رئيس قسم التدقيق والرقابة الداخلية في العتبة العلوية

رياض الخزرجي

جميل أن يُراقب الإنسان نفسه بنفسه ويدقق أعماله كلّ صباحٍ ومساء، لا سيما أنّ هناك من يدقق بعده ويُراقب كلّ حركة وسكنة، وبعد تطور الحياة واتساع رقعتها كان لزاماً أن يكون هناك تدقيق ومراقبة لا من أجل العثور على الأخطاء، وإنما من أجل حفظ المسار الطبيعي لعمل الإنسان واختيار الطريق الأكثر نفعا.
وفي هذا العدد من مجلة الولاية إرتأينا أن نتجوّل في أروقة قسم يأخذ على عاتقه مهمة التدقيق والرقابة في العتبة العلوية، لنتعرّف على العيون التي سهرت وتعِبَت وهي تدقق وتراقب الحركة المالية في العتبة العلوية المقدسة، فكان لنا هذا اللقاء مع رئيس قسم التدقيق والرقابة الداخلية المحاسب القانوني نـجاة صاحب عبد علي، ليضعنا أمام نبذة من اعمال هذا القسم..

لنفتح الباب أمام رئيس القسم الأستاذ نجاة صاحب كان سؤالنا الأول له عن معنى التدقيق وما المراد به؟ فأجاب:
في الواقع التدقيق هو عملية منهجية منظمة لجمع وتقييم أدلة الإثبات عن تأكيدات خاصة بتصرفات وأحداث اقتصادية بشكل موضوعي وذلك بهدف توفير تأكيد عن مدى تطابق تلك التأكيدات مع المعايير المقرّرة وتوصيل تلك النتائج الى المستخدمين المعنيين، وهناك نوعان من التدقيق تبعاً لهدف عملية التدقيق ووفقاً للغرض من التبويب وهما: التدقيق الخارجي والتدقيق الداخلي.
ما الشعب التي تنتمي لهذا القسم وما عملها؟
يتألف القسم من الشعب الآتية:
أ – شعبة تدقيق المشاريع الهندسية.
ب – شعبة التدقيق الالكتروني.
ج – شعبة تدقيق المخازن والموجودات الثابتة.
د – شعبة التدفقات النقدية الخارجية.
هـ – شعبة تدقيق الموارد المالية.
و – وحدة الذاتية.

كم هو حجم عمليات التدقيق التي يقوم بها القسم وهل ان عدد منتسبي القسم يكفي لتغطية متطلباته كافة؟
انّ حجم العمليات التدقيقية التي يقوم بها القسم كبير جداً ونشاط العتبة ضخم جداً ولأهمية قسم التدقيق والرقابة الداخلية في أي وحدة اقتصادية وحسب معايير التدقيق الدولية وأدلة التدقيق العراقية يرتبط ارتباطا مباشرا بالمدير الأعلى.
وبالنسبة لعدد المنتسبين فهو قليل ولكن بالتنسيق وتوزيع المهام وتطبيق مبدأ محاسبة المسؤولية وتظافر جهود الأخوة المدققين الذين لايكلّون عن العمل بكل جد ونشاط حتى أنّ العمل يكون بعد نهاية الدوام الرسمي لساعات عدة؛ كل ذلك يمكننا من تجاوز هذه النقطة.

هل ستسعون لزيادة عدد المنتسبين للسيطرة على عمل هذا القسم؟
نعم نسعى الى زيادة عدد المنتسبين ولكن بالتزامن مع حجم تطور نشاط قسم التدقيق والرقابة الداخلية والحقيقة سوف يقع الاختيار على خريجي قسم المحاسبة فقط.

ربما هناك نشاط عادي روتيني وهناك نشاط متميز.. حدثونا عن أهم النشاطات المتميزة لهذا القسم؟
حقيقةً لانستطيع التمييز بين الأنشطة على أنها روتينية أو متميزة ولكن الأهمية المادية للنشاط تجعل المدقق يبدع في انجاز العمل الموكل اليه بكل دقة.
وما يميّز نشاط القسم في المدة الحالية والمستقبلية هو العمل بمفهوم التدقيق الالكتروني إذ شهدت في السنوات الأخيرة مهنة التدقيق تطورات سريعة أدت الى زيادة أهميتها، فبعد أن كانت عملية التدقيق قاصرة على تتبع واكتشاف الأخطاء والتحريفات امتدت الى جوهر ومضمون القوائم المالية ثم اتسعت لتشمل المجالات المحاسبية بمفهومها العلمي الحديث كافة، لذلك في الوقت الحاضر نركز على التدقيق الالكتروني وتطوير نظام الرقابة الداخلية.

