الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

اعداد: الشيخ مصطفى أبو الطابوق

السؤال: ما ادنى مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهل ان وجوبه كفائي ام هل هو عيني؟
الجواب: أن اولى مراتب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر هو أن يأتي المكلف بعمل يظهر به انزجاره القلبي وتذمره من ترك المعروف او فعل المنكر كاظهار الانزعاج من الفاعل، اوالاعراض والصد عنه، او ترك الكلام معه، او نحو ذلك من فعل او ترك يدل على كراهة ما وقع منه، ووجوب هذا المقدار عيني لا يسقط بفعل بعض المكلفين عن الباقين، قال امير المؤمنين عليه السلام: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه واله ان نلقى اهل المعاصي بوجوه مكفهرة).
السؤال: اثناء ادائي عملي في المشهد المقدس للإمام عليه السلام وهو تفتيش الزائرات – ألاحظ بعض الحالات المحرمة، مثلا وضع الزائرة طلاء الاظافر على اظافرها، او لبسها للجوارب الخفيفة، او عدم ارتدائها للحجاب بالطريقة الصحيحة، فهل اذا ما اكتفيت بالتفتيش ولم انصحها بالتقيد والالتزام بالضوابط الشرعية من باب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر اكون قد تحملت اثما؟
الجواب: يجب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر مع توفر الشروط، فيكون تركه- حينئذ – محرما موجبا للاثم، ومع عدم توفر الشروط يسقط هذا الوجوب، ولكن لا بد من العمل حينئذ بمقتضى التعليمات الصادرة من ادارة العتبة المقدسة.
السؤال: اذا كانت الزائرة لا ترتدي العباءة او الجوراب، هل يجوز لمنتسبي الحضرة الشريفة منعها من دخول المشهد المقدس للإمام عليه السلام؟
الجواب: على ادارة العتبة المقدسة ان تصدر التعليمات المتعلقة بذلك مع رعاية شؤون العتبات المقدسة.
السؤال: عندما نسمع او نرى بعض الناس ياتون بالمنكر، فما الجواب علينا اذا كان النهي عن المنكر مستلزما وقوع المكلف في الضرر؟
اذا احتملت تأثير النهي، بمعنى: أن يؤدي النهي الى ارتداع الشخص، ولم يكن فيه ضرر عليك وجب النهي، والا فالاحوط وجوبا اظهار الانزعاج مع الامن من الضرر، نعم اذا احرز كون فعل المعروف او ترك المنكر بمثابة من الاهمية عند الشارع المقدس يهون دونه تحمل الضرر والحرج فلا يسقط وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
السؤال: يلاحظ على بعض النساء لبس الحجاب وهن يظهرن جزء من شعرهن وكذا عدم لبس الجوراب اصلا، فما هو حكم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه الحالة؟
الجواب: ستر الشعر والقدمين واجب شرعا، فإذا احتمل وجوب مجوز شرعي لا يجب النهي، والا وجب مع احتمال التأثير.
السؤال: ما الوسيلة لنصح الاخوات اللواتي لا يرتدين الحجاب؟
الجواب: الوسيلة هي بيان آيات الحجاب في القرآن الكريم، فإن كانت مؤمنة بالله وباليوم الآخر سترتدع ان شاء الله.
السؤال: ما واجبنا نحو حالق اللحية اذا كان شابا واذا كان كهلا، كل ذلك بالنسبة للحالق بدون عذر شرعي؟
الجواب: اذا علمت ان الحالق لا عذر له شرعا، فالواجب مع توفر شروطه هو ارشاده الى انه لا بد له من حجة امام الله تعالى.
السؤال: ما الطريقة الصحيحة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
الجواب: للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مراتب عديدة – على تفصيل مذكور في الرسالة العملية – ولكل مرتبة من هذه المراتب درجات متفاوتة شدة وضعفا، ويجب الابتداء بالمرتبة الاولى او الثانية مع مراعاة ما هو اكثر تأثيرا واخف ايذاء ثم التدرج الى ما هو اشد منه.
السؤال: ما معنى احتمال التأثير الذي هو شرط من شروط وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
الجواب: المراد بالتأثير أن يأتمر ويستجيب المأمور وينتهي المنهي بأمره ونهيه لا أن يكون غير مبالٍ وغير مكترث بهما والمراد بالأحتمال ما يُعد معتبراً عند العقلاء وباعثاً لهم على العمل عرفاً لا الاحتمال الضعيف الذي لا يعتني به العقلاء.
السؤال: لو رأيت شخصا يتوضأ وضوء فاسدا هل يجب ارشاده؟
الجواب: نعم يجب مع الامكان.
السؤال: هل يكون ارشاد الناس وامرهم بالمعروف ونهينهم عن المنكر واجبا على طلاب العلوم الحوزوية؟
الجواب: ارشاد الجاهل في الأحكام الشرعية التكليفية المبتلى بها واجب على كل أحد يعلم بها، اذا لم يستلزم ضررا، او وقوعا في الحرج الشديد، وكذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل احد، اذا استكمل الشروط.
السؤال: هل وجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر يعني وجوب النهي عن كل خطأ أراه؟ اذا كان كذلك فإن حياتي لن تكون، إلا امر بالمعروف ونهيا عن المنكر، فأنا ارى منكرات كثيرة وأخطاء كثيرة؟
فكثيرا ما ارى اشخاصا لا يحسنون الوضوء، وآخرين لا يهتمون بالنجاسة، وكثيرين يحلقون لحاهم، وكثيرين لا يجهرون في صلاة المغرب والعشاء والفجر، وكثير من الفتيات لا يسترن اقدامهن، جهلا منهن بأنها من العورة، او لا يعرن اهمية لمسألة الحجاب. هل يجب امرهم جميعا بالمعروف؟
الجواب: بعض ما ذكرت من ارشاد الجاهل، وهو واجب ايضا بالنسبة للأحكام التكليفية، وأما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهما واجبان على كل احد مع احتمال التأثير، وعدم الخطر والضرر، فإذا رأيت من يتوضأ خطأ يجب تعليمه، وكذلك في الصلاة وغيرها، وحلق اللحى لا يجب فيه النهي، لاحتمال وجود مبرر، حيث انه غير جائز احتياطا، ويجوز لمن يكون ابقاؤها حرجيا عليه، ومع احتمال ذلك لا يجب النهي.. وعدم الجهر في الصلاة لا يستوجب النهي لاحتمال النسيان، وبالنسبة لستر الاقدام يجب النهي مع احتمال التأثير، إلا اذا احتملت الاستناد فيه ايضا الى حجة، كما لو كان هناك فتوى بالجواز.. وعلى كل حال: فالكثير من هذه الامور قد لا تجتمع فيها شروط الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فلابد من التفقه في الأحكام، ليعلم المكلف وظيفته الشرعية.

نشرت في الولاية العدد 102

مقالات ذات صله