تاريخ التصوير الفوتوغرافي في النجف الاشرف

ارشد رؤوف قسام

ومن الرعيل الاول من مصوري النجف كان المرحوم يوسف الحاج عبود شكر الذي ورث هذا الفن عن والده وكان له استديو (المصور العربي) وكان الكثير من رجالات النجف تصور عنده وكذلك كان يصور الطلبة في المدارس صور شخصية تعتمدها المدارس وقتها، وكان من تلاميذه المصور المحترف (جواد نقش) وكان المصور عباس الحاج اسماعيل الشكرجي وهو شقيق المصور محمد الحاج اسماعيل الشكرجي وقد تتلمذ على يديه فترة طويلة.
واستفاد من عمله مع اخيه وكان طالبا في المدرسة حتى تمكن من فتح محل له للتصوير اسمه (فينوس) في عام 1959 منفردا عن اخيه، ومن المصورين القدماء الذي كان مدرسا للغة العربية هو محمد باقر محمد حسين الغروي وكان مثقفا يجيد عدة لغات الى جانب العربية منها الفارسية والتركية والانكليزية وكان مهنيا مصورا بارعا.
وكذلك من محترفي فن التصوير والبارعين في المهنة مثلا كان وهاب الظالمي صاحب (استوديو النجف) وكذلك المرحوم المصور البارع زهير ناصر شكر (استوديو بابل) الذي افتتحه عام 1957م ومارس المهنة لمدة طويلة وصور العديد من الشخصيات وكذلك المناسبات المختلفة في المدينة وكانت له نوادر الصور.
ومن المصورين القدماء ايضا في المهنة المصور فرحان البغدادي صاحب محل (استوديو الخيام) وكذلك ابراهيم جمال (استوديو ابراهيم) وكذلك المصور جواد رضا عبد محمد القزويني (استوديو دنيا الحديث) وكذلك صاحب (استوديو الرسالة الخالدة) محمد طاهر باقر، وكذلك صاحب (استوديو نينوى) سليم عبد الحسين الخليلي فجميعهم محترفين واصحاب ذوق وفن في مهنة التصوير.
وهنا لا يمكن ان ننسى دور الحاج نوري الشيخ عبد الرضا الفلوجي صاحب استوديو (المصور الفني)الذي يعدُّ من اقدم المصورين المحترفين في النجف حيث مارس التصوير كحرفة في مدينة الكوفة ثم انتقل في العام 1933 الى الديوانية ثم عام 1940 الى النجف ليزاول مهنة التصوير بفن وذوق كبير وله ارشيف كبير ولا يزال تراثه محفوظا من الصور النادرة حتى يعدُّ الحاج نوري الفلوجي المصور الوحيد في تصوير الملوك والرؤساء عند زيارتهم للنجف.
وقد سعى السيد نوري الفلوجي الى تشكيل مدرسة في فن التصوير الفوتوغرافي وكان سباقا في تصوير وتوثيق الحوادث والمناسبات وحركة الوفود والزوار وكبار الشخصيات عند حضورهم للنجف الأشرف كما وصور حوادث وشخوص كثيرة خارج النجف في محافظات العراق وحتى خارج العراق ولعل التزامه بالمعايير الفنية والعلمية وتواصله مع كبار المصورين في العالم كان اثره واضحا في تكوين شخصيته الفنية المعروفة وكانت المقولة والحكمة التي يلتزم بها في عمله بالتصوير هي(الحياة فقاعة صورها قبل ان تنفجر) وقد وصفها في لوحة وعلقها في مقدمة محل التصوير الخاص به وقد اورث الحاج نوري الفلوجي المهنة لولده المرحوم الاستاذ عبد الائمة الفولجي الذي جمع بين الدراسة الاكاديمية والحوزوية وكذلك المهنة (فن التصوير) وقد نجح فيها جميعا.
وهنالك الكثير من المصورين في النجف ويستحقون الذكر ولكن لا يسعني ذكرهم على العجالة مثل المرحوم الحاج لفتة الرماحي المصور الشمسي في شارع الطوسي واولاده ابدعوا في المهنة فافتتحوا (استوديو اسعد) وكذلك الفنان المتألق حسين الجبوري وكذلك المصور موجان العابدي والمصور رائد العابدي واعتذر كثيرا من الذين لم اذكرهم سوف اتناولهم في اعداد قادمة بأذن الله.

نشرت في الولاية العدد 111

مقالات ذات صله