أنتم كقسم مهم وحلقة مكملة لقسم المالية، هل لديكم خطط معينة تستطيعون من خلالها تحجيم الأزمة المالية التي تمرّ بها العتبة مثلاً؟
في الواقع قسم التدقيق والرقابة الداخلية قسم مستقل ومن مبادئ التدقيق الاستقلالية، والقسم كما تعلمون قسم تنفيذي أما تجاوز الأزمة المالية فهي مسؤولية السلطة التشريعية، نعم هناك خطط تتجاوز الأزمة من خلال ضغط النفقات وتعظيم الموارد والعمل بمفهوم ميزانية البرامج والأداء.

هناك كثير من عشاق أمير المؤمنين(عليه السلام) في العالم الذين يتبرعون للعتبة باموالهم ونفائسهم، كيف يتم التعامل معهم؟
التبرعات بشقيها النقدية والعينية يتم تسجيلها في قسم الهدايا والنذور ولدينا فريق متخصص ومتمرس في تدقيق نشاط التبرعات، علماً أنّ التدقيق دوري يومي أو حسب النشاط.

الإستثمار له دور كبير في استقطاب المال لأي دولة أو مؤسسة وهو العمود الفقري لحياتها، أين نجد دور قسم التدقيق في ضبط إيقاع الإستثمار في العتبة؟
الإستثمار كما تعلمون من مسؤولية قسم الاستثمار وشركة فيض القسيم ونحن نعمل بمفهوم التدقيق الخارجي مع شركة فيض القسيم إذ تقع علينا مسؤولية دراسة الجدوى الاقتصادية وبيان مدى امكانية تطبيقها وتنفيذها ومراقبة الأداء.

هل تعملون ضمن نظام معين في التدقيق والمراقبة أم ماذا؟
في التدقيق الداخلي نعمل ضمن مفهوم أدلة التدقيق العراقية والمزاوجة مع معايير التدقيق الدولية المقبولة قبولاً عاماً، وهذه المعايير:
أ‌. المعايير العامة، إذ ينبغي أداء عملية التدقيق بوساطة شخص أو أشخاص لديهم مستوى ملائم من التدريب والمهارة المهنية لأداء وظيفة التدقيق وكذلك بذل العناية المهنية اللازمة بالإضافة الى الالتزام بمبادئ وأخلاقيات المهنة.
ب‌. معايير العمل الميداني الذي يشمل التخطيط وجمع أدلة التدقيق وفحص نظام الرقابة الداخلية.
ج. معايير إعداد التقارير.

خلال مدة وجود هذا القسم هل تمّ كشف بعض الهفوات والأخطاء المالية وتصحيحها؟
للإجابة على هذا السؤال لابد أن نعلم أنّ التدقيق بشكل عام لا يهدف ابداً إلى اكتشاف الأخطاء أي أنّ اكتشاف الأخطاء ليس من أولويات أهدافه بل أن أهدافه هي إبداء رأي فني محايد في العمليات المالية والعمل بمفهوم الرقابة الوقائية ثم العلاجية ثم أخيراً الرقابة الرادعة، وقد تطورت مفاهيم التدقيق على المستويات كافة الإجتماعية منها والاقتصادية والبيئية.

هل أدخلتم أجهزة حديثة متطورة لتكون مُعِيناً لكم على نوعية وكمية العمل المنجز؟
نعم من خلال شعبة التدقيق الالكتروني التي سوف تُكوَّن نواة العمل المستقبلي مع أنه لايمكن الاستغناء عن السجلات والمكاتبات اليدوية لكن سوف نركز على التدقيق الالكتروني الذي سوف يختصر الجهد والوقت والكلفة ويزيد المنفعة.

كلمة أخيرة تحبون توجيهها سواء للمنتسبين أم للزائرين الكرام؟
في الختام لابد من تقديم العرفان الى سماحة السيد الأمين (دام عزه) لثقته العالية وإعتماده على القسم ودعمه المتواصل والمتفاني له ولباقي الاقسام والشكر موصول الى جنابكم الكريم والى جميع الأخوة العاملين في العتبة العلوية المقدسة.
وسوف نبذل قصارى الجهد لخدمة زوار الإمام علي (عليه السلام) من خلال تدقيق الأنشطة التي تقوم بها أقسام العتبة الذي ينعكس أثره على الخدمة التي هي من أولويات أهداف الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة المتمثلة بسماحة السيد الأمين (دام عزه).

نشرت في الولاية العدد 106

مقالات ذات صله