في الاعجاز القرآني

د. خليل المشايخي

إن الاعجاز القرآني نلمسه متنوعا في أنماطه منه ما هو اخلاقي ومنه ما هو تربوي، ومنه ما هو علمي وهكذا.. فالتربوي نلمسه واضحا في قصة يوسف عليه السلام.. أما الاخلاقي فنجده مبثوثا في كثيرٍ من السور القرآنية سواء المكية منها ام المدنية ونعثر عليه في الحكم والمواعظ ونجد ذلك على سبيل المثال لا الحصر في الآيات التي يتحدث فيها لقمان مع ابنه.
وأما العقائدي فنجده في سورة البقرة التي يبهرنا بما فيها من مفاهيم عقائدية عالية.
أما العلمي فنجده يعتمد على الطريقة الاستنتاجية المتبعة في سائر العلوم الطبيعية والانسانية وتحقق ذلك في الربط المنطقي بين الدال والمدلول فالآية هي الدال والظاهرة الكونية هي الدلول.
ان الحالة القرآنية هي التي تنقل الظاهرة الكونية من الواقع المحسوس الى واقع مقروء، والحصيلة من هذه العملية هي الافادة القرآنية من الظاهرة الكونية باوسع نطاق واعلى مدى.
وقد ساعدت السنة النبوية على كشف السور اللبابية عبر الاحاديث النبوية واقوال آل بيته عليهم السلام، من ذلك ما قآله الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله (فاتحة الكتاب أفضل القرآن)(قلب القرآن يس، مركز المصطفى).
وقال صلى الله عليه وآله على سورة يس: (يس قلب القرآن) (بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز: 1/392).
وجاء عنه صلى الله عليه وآله في حديثه عن اية الكرسي (سيدة آي القرآن) (المصدر السابق) وعن سورة التوحيد على انها (ثلث القرآن) (المصدر السابق).
ومن هنا نجد ان تنوع الكاشف من تنوع المواقع، فالفاتحة او يس سورة وهي مقطع، في حين ان الكرسي آيات وهي مقطع ايضا، وعندها تؤخذ بنظر الاعتبار ناحية الاتصال والانفصال لما لها من اثر فعال في كشف النظم وابانة التناسب، فلو وقفنا على المقطع الاول من اية الكرسي سنجده مختلفا عن مقطع القلق في الجزء الثلاثين.. ويمكننا القول ان السورة المقطعية متسورة بلحاظ تماميتها في حين تكون الايات المقطعية (هي المتقطعة من السورة) مفتقرة الى تلك السور فكتاب الله العزيز باساليبه البلاغية انما يخاطب الروح بمنطقها من الوان الكلام لا من حروفه فيقف بالناس على نص اليقين ومقطع الحق.
لذلك دعا الله سبحانه وتعالى الى التدبر في آيات القرآن لكي يتضح وجود وعدم الاختلاف فيه بضم الآيات بعضها الى بعضها الآخر.

نشرت في الولاية العدد 109

مقالات ذات صله