جهاد الامام علي عليه السلام في الاسلام

هشام أموري ناجي

عند تصفح كتب التاريخ والسير في العصر الاسلامي بغية البحث عن اوائل الذين لبوا الجهاد في سبيل الله و نصرة الدين الحنيف و مساندة رسول الله (صلى الله عليه وآله) بكل المحن و الحروب التي واجهت الدعوة الاسلامية يكون ابو الحسن عليه السلام على راس المتقدمين للدفاع عن حرمة الاسلام و المسلمين فكان سيف ابن ابي طالب عليه السلام احد اسباب بقاء الدين الى يومنا هذا كما اشار بذلك الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله) ما قام الاسلام الا بسيف علي.

بهذا السيف أوصل امير المؤمنين عليه السلام شجعان العرب و قادتهم الى الهلاك بعد منازلات عديدة ففي بدر قتل عليه السلام الوليد بن عتبة و كان من زعماء قريش وحنظلة بن ابي سفيان و العاص و غيرهم من صناديد قريش.

الجهاد في حياة الامام:
ان الجهاد عند الإمام عليّ عليه السّلام جزء مهم من حياته الشريفة على الرغم من ان الشجاعة وحبّ الجهاد كانت ظاهرة بارزة في حياة بعض الصحابة، إلاّ أنها عند الإمام عليّ(عليه السّلام) تبدو قيمتها أكثر جلاءً في المهمات الصعبة وعند تراجع الآخرين وعدم قدرتهم على تجاوزها، فكان الإمام عليّ عليه السّلام يتقدم بتفوّقه المعهود لفكّ الطوق عن رقاب المسلمين، وهذا ما تشهد به جميع الحروب التي خاضها ضدّ المشركين.
لذا كان لأمير المؤمنين الحظ الاوفر والمساحة الاكبر من مقاتلة اعداء الله والاسلام وهو يومئذ كان في مطلع العمر وبداية شبابه ومع ذلك فقد جعل الدنيا وإغراءاتها الى جنب واقبل عازماً على الجهاد مجسد بذلك اروع معالم الطاعة لنبي الله (صلى الله عليه وآله) في تقدمه على مقارعة قادة الشرك والكفر و ساحات الحروب كانت تشهد بذلك حتى قيل فيه : إذا اعتلى قدَّ ــ و القد القطع بالطول ــ و إذا اعترض قطَّ ــ و القط القطع بالعرض ــ

قدوة المجاهدين :
كانت التربية التي تلقاها الامام علي عليه السلام منذ صغره في حجر الرسول الاكرم و بيت مهبط الملائكة درواً مهماً وبارزاً في بناء تلك الشخصية الفذة على صعيد الشجاعة و الايمان بالله و الطاعة لله ورسوله حتى كان امير المؤمنين المرأة العاكسة لخلق النبي الاكرم لذا كان امير المؤمنين لم يتهاون في النيل من اعداء الرسالة المحمدية التي عانى الرسول و اهل بيته صلوات الله عليهم اشد المعاناة من اجل بناء دعائم الدين.
لذا لم يكن الجهاد في حياة الامام علي عليه السلام مجرد شجاعة وبطولة في ساحات الوغى، بل هو رسالة سامية وغاية شريفة ترتبط بالملكوت الاعلى، لذلك روي عنه أنه قال: (أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه وهو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجنته الوثيقة. فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل وشملة البلاء. وديث بالصغار والقماءة وضرب على قلبه بالأسداد وأديل الحق منه بتضييع الجهاد وسيم الخسف ومنع النصف).

نشرت في الولاية العدد 97

مقالات ذات صله