ناحية العباسية ومواكب الولاء والعشق الحسيني

ارشد رؤوف قسام

ناحية العباسية تابعة لقضاء الكوفة محافظة النجف الاشرف وهي منطقة زراعية وفيها نخل كثير ويبلع عدد سكانها اكثر من مئة الف نسمة وفي شهري محرم وصفر تتشح هذه المنطقة بأكملها بالسواد حزناً على ابي عبد الله الحسين عليه السلام فقصة كربلاء تتوقد جذوتها طوال العام في نفوس اهل هذه المنطقة، لقد زرت المواكب فيها وقد وجدت الروح الوثابة عند ابناء هذه المنطقة في اقامة الشعائر الحسينية بكل تفاصيلها في الحسينية العباسية وموكبها الكبير وكذلك موكب الطفل الرضيع وموكب ومضيف السادة آل بحر والسادة الى الذبحاوي وذهبت الى اطراف العباسية حيث منطقة آل مواش ومواكب آل مواش والتقيت بخدمة الحسين عليه السلام من أبناء هذه العشيرة ووجدت التفاني في الخدمة الحسينية ، الاّ أنني توقفت عند مضيف وموكب السادة ال بحر الذبحاوي حيث كانت عندهم شعيرة يمارسونها كل عام في نهار الثالث عشر من المحرم وهي مسرحية ميدانية تمثل قضية دفن الاجساد الشريفة في عرصات كربلاء متخذةً من الساحة الامامية الكبيرة لمضيف ومواكب السادة آل بحر الذي اسسه السيد هاشم آل بحر وولده الشهيد السيد المجاهد محمد آل بحر الذي يذكره جميع اهل العباسية والكوفة والنجف جميعاً بذكر طيب ومشهود له تلك الروح الحسينية المجاهدة والمستمدة من اسوته العظيمة الامام الحسين الشهيد عليه السلام .
التقيت بالسيد عبد الصاحب نجل السيد محمد السيد هاشم آل بحر فقال لي ابتداءً كان والدي السيد محمد السيد هاشم ال بحر من محبي العلم والعلماء وقد التحق بركبهم منذ نعومة اظفاره في الحوزة العلمية حيث عاصمة العلم و حاضرته الدينية النجف الاشرف وهو المولود بناحية العباسية (ابو شوره سابقاً). سنة 1920 ميلادي والذي يعود نسبه الى بحر احد فروع شجرة عشيرة البوذبحك الى الامام علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام جميعاً وكان السيد محمد ال بحر من الخطباء والمبلغين وممثلاً عن المرجعية ووكيلاً لعدد من المراجع في الحوزة العلمية الشريفة حتى كلف ان يكون ممثلاً للمرجعية في مدينة الخالص محافظة ديالى فذهب الى هناك ليترك مكانه في ناحية العباسية .
وقد عانى ما عانى السيد محمد رحمه الله من ملاحقة واعتقال من قبل الانظمة الفاشية حتى فجع بولده السيد على آل بحر بعد ان اعتقل واعدم سنة 1980 ليحتسبه عند الله شهيداً. وعند قيام الانتفاضة الشعبانية كان له دور قيادي بارز وكانت داره ومقره ومضيفه وموكبه محلاً للثوار وقارع النظام الدكتاتوري حتى اذا قمع النظام الوحشي الانتفاضة بلا رحمة غادر العراق مضطراً مع كوكبة من رجال الدين الى ايران ورحل من هناك الى الملكوت الاعلى شهيداً محتسباً من اجل الوطن، وهنا نحن اليوم نحاول ان نقوم بنفس الدور من احياء ذكر الحسين الشهيد عليه السلام ونشر فكره وعدالة قضيته وما هذه الشعيرة (اي شعيرة دفن الاجساد الشريفة) الا جزءً من سلسلة نشاطات الموكب الكبير في العباسية والكل هنا يذكر السيد محمد هاشم آل بحر المؤسس لموكب العباسية .. وقد التقيت بخدمة الحسين مثل الحاج مهدي حمزة الحداد مسؤول المواكب الحسينية في العباسية والشاعر الرادود السيد عبد زيد العرباوي والسيد عبود السيد كاظم الذبحاوي والسيد توفيق الياسري وولده كرار كما التقيت بالحاج رزاق سعيد المواشي والحاج حسين عبد زيد المواشي والرادود عباس المواشي وكذلك الحاج ابو عامر المواشي مسؤول موكب آل مواش في العباسية والمشرف عليه وفي الختام ودعتهم متمنياً لهم دوام الخدمة والشفاعة الحسينية.

نشرت في الولاية العدد 110

مقالات ذات صله