تراجع المحصول المحلي أمام المستورد

أمير البركاوي

الاقتصاد هو الركيزة الاساس للارتقاء بالبلد فكيف اذا اهمل المجال الاقتصادي وهو بمثابة العمود الفقري للمجتمعات ورقيها؟ بالتأكيد تنهار بنية الاقتصاد والاعمار ويسود الاهمال وتفشي الفساد ونقص الخدمات في مجالات الحياة كافة ومن الملفات الخطيرة على انهيار الاقتصاد العراقي هو استيراد الخضروات وبأصناف عدة من الدول المجاورة لذا نقف اليوم امام اخطر ملف على الاقتصاد العراقي بالدرجة الاولى والزراعة العراقية المتضرر الاكبر من هذا الاستيراد المشجع من المتأمرين على العراق.
عمدت بعض الدول المجاورة للعراق على تصدير خضروات وبأصناف متنوعة الى الاسواق المحلية حتى بات المواطن يرى هذه المحاصيل تغرق الاسواق المحلية في ظل عدم التشجيع وشراء المحاصيل الزراعية من قبل اصحاب الخضار في الاسواق وخطورة هذا الملف تكمن في ترك المزارع للأراضي الزراعية نتيجة الكم الهائل من المحاصيل الزراعية المستوردة من البلدان المجاورة وزيادة البطالة وغياب المحاصيل الزراعية العراقية من الاسواق المحلية في ظل زيادة المحصول المستورد وهذه نكسة كبرى على الاقتصاد والمزارع العراقي الذي اصبح عاجزا عن تغطية نفقات الزراعة من المحاصيل المنتجة والاخطر من ذلك ان هذا الاستيراد يتم بدراية حكومية ورقابية وتأثير ذلك على المزارع العراقي من حيث هجرة الارض الزراعية ظنا من المزارع بعدم فائدة من الزراعة التي لم تغطي نفقات ومتطلبات الزراعة للمحاصيل المتنوعة والتي البعض منها يتطلب عناية واهتمام الى ان يتم حصاده كل هذا الجهد والعناء والمشقة للمزارعين ذهبت سدى بفعل الاستيراد الخارجي للخضروات والفواكه وأن المبررات الحكومية لهذا الملف هو عدم تغطية المحاصيل الزراعية المحلية للأسواق فأين وزارة الزراعة من هذا الملف؟ ولماذا هذا الاهمال للواقع الزراعي؟ واين الدعم الحكومي للمزارعين؟ كل هذه الاسئلة بحاجة الى اجابة من اصحاب القرار وعدم انعاش الواقع الزراعي ودعم المزارعين وعدم وضع خطة انقاذ الزراعة هو من اودى الى الاستيراد الخارجي وتشجيعه على حساب الزراعة العراقية بالتأكيد هذه نكسة للاقتصاد العراقي وملف حيوي له مردودات لا تحمد عقباها اذا ما تم المعالجة الموقف.
على وزارة الزراعة وبالتعاون مع وزارة الداخلية اصدار قرار يقضي منع دخول الخضروات والفواكه المستوردة من المنافذ الحدودية وأن كانت حاجة السوق المحلية تتطلب ذلك على الوزارة تشجيع المزارع وتوفير الدعم اللازم لاستصلاح الاراضي الزراعية المتروكة وفق خطة مرسومة وتخصيص برامج تلفزيونية بشكل دوري تشجع الزراعة المحلية من قبل المهندسين الزراعيين على ان تكون الحلقات تتضمن مناهج توعوية للمزارع حول الارتقاء بالمحاصيل الزراعية التي تغطي الاسواق المحلية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضروات والفواكه.

نشرت في الولاية العدد 101

مقالات ذات صله