تاريخ المطابع النجفية

هاشم الباججي

كانت النجف ومازالت من أهم المراكز الاسلامية والعلمية ، فهي مدينة علمية وجامعة اسلامية ، وحاضنة لكل طلاب العلم من جميع اصقاع المعمورة ، لذا فنتاجها العلمي الغزير جعل الكثير من العلماء والمهتمين بنشر الثقافة والعلم يعملون على انشاء مطابع في هذه المدينة المعطاء ،بعد ان كانت معاناتهم كبيرة لاجل طباعة الكتب ونشرها ، وبالفعل ازدهرت حركة الطباعة في النجف ومازالت بحمد الله ، وسنعمل في هذه الصفحة تباعا وبشكل دوري الى ذكر أبرز المطابع التي انشأت في النجف الاشرف

المطبعة الحيدرية
والتي اشتراها الشيخ صادق الكتبي واخوه من الحكومة الانكليزية بعد احتلالها العراق في نهاية العقد الثاني من القرن الماضي ، وقد كانت هذه المطبعة الانكليزية قد جاءت بها القوات البريطانية لطبع مناشيرها والاعلانات الخاصة بها ، وبعد انتهاء حصار النجف واستغنائها عنها تم شراؤها من الحكومة الانكليزية ، وقد طبعت في هذه المطبعة كتبا كثيرة لاسيما الدينية منها ، وظلت هذه المطبعة مستمرة بطباعة مختلف الكتب الادبية والثقافية والعقائدية لسنوات طوال .
وبعد وفاة الشيخ صادق الكتبي ، انتقلت المطبعة الى ورثته وادخلت عليها تعديلات كثيرة وكذلك ابدلت الى مطابع حديثة، وفي خمسينيات القرن الماضي اصبحت تحت ادارة واشراف الوجيه محمد كاظم الكتبي ، واخيه الوجيه محمد حسين الكتبي ، وكانت هذه المطبعة التي طبعت العديد من النفائس من المخطوطات وغيرها من الكتب الحوزوية والدينية والادبية والمجلات المختلفة من اكثر المطابع انتاجا ونشرا منذ افتتاحها ، وقد اعادت هذه المطبعة المباركة الكثير من الكتب الخطية واخراجها الى عالم النور واعادة نوادر المطبوعات والتي بذلت من احله جهودا جبارة من اجل خدمة العلم والثقافة والحفاظ التراث الاسلامي من الضياع والتلف من خلال اعادة طبعه ونشره.
——————
المصادر
-موجز تاريخ الطباعة لمحة سريعة في تأريخ ظهور الكتابة والورق والطباعة ،عبد الجبار الرفاعي
-معجم المطبوعات النجفية منذ دخول الطباعة إلى النجف حتى الآن ، محمد هادي الأميني.

نشرت في الولاية العدد 103

مقالات ذات صله