مفهوم الحرية عند علي بن ابي طالب عليه السلام

حمود الصراف

ان سفر العظماء خالد باقٍ باشراقاتهم وهو معين لا ينضب من الإيمان والدروس والعبر، فهم القمم الشامخة، والمنارات التي تستضيء منها الأجيال..
وحياة الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام منهج وصورة حية لأعظم رجل في المعمورة بعد سيد الرسل النبي محمد صلى اله عليه واله.
صفحات مشرقة لحياة هذا الفذ النادر الذي الهم العقول بالعلوم والمعارف في جميع فروع المعرفة، ومن خلال مواقفه واقواله بحيث لا يحويه الفكر ولا يصل الى اداركه العقل وما يصلون الى انواره الا اطرفها، فذ من أفذاذ العقل، قطب الإسلام وموسوعة المعارف.
ومن جوانب منهجه الحرية التي هي من منطلقات حقوق الإنسان وطبع عليه السلام القوانين والأنظمة الثابتة التي هي اساس لكل امة حية تسعى لحضارة راقية، قال عليه السلام: (والله اني لأعترف بالحق قبل ان اشهد عليه).
فله عليه السلام اصول راسخة تضمن رفع الغبن والاستعباد عن الإنسان وبناء المجتمع على اسس صالحة تضمن له حياة كريمة ويبين له ما عليه وما له من حقوق وواجبات، وكان له عليه السلام حلول جذرية مستمدة من الرسالة الإسلامية السمحة والقرآن الكريم الذي يدور على محور.
هو من رفع الظلم وقضى على التفاوت الطبقي بين الناس، وهو الساعي لتركيز اسس ومبادئ العدالة الاجتماعية، ففكرة العدالة الاجتماعية مبنية على قواعد من حقوق الجماعة التي تزيل كل الفوارق بين الطبقات، لقد كان عليه السلام مدافعا عن قيم ومبادئ الإنسان وكان في حكومته المثل الأعلى والانموذج الحق للحاكم الذي وعى حقوق الإنسان والعامل على تنفيذها فالحق عنده حق والباطل باطل، الصادق في التفكير والشعور والمخلص في تطبيقها، كان جديا امام كل عامل ووالي لديه ومدبر ومقررا لحقوق الإنسان في العيش الكريم كل عنده سواء سواسية الفقير والغني القوي والضعيف الأبيض والأسود.
كان مدركا للذين يسعون للجاه والمادة هذه الطبقة من المجتمع إنما هي نتيجة لسلوك طرق الخبث والشر والتعسف والفجور والفساد.
كان ابن ابي طالب عليه السلام امام تجربة اشبه بالتجربة التي مر بها النبي صلى الله عليه واله في المعركة القائمة يومذاك بين السماحة والديمقراطية واشاعة روح العدل من جانب وبين الاستئثار وعقلية التجار واصحاب الاموال من جانب اخر.

نشرت في الولاية العدد 100

مقالات ذات صله