انخراط المرأة في مهن مختلفة هل يسقط دورها كأم وزوجة؟

رملة الخزاعي

تزايدت معدلات النساء العاملات في السنوات الاخيرة بشكل ملفت، إذ عملن في مجالات مختلفة ومتعددة بعد ما كانