معمل الالبسة الرجالية في النجف الاشرف

تحقيق علي الوائلي

يعد معمل الالبسة الرجالية من المعامل المهمة والمصنعة للبدلات المدنية والعسكرية بأنواعها، إذ ان البدلة المدنية تشمل البدلة المطورة الرجالية وكذلك البدلات الجاكيت السبورت والقميص والسروال, اما المنتج العسكري فيتضمن بدلة الدفاع التي تتنوع الى اكثر من بدلة، منها بدلة العرضات وبدلة القيافة وبدلة الطيارين فضلا عن البدلات الداخلية وتتضمن بدلة الشرطة الاتحادية وبدلة المرور وبدلة البحرية وبدلة الدرع, وفي العام 2010 طوَّر المعمل وفتح مشروع جديد هو المشروع الصيني المطور للبدلة المطورة ويشمل البدلة المدنية حيث تعد طاقة المعمل بواقع اربعمئة بدلة يوميا والحمد لله بدانا في هذا المشروع في العام الفين وعشرة وكان تطورا نوعيا في صناعة البدلة وملاءمتها للموضة الجديدة في الاسواق.

يوضح ماهر صاحب مدير المبيعات في المعمل بان معمل الالبسة تأسس في العام 1979، وقد شهد المعمل تطورات كثيرة ومنها اضافة قاعة لانتاج البدلة المطورة وقاعة للدرع الواقي والخوذة ومشروع الالبسة الرجالية الحاصل على شهادة الايزو من احدى الشركات الدنماركية وشهادات من الجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية، ويعمل لدينا اكثر من 1700 عامل من مختلف محافظات الفرات الاوسط وهو يساهم بشكل مباشر في تزويد وزارات الداخلية والدفاع والصحة والتعليم العالي والبحث العلمي، فضلا عن ألبسة الانتاح المدني لمختلف شرائح المجتمع، وساهم المعمل بانتاج الزي الموحد في الجامعات العراقية ونتمنى ان تساهم وزارات الدولة في تلبية احتياجاتها لتعزيز القدرة الاقتصادية للمعمل، فضلا عن تعزيز القوة الشرائية للفرد العراقي العامل عندنا او من خلال سحب اليد العاملة العاطلة، ولدينا موظفو عقود يشتغلون على نظام التمويل الذاتي، وهنا كلما زاد الانتاج ازداد دخل الفرد وبالتالي تشغيل الايدي العاملة في البلاد ونحن نطمح ونتمنى ان يكون المعمل قوة اقتصادية مهمة مضافة للعراق، ولا سيما انا نقوم بتدريب وتطوير كوادرنا فضلا عن حرصنا وسعينا لزيادة الوعي المجتمعي بضرورة اقتناء منتجات المعمل وضرورة مواكبة المعمل للتطور والحداثة في الشارع لتلبية احتياجات المجتمع لتطوير المنتجات, ولدينا خطط في طرح منتج الدشداشة النجفية والبدلة المطورة
اما مشروع الالبسة الرجالية في الشركة العامة لصناعة الالبسة الرجالية في النجف الاشرف فيبين عقيل فرحان مسؤول المشروع بان المشروع مصمم لانتاج اربعمئة بدلة في اليوم وتم انشاء المشروع في العام الفين وعشرة باحدث المكائن والتكنلوجيا والموديلات واستطعنا الارتقاء بالنوعية والمواصفات العالمية والموديلات الاجنبية.
ويواصل عقيل فرحان حديثه حول العقود التي ابرمت مع المعمل بقوله: انه كان هناك تعاون مع العتبة الحسينية والعتبة العباسية بحيث تم خياطة خمسة عشر الف بدلة وكذلك سراويل مفردة بواقع 9 آلاف فضلا عن 13 الف قميص لمنتسبي العتبة الحسينية والعباسية والى الان هناك عقد اتفق فيه على ان الاقمشة تجهز من قبلهم ونحن نقوم بخياطتها وحاليا يوجد عقد بخمسة الاف بدلة بالاضافة الى عقود مع العتبة الكاظمية والعسكريين ومسجد الكوفة ولدينا عقود مع وزارات الداخلية والدفاع ولدينا حاليا عقد مع وزارة الداخلية بثلاث وأربعين الف باركة وبدلة عرضات بواقع 300000 ، وكذلك أبرمنا عقدا مع وزارة الدفاع لتجهيزها بالبدلات التي تحتاجها.
ويضيف فرحان انه: كان في العام الماضي عقد مع وزارة الصحة بحدود ستة مليارات دينار وقد تم انجازه بالتوقيتات المحددة، والان لدينا عقد مع وزارة الصحة بحدود ستة وعشرين مليار دينار وهناك عقود مع وزارة النفط ومصافي البصرة ومصافي العمارة كبدلات عمل ووفق مواصفات محددة للموديل والقماش ضد الحريق ونقشات فسفورية، وعقد لمصافي الوسط لبابل حيث انجزنا خمسة عشر الف بدلة عمل وبدلات للطيارين، واما القطاع الخاص فقد أبرمنا اتفاقيات عمل عدة منها مؤسسة اليتيم التي نفذنا لهم 13 الف سروال و13 الف قميص من الاقمشة التي لديهم وهي من خياطتنا إذ يقومون بتوزيعها على الايتام من شمال العراق لجنوبه ولدينا امكانية للعمل مع اي جهة بشرط ان يكون العقد مربحا لنا ومجزيا لهم، إذ نقدم نحن لهم شقين اما انتاجنا النمطي موديلات حديثة او الجهة المستفيدة هي التي تجلب القماش ونحن نقوم بالخياطة ونصمم له الموديل الذي هم يريدونه.
فيما يؤكد عقيل فرحان مسؤول مشروع البدلة المطورة بان هناك عراقيل ومشاكل تواجه هذا المنتج لعل الابرز منها ان الرقابة الكمركية محدودة و ضريبة المنتج على المستورد قليلة فتجد ان البدلة مطابقة للمواصفات وبسعر خمسة وسبعين الف دينار لكن توجد في الاسواق بدلات باسعار ثلاثين الف دينار او اكثر قليلا وهي ليست بذات المواصفات التي تمتلكها البدلة في معمل الالبسة الى جنب هذه المعوقات فان المعمل وبحسب قوله يواجه مشكلة كلفة الكهرباء الوطنية وكلفة الكاز فتقلل الحصة المخصصة لنا بحيث نضطر الى شراء التجاري ب900 وتسعيرة الكهرباء ايضا حيث كان استهلاكنا للطاقة في الشهر 10 مليون اما الان فيكون ستين مليون او اكثر وهذه كلها ترفع كلفة السعر لقيمة المنتج فلا يواجه المنتج الصيني او التركي الذي يأتي باسعار متدنية، فنريد ان تعامل وزارة الصناعة ليس مثل ما يعامل القطاع الخاص فهناك 1380 منتسبا بين دائميين وعقود.
وبعد التطور الكبير الذي شمل المعمل فانه ضم مشروعا كبيرا ومهما وهو مشروع الدرع والخوذة إذ يشير رئيس مهندسين اقدم ناظم الفتلاوي بانه احد المشاريع الخاصة في معمل الالبسة الرجالية في النجف الاشرف وقد تأسس هذا المشروع في العام 2010 وكان الهدف منه رفد الجهات الامنية وقوى الحشد الشعبي وجميع القوات المقاتلة بجميع الاصناف بالدروع والخوذ وحماية الاليات وكل ما يتعلق بالحماية الشخصية مضيفا بان المشروع مجهز باحدث المكائن والمعدات بهذا النوع من التصنيع وهو تصنيع الخوذة والدروع ومعدات الحماية وان المشروع اصبح جاهزا في سنة 2014 وهو يحتوي على مختبر لفحص المنتجات التي تخرج وهي مطابقة للمواصفات العالمية لان اصل المشروع هو مشروع مشاركة مع شركة بريطانية التي تعمل مع شركة امريكية وهي التي تجهز حلف الناتو بمعدات الحماية ولذلك فان مشروع الدرع يمتلك مواصفات المنتجات المشابهة لمنتجات شركة ارمو شيلد البريطانية التي تجهز حلف الناتو والجيش البريطاني والجيش الامريكي ويعمل باعلى المستويات.
