مشروع “الإدارة المستندة إلى المدرسة” في العراق

تعد الادارة المستندة الى المدرسة مدخلا اداريا جديدا في الادارة المدرسية يتيح مزيدا من الاستقلال الذاتي مع امكانية انفتاحها على المجتمع وهي محاولة لنقل مزيدا من الصلاحيات والسلطات الى المدرسة من اجل تمكين مدراء المدارس والمعلمين وأولياء الامور وأعضاء المجتمع من اتخاذ القرارات اليومية التي تؤدي الى تحسين ادارة المدرسة وتحسين اداء التلاميذ, حيث طبق هذا المشروع الذي تبنته منظمة (اليونيسيف) بالتعاون مع وزارة التربية في عدد محافظات العراق ومن ضمنها محافظة النجف الأشرف والتي تعد التجربة الاولى من نوعها, مجلة (الولاية )التقت منسق المشروع في المحافظة الاستاذ (مهدي بنية الزيادي) وسلطت الضوء على التفاصيل الخاصة به.

لماذا نحتاج الى الادارة المسندة للمدرسة؟
ان نقل المزيد من صلاحيات اتخاذ القرارات الى المدرسة سيحسن نوعية التعليم في المدرسة كما سيعزز العلاقات والشراكات بين المدارس وأولياء الامور والطلبة والمجتمعات بالإضافة الى وحدات الحكومة المحلية باعتبارهم يشكلون المجتمعات المدرسية وفي نهاية المطاف سوف تعزز قدرة هذه المجتمعات في مجال التخطيط وتنفيذ الانشطة وفقا لأهميتها من اجل الوفاء بالحد الادنى من المعايير والأهداف التي تجعل من المدرسة صديقة للطفل بشكل اكبر .

ما مفهوم الادارة المستندة الى المدرسة؟
هذا المفهوم يقوم على لامركزية اتخاذ القرار وعلى الادارة الجماعية فضلا عن تعزيز دور مجالس الاباء في مجالس ادارة المجتمعة وتحسين المحاسبة والمسائلة التعليمية وإعطاء هذا النوع من المدارس المزيد من الاستقلالية في العلاقة مع السلطات المحلية .
ما المحافظات التي طبقت هذا المشروع؟
المحافظات التي طبقت المشروع (النجف الأشرف, البصرة, ذي قار, الديوانية, دهوك, بغداد).
ما اهداف المشروع؟
يهدف المشروع بشكل عام الى تحسين قدرة النظام التربوي في تقديم مستوى ارفع من التعليم في العراق, كذلك يهدف المشروع الى منح الصلاحيات اللازمة لإدارة المدرسة من اجل ادارة نفسها بنفسها دون الرجوع الى السلطة العليا كذلك يهدف المشروع الى رفع مستوى التأهيل الاكاديمي والإداري على وفق الاسس الادارية الحديثة لكي يستطيع القيام بعملها على اتم وجه.
ما أهم المبادئ المعتمدة في هذا المشروع؟
1.منهج الادارة المستندة الى المدرسة يعتمد مبدأ مرحلية التطبيق على مستوى المحافظات وعدد المدارس ومساحته الصلاحيات ومجالاتها وان توسيع نطاق التطبيق في كل مرحلة يعتمد على نجاحه في المرحلة السابقة.
2.اعداد معايير موضوعية في اختبار مدراء المدارس وبناء قدراتهم في المجالات الادارية والمالية.
3.اعتماد مبدأ الشراكة المجتمعية في ادارة المدرسة .
كيف تعمل هذه المدارس؟
ان تطبيق نهج الادارة المستندة الى المدرسة يتم بشكل تدريجي ويعتمد على قدرة هيئة الادارة المدرسية لكل مدرسة حيث تم تشكيل هيئة تضم مدراء المدارس والمعلمين وأولياء الامور وأعضاء المجتمع في ضمان مشاركة المرأة .
هذه الهيئة تسمى (لجنة الادارة المدرسة ) هذه اللجنة هي التي تمارس سلطة صنع القرار .
ما عدد اعضاء لجنة ادارة المدرسة؟
عدد اعضاء لجنة ادارة المدرسة هو بين (10 -13) عضو وكالتالي (نصف العدد من اولياء الامور والنصف الاخر هو من الهيئة التعليمية وأعضاء من المجتمع المحلي ) مع ضمان مشاركة المرأة .
ما عدد المدارس المشمولة قي محافظة النجف ؟
عدد المدارس المشمولة بالمشروع لمحافظة النجف هو (36 مدرسة ) وجاءت هذه المدارس على وجبتين.
الوجبة الاولى (18 مدرسة منها 15 ابتدائية و2 ثانوية و واحدة مهنية )
الوجبة الثانية (18 مدرسة جميعها ابتدائية ) هذه المدارس هي الصديقة للطفل
هل لهذه المدارس ايرادات مالية لتسير امورها؟
ايرادات هذه المدارس هي مشتركة بين وزارة التربية ومنظمة اليونسيف اضافة الى ايرادات اخرى، كذلك اقامة الاسواق الخيرية في المدارس والحوانيت المدرسية والمعارض الفنية وهناك افكار كثيرة للايرادات المالية .. وصولأ الى الاكتفاء الذاتي وتحديد ميزانية خاصة لهذه المدارس.
هل باشرت هذه المدارس بالمشروع؟
نعم الوجبة الاولى من المدارس استلمت المبالغ المخصصة لها وباشرت فعلا بتنفيذ الخطط الموضوعة من قبل لجان تطوير المدارس ونحن في متابعة مستمرة لهذه المدارس .
ما مقدار المبالغ المستلمة من قبل المدارس المشمولة وكيف يتم صرفها؟
المبلغ يتناسب طرديا مع عدد تلاميذ المدرسة حيث تم صرف مبلغا قدره (13,39) دولار لكل تلميذ, فكلما زاد عدد التلاميذ زاد المبلغ وهكذا, في الوقت الحاضر لضمان الشفافية في المبالغ يتم صرفها عن طريق فتح حساب جاري لكل مدرسة في احد المصارف في مركز المحافظة وعند تحويل المبلغ للمديرية العامة يتم تحويله الى المصرف وعلى حساب كل مدرسة بعدها تتولى لجنة الصرف في المدرسة سحب هذه المبالغ حسب الحاجة عن طريق الصكوك الرسمية .
هل منحت هذه المدارس صلاحيات ما ؟
نعم تم منح هذه المدراس صلاحيات واسعة (ادارية ومالية ) وهي الوجبة الاولى من الصلاحيات حيث انها تمنح تدريجيا, ومن ضمن هذه الصلاحيات وعلى سبيل الاختصار هي توجيه كتاب شكر للعاملين حسب التعليمات و ايفاد المعلمين خارج المحافظة واستدعاء المحاضرين حسب الحاجة تقديم مكافئات مادية وهناك صلاحيات كثيرة.
هل هناك لجان تتابع هذه المشروع؟
نعم هناك العديد من اللجان ومنها اللجنة الوطنية التي تضع الاطار العام واللجنة الوزارية التي تصدر التعليمات لتنفيذ المشروع ولجان المحافظات برئاسة المدير العام للتربية ولجنة ادارة المدرسة .
هل هناك تجارب عراقية سابقة في هذا المجال؟
نعم كلية بغداد التي تم تأسيسها في النصف الاول من القرن العشرين حيث تميزت الادارة فيها باستقلالية ادارية ومالية ولحد الان, اذ تظهر كجزء مستقل في الموازنة التربوية العراقية ويتمتع مديرها بصلاحيات واسعة.

نشرت في الولاية العدد 99

مقالات ذات صله