الحسين مدرسة للقيم الإنسانية

حمو د حسين حمود

الحسين سبيل الاحرار الى العزة والكرامة واقامة العدل والاصلاح.. وهو مدرسة البطولة والتضحية والفداء.. مدرسة للقيم الانسانية بجوانبها كافة، تتعلم منه الاجيال الحياة الحرة الكريمة.. فسيرته الشريفة تبين لمطلعها انها شخصية تستنهض الهمم وتوقظ الضمائر من براثن الخبث والجبن وحب الشهوات وضعف الايمان.

مدرسة كبرى ومنهج لحياة الإنسان
أضاحي بأرض الطهر انبلجت فسامرتها البيض والقنا واستوحت الكرامة من لدن لطيف خبير في ظهيرة موحشة أعتمتها الجهالة المستفيضة بالظلم والرذيلة، انفجرت أحقادها متوارثة الهمجية والعصبية القبلية… إلا ثلة تطهرت بما نهجت من سبل الحق ولثمت من رضاب الصالحين نورا مقدسا مستلهمة من نور الله تبارك وتعالى ما يوصل للخلود الحقيقي.
وأبو الأحرار (عليه السلام) ابن رسول الله (صلى الله عليه واله) ذلك الشامخ في رمضاء كربلاء قد عطر بالدليل موضحاً سبل النهى وتمسكاً بالعروة الوثقى فاستفهم الجمع الحجة ولكن السامري طغى وهوت الفراعنة نفوسهم أسفل سافلين.. فأبوا أن يفهموا الحقيقة فتاهوا في سراب العتمة فاعدموا في نفوسهم الخير وجرى فيهم السحت وعبدوا الشيطان وساء سبيلا.
ثورة الإمام الحسين عليه السلام ـ النهضة الحسينية العظمى ـ طريق إلى السمو والإصلاح الإنساني، كتبها ثلة ممن اخلصوا لله تعالى ترسيخا للقواعد والمبادئ والقيم الإلهية التي جاء بها النبي الأكرم صلى الله عليه واله بعد الردة التي أحدثها اتباع الشيطان والذين اسلموا ولما يدخل الإيمان في قلوبهم فعاثوا في الأرض فسادا وكادوا ان يهدوا الإسلام لولا القربان الذي قدم لإحياء الدين من براثن الأعداء والضالين.
الإمام الحسين عليه السلام مدرسة كبرى ومنهاج لحياة الإنسان، خالدة بتعاليمها وإرشاداتها وعظاتها، شمس هداية تنير الإنسانية، فهو القائل: (ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة، وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حمية، ونفوس أبية، من أن نؤثر طاعة اللئام، على مصارع الكرام، ألا وإني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد وخذلان الناصر)!
أبو عبد الله (عليه السلام) أبى إلا النور درباً ورضا الله تبارك وتعالى أولاً وآخراً فقدّ الطغاة بنهج جده نزيل عرش الله المصطفى الأمجد الرسول المسدد النبي أبي القاسم محمد (صلى الله عليه واله) وما احتوى من أبيه المرتضى (عليه السلام) وعانق الفردوس لتحيا في قداسه جموع المؤمنين ألقاً يمتد في نهج الخلود.
حقق سلام الله عليه الانتصار العظيم على العبودية واليأس…وتمرد الدم على التراب يحكي قصة الايمان، متدرجة الى سلم الارتقاء لرضا الله تبارك وتعالى، فهو راحة القلوب المتعطشة للحب للسلام للامان ..والوصول الى الحقيقة.. وتمرد الدم على التراب.. ولتستفيق الحقيقة من رقدة العابثين والجهلة الذين ودوا لو يسدل السراب نور الله الذي لا يطفا ولو كرهوا..

دم الحسين
تصطك في معترك الطريق ذمة تهظمها الأفاعي أصواتها خانعة ترتجف في ضيقها.. أفنتها الرذائل فتتهامس المهازل آكلة أزمانها من جيف التاريخ.. من بؤر التسافل تكيفت.. حتى هواجسها انبرت في زحمة الطريق وانسلخت من ذاتها يحضنها الجحيم، أكفها يتيمة المقاصد، عاجزة عن أن تقضم النور أو تثلم الفلاح، هيهات … مقصدها دخان، فقد أزهر النور في الضمائر لأنه صوت الصلاح، شمسه مشرقة تموت عند ضلها الرذائل، وتنفتح وتزهر وردة نمائها من الدم الخضيب. يمتد في كل المدى حقيقة وجوهر. بشارة تضيء … أن قد سمت رسالة السماء..
هذا دم الحسين … تألفه النفوس، يفترش أفئدة الخلائق فيبعد طريق الحق الى الله تعالى.

نشرت في الولاية العدد 109

 

مقالات ذات صله