عندما يُنسى الشرفُ في دهاليز الليالي المظلمة…عندما وعندما .. تتوقف دقات القلوب معلنة اعتصامها ضد لائحة الغدر والخيانة أعلاه.. خيانة من العيار الثقيل خيانة للعرض والوطن والمبادئ، والاّ بماذا تفسر أن يترك المرء أهله وأبناء جلدته تحت سطوة المارقين ليسومونها أنواع العذاب، ويتسكع هو في غرف وفنادق الخيانة، والانحطاط، فواحدٌ يُعلنها بكل صراحة أنه سيحلق شاربه أي شرفه إذا دخلت أسود حشد الله المقدس الى وكره الغادر، والآخر يقسم بالطلاق لذات السبب، ولكن السؤال هل هذه الأخلاق وليدة الحدث أم جاءت محض صدفة، لا وألف لا، هذا ما ورثه هذا الخلف الجبان عن ذاك السلف الذي مرّغ أنفه مدبرا في وحل الخسة والنذالة لسنين طوال، فلا غرابة في أن نرى كل هذه الصفحات السوداء والتي صنعت مادتها في معمل الظلام وفي دهاليز الليل الأليل، لا غرابة أن نراها وهي تتعكز على عصى التاريخ الأسود لهؤلاء، ولكن كما لُقّنَ ذلك السلف دروساً لن تُنسى على مرّ التاريخ كذلك هذا الخلف لُقّنَ وسيلقن أبشع الدروس وأمرّها على أيدي أبناء الشرف والعزّة والكرامة، هكذا بدأت المعركة في الفلوجة وهكذا كانت خاتمتها وهذه هي سنة الحياة، أنتهكت الفلوجة على مدى ثلاثة عشر عاما من قبل الغرباء وبمساعدة بعض العاقين من أبناءها، وعندما أرسلت بنت الفلوجة الشريفة رسالة لأخيها ابن الجنوب ليستر شرفها من أن يدنسه هؤلاء الشذاذ إنتفض بعنفوان رمز التضحية والفداء سيد الشهداء الحسين بن علي وبغيرة أخيه أبي الفضل العباس(عليهما السلام)، ليقول للعالم بأسره نحن أبناء بلدٍ يأبى الضيم، وهو لم ولن يجد له موطئ قدمٍ في أرضنا الحبيبة، وان غياث الرحمة ستتنزل على الضعفاء من شيوخ وأطفال ونساء ذاقوا مر الهوان على يد مجرمي العصر الدواعش، فكان بحق يوماً للمرحمة وصيانة للحرمة.

نشرت في الولاية العدد 96

مقالات ذات صله