لقاء مع الشيخ(عباس تبريزيان)

حاوره: محمد علي العسكري

يتداول الناس اليوم عبارة الطب الاسلامي.. وينصح كثير منهم المرضى بالعلاج بأساليبه، وصرف النظر عن كل الأدوية الكيمياوية التي تنتجها كبريات الشركات العالمية والتي يقف كثير منها عاجزا عن شفاء المرضى رغم جهود العلماء فيها والبحث المختبري المتواصل لكن من دون جدوى فما زال الألم حاضرا وما زال المرض يتخطف الناس..
الولاية التقت استاذ الحوزة العلمية في قم المقدسة (الشيخ عباس تبريزيان) المتخصص في مجال الطب الاسلامي، واجرت حواراً معه حول حقيقة الشفاء من الأمراض المستعصية باستخدام الطب الاسلامي من خلال تجربته الكبيرة في هذا المجال، لاسيما أن الطب الحديث وقف عاجزا عن شفاء تلك الامراض في اغلب الأحيان.

حدثونا عن حياتكم ومتى بدأتم بممارسة الطب الإسلامي؟
انا من مواليد مدينة النجف الاشرف عام 1962م، التحقت بالحوزة العلمية الشريفة في السادسة عشرة من عمري بعد ان أكملت مرحلة الثانوية وحضرت دروس بعض العلماء الأجلاء، ومن بين الأسر التي تم ترحيلها قسرا من العراق هاجرت انا وعائلتي الى مدينة مشهد المقدسة، وبعد ان اصيبت زوجتي بالمرض الخبيث ويأس الأطباء من شفائها، لجأت الى التفتيش عن روايات أهل البيت (عليهم السلام) علي اجد فيها ما ينقذ زوجتي، وبالفعل من الله علي بذلك وأبرأت زوجتي من مرضها العضال وهي الأن حية ترزق بعد سبع وثلاثين عاما من ذلك الحادث، ما دفعني للبحث والتنقيب عن هذه الكنوز الدفينة في الطب الاسلامي فجمعت كل ما له علاقة بهذا العلم حتى بلغت ما يقارب احد عشر الف رواية ثم شرعت بتأليف كتابي(دراسة في طب الرسول المصطفى) الذي يعد الأول من نوعه في هذا المجال، وبعدها شرعت بصناعة الادوية ومعالجة الناس وشاهدت المعاجز في هذا الطب مما شوقني ان ابحث وادقق واحقق اكثر وادرس هذا الطب كي يستفيد الناس منه وماكنت انتظر ان تصل النتائج الى هذا الحد وطلابي منتشرين في كل ربوع ايران يداوون ويعالجون الناس .
كيف تصفون اليوم الطب الاسلامي وهل هناك أوجه مقارنة بينه وبين الانواع الاخرى؟
الطب الاسلامي هو طب مستقل وله قواعده واسسه الخاصة يختلف اختلافا شاسعا عن انواع الطب الأخرى ولذلك اذا اردنا ان نعمل له مقايسة مع غيره ، نقول ان الفرق بين الطب الاسلامي وطب (الأعشاب) كالطب الهندي و اليوناني و الصيني وهو كالفرق بين الاسلام والمسيحية، فالاسلام دين متقن محفوظ وغير محرف وليس فيه خلل كذلك الطب الاسلامي متقن ومحفوظ وواصل الينا بالطريقة نفسها وعن طريق الكتب والمنابع والمصادر نفسها التي وصلت بها الاحكام الشرعية، والطب اليوناني حاله كحال المسيحية فكما ان المسيحية حرفت فن الطب اليوناني محرف حيث نجد اكثر العلاجات الموجودة في الطب اليوناني تحتوي على الخمر او بقية انواع النجاسات ويقينا هذا لم يكن في تعاليم الانبياء وانما حرّف بمرور الزمن والدليل على ذلك ان المنبع والمصدر للطب الاسلامي هو نفسه للاحكام الشرعية كذلك المنبع والمصدر للطب اليوناني نفسه للعقائد المسيحية وكذلك الفرق بين الطب الاسلامي والطب الصيني والهندي هو الفرق بين الاسلام والبوذية التي لها اصول وجذور سماوية لكنها حرفت تحريفا شديدا الى ان صاروا الان يعبدون الصنم ..
بعد الف واربعمئة سنة لماذا لم ينتبه العلماء لهذا العلم وكيف اليوم تبلور لديكم ومن اين تعلمتموه؟