يبين الفتلاوي بان المشروع لم يحصل على العقود التي تمكنه من زيادة منتجاته فيقول: الى الان لا يوجد احد من الجهات الامنية قد تعاقد مع المشروع الا في الآونة الاخيرة فكان هناك عقد مع وزارة الدفاع على الرغم ان وفودا متعددة من وزارات الدفاع والداخلية والجامعات العلمية اطلعوا على ما يحتويه المشروع من معدات وطرق العمل والتنفيذ واشاد الجميع بما فيهم وزارتا الدفاع والداخلية وهناك لجان من وزارة التخطيط لمتابعة تنفيذ المشروع. ويطرح الفتلاوي اسبابا لذلك منها ان بعض الجهات تعزوها للموازنة وقلة التخصيصات فهذه الاسباب التي نسمعها منهم بعدم التعاقد، ولا نعرف الاسباب الاخرى التي لا يصرح عنها وقد خاطبنا وزارة الدفاع بكتب عدة بهذا الصدد.
وحول اهمية دور الاعلام ونقل ما يقدمه هذا المعمل من منتجات وتسويقها على المستوى المحلي او العالمي اشار احمد الطالقاني مدير الاعلام في المعمل الى ان قسم الاعلام ارتأى ان يكون هناك تطوير واضح لتسويق المنتج المحلي ودعم الصناعة الوطنية اشارة الى توجيهات وزير الصناعة والمعادن بان يكون التوجه لدعم المنتج الوطني وتسويقه الى المحافظات الاخرى فعملنا على تخفيض الاسعار مع حلول العام الجديد لتكون الاسعار من خمسة وسبعين الف دينار الى خمس وستين الف للبدلات الرجالية وفق احدث الموديلات ومن قماش خاضع للتقييس والسيطرة النوعية، فيما تم تخفيض البدلة ذات سعر اربعين الف الى خمسة وثلاثين الف دينار تماشيا مع حلول العام الجديد مع طرح منتجنا الجديد في الاسواق المحلية، وهناك بادرة جديدة للمعمل بان وجهنا كتب الى دوائر الدولة كافة بان يكون تجهيز منتسبي دوائر الدولة بالبيع بالتقسيط لمدة اربعة اشهر الى ستة اشهر للدوائر الرسمية وكذلك منتسبي القوات الداخلية والدفاع بالاضافة الى فتح منافذ تسويقية في المحافظة كما تم مفاتحة محافظ النجف الاشرف بان يكون هناك معرض مؤقت داخل المدينة القديمة لعرض منتجاتنا، وان شاء الله سيكون المباشرة بهذا المعرض في الايام القليلة المقبلة وكذلك ارتأينا ان يكون هنالك معرض تسويقي اخر اضافة الى المعرض المقام في المعمل لسهولة وصول المواطن الى منتجاتنا بالتنسيق مع الاسواق المركزية في النجف واستئجار قاعة او قسم من الاسواق المركزية في النجف وهناك ايضا سيكون خصم ونسبة للموظفين الذين يرغبون بتسويق البضاعة, كذلك وجهنا معارض وقتية في جميع الدوائر وعممنا الكتب.
وأشار الطالقاني الى انه : تم زيارة العديد من الفضائيات ووسائل الاعلام المختلفة لمصنعنا، اذ زارت المعمل ووثقت منتجاتنا كذلك تم توصيل فكرة المعمل والمنتج الى الفضائيات وعملنا ندوات في المعمل ترويجية، وكانت هنالك زيارات لاعضاء مجلس النواب والمحافظ وكانت هذه اللقاءات بصحبة المدير العام الذي رافق المسؤولين على مستوى البرلمان والنائب الاول لرئيس البرلمان، وهذه كلها انعكست ايجابيا على المعمل وكانت هناك تطلعات لدعم المنتج الوطني والامكانية التي يمتلكها المعمل والمكننة الحديثة التي بينت ان المعمل يستطيع ان يجهز الدوائر كافة بالمنتجات المطلوبة والمستحدثة.

نشرت في الولاية 112

مقالات ذات صله