العلاقة بين التلفزيون والرياضة من الناحية الاقتصادية

هشام أموري ناجي

إن تغطية الأحداث الرياضية باتت مادة غنية ووسيلة مريحة لجذب المشاهدين والمعلنين على حد سواء لتحقيق الأرباح بعد ان اصبح التلفزيون مسيطرا ومحتكرا للدورات والبطولات عن طريق العلاقة الوثيقة التي ربطت بينه وبين الرياضة فلم تعد قادرة على الاستغناء عن الواردات التي تحصل عليها من وراء حقوق البث.
فقد دفعت الشركة الناقلة لفعاليات دورة روما الأولمبية عام 1960 مبلغ 14مليون دولار أمريكي وكانت المرة الأولى التي يتم فيها نقل وقائع دورة اولمبية بعد ذلك بدأت تتصاعد مبالغ النقل الى ان وصلت الى اكثر من 100 مليون دولار في دورة لوس أنجلس الاولمبية 1984.
وقد أثيرت مسألة أسعار البث بين التلفزيون والجهات المنظمة للأحداث الرياضية بعد ان ارتفعت العائدات المالية من اعوام 1970م و1980م و1990م تدريجياً وبصورة سريعة الى مبالغ هائلة تقدر بملايين الدولارات وما يتضمنه من امتيازات في هذه الصفات الأمر الذي دفع العديد من الشركات الاعلامية والقنوات التلفزيونية انفسها لشراء أندية رياضية واصبحوا بمثابة أصحاب مشروع القرار الخاص بنقل الأحداث الرياضية ومن ثم خلق امتيازات البث عن احداث معينة تخص الأندية التي يملكونها (مثل نادي ميلان الذي اشتراه رئيس الوزراء الايطالي برلسكوني ونادي مانشستر يونايتد الانكليزي الذي اشتراه روبرت مردوخ احد أباطرة الإعلام في العالم )
إن العلاقة بين التلفزيون والرياضة قائمة على استغلال كل طرف للطرف الآخر بحيث أصبحا يمثلان عنصرين أساسين في الحياة اليومية للإنسان فالرياضة حققت الانتشار والوصول الى شرائح المجتمع المختلفة عن طريق التلفزيون ، كما أصبح نقل الأحداث الرياضية تجارة تدر الأموال والأرباح بفضل ذلك الانتشار ورغبة المشاهدين في مشاهدة الفعاليات الرياضية المختلفة لقد اصبحت بعض الألعاب الرياضية معتمدة تماما على التلفزيون في زيادة الموارد المالية إذ تعتمد كرة القدم الأمريكية مثلاً في 60% من مواردها ولتحقيق تلك الأموال للمؤسسات المنظمة للأحداث الرياضية فان للتلفزيون شروطا خضعت لها هذه من حيث اوقات المباريات و اوقات الاستراحة
إن الحدث الرياضي وعلاقته بالإنتاج التلفزيوني له صفة تصاعدية تتعلق بمنطق المال ويعتمد ذلك على كفاءة العاملين في مجال التسويق التلفزيوني للحصول على حقوق بيع الحدث الرياضي تبعا لحجمه وأهميته إذ ثمة منافسة شديدة ومزايدات مالية ارتبطت بتعدد القنوات الرياضية المتخصصة التي تستخدم البث المشفر الذي تعتمده في تمويلها على رفع الاشتراك السنوي او الفصلي للمشاهدين مقابل الارسال.
وإذا كان التلفزيون متجددا في كل موسم رياضي ويقدم تغطية جديدة ومتنوعة للأحداث الرياضية فان الرياضة ايضا لها احداثها ومبارياتها المثيرة والمستمرة التي توفر مادة برامجية على مدار السنة وبشكل يجعل التلفزيون يبحث عنها لاسيما على المستوى القومي او الدولي إذ إنها تثير ضجة إعلامية وتصبح مدار اهتمام المشاهدين لأنهم لا يستطيعون تجاهلها.

نشرت في الولاية العدد 107

مقالات ذات صله