سابقا كانت لدي فكرة عن الطب الاسلامي وهذا العلم موجود كمواد خام بين الروايات علما ان الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) اكد بان العلم علمان علم الاديان وعلم الابدان وفي رواية قدم علم الابدان على علم الاديان، وعلى الرغم من اهتمام المصطفى والائمة الاطهار (صلوات الله عليهم أجمعين) بهذا العلم الا ان العلماء هجروا هذا العلم بسبب ظروف التقية التي كانوا يعيشونها و الظروف الصعبة التي لم تمكنهم من الخوض بالعلوم المختلفة ولذلك قنعوا بعلم الفقه باعتباره اوجب العلوم لكن اليوم البشر يحتاج الى هذا العلم لذا نراه ينهض من جديد وقد ادخره الله للبشر بعد ان يأس أرباب الطب الأخرى عن شفاء الناس.
اليوم نجد اقبال المرضى على الطب الإسلامي هو اقبال المضطر ، بعد اليأس من العلاج الكيمياوي ، دون الثقة بالنتائج فما هي وجهة نظركم؟
اولا المشكلة التي يواجهها البشر هو ان الطب الكيمياوي سبب اضرارا كبيرة بسبب آثاره الجانبية ، كما انه عجز عن علاج الكثير من الأمراض، وأصبحت هذه العلاجات تجارة رائجة تقف ورائها شركات عملاقة ، فمثلا اذا كانت في المدينة صيدلية واحدة اليوم نرى مئات الصيدليات بل الآلاف الصيدليات، ووسط حيرة ويأس المريض لم يبق له بابا سوى الطب الأسلامي ، بالمريض يأتي يائسا ويفاجأ بالنتائج التي كان غافلا عنها لسنين.. أتذكر ان أحد افضل الاطباء في اميركا صرح بان الطب شخص أكثر من الف واربعمئة نوع من الامراض والطب الحديث يداوي ستة امراض فقط، بينما الطب الاسلامي يعالج كل الامراض الا اذا كان هناك عجز في اعتقاد المريض لذا لا يجد له اثر ولا يوجد نقص في الطب وانما في اعتقاد الناس، فالامام الصادق يقول حول الطب الاسلامي انما ينفع اهل الاعتقاد والايمان برسول الله حتى الله سبحانه يقول في محكم كتابه(وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا).
لم ينظر الى المعالج بهذه العلاجات على انه نوع من انواع الدجل والكذب والتكسب؟
هذا من عمل وتدبير الاعداء من سالف الزمان الى هذا اليوم في زمن الدولة الاموية والدولة العباسية لديهم الطب اليوناني الذي هو طب الاعشاب فجاؤوا بالطب اليوناني من اجل ان ينحوا الطب الاسلامي طب اهل البيت جلبوا المنطق والحكمة اليونانية حتى لا يلتفت الناس لكلام المعصومين ونجحوا في هذه العملية والناس التفتت الى هذه الامور واما بعد الثورة الصناعية التي حصلت في الغرب، عملوا بشكل حثيث على تنحية الطب الاسلامي بصورة كلية ، بل ان كتب الأعشاب اليوم يأتي أغلبها من الغرب وتتعمد بعض الجهات على تشويهها حتى يصل المريض الى حالة اليأس بسبب النتائج ويرجع الى الطب الكيمياوي بينما الطب الاسلامي محفوظ ولم يستطع الدخول فيه احد ولذلك الان هو يحتفظ بقوته و ينتشر في الدول الاسلامية وخاصة عند أتباع أهل البيت(عليهم السلام).
توجد مقولة شهيرة (المعدة بيت الداء ) ما هو تفسيركم لهذه المقولة ؟
ان سبيل المرض وسبيل الشفاء هو المعدة ونحن نعتقد هذا على خلاف الطب الحديث الذي يعتمد على ان سبيل المرض هو القلب ونحن نقول السبيل الى المرض هو المعدة لذلك الله سبحانه في القران اشار الى هذه المسالة: (فلينظر الأنسان الى طعامه) عبس/24.. ولخص الطب في نصف اية وقال (كلوا واشربوا ولاتسرفوا) والامام الصادق فسر هذه الاية بانه ليس الاسراف فيما ينفع البدن وانما الاسراف فيما يضر البدن والنبي الاكرم يقول (المعدة بيت الداء) باعتبار ان المعدة باختيار الانسان فعليه ان ينظر اي غذاء او شراب يدخله للمعدة اما القلب فليس باختيار الانسان الان المشكلة التي اصابت البشر وسببت شيوع هذه الامراض هي مسالة الغذاء غير السالم الاغذية الموجودة كلها عبارة عن سم لان البشر غير تركيبها الجيني، لذلك يقولون بان الحنطة الموجودة في العالم هي سم قاتل، مثلا الدهن الذي يستعلمه الناس هو الدهن النباتي وهذا ايضا سم قاتل يتم تحضيره من النفط والزيوت وليس من حب الشمس او الذرة .

نشرت في الولاية العدد 103

مقالات ذات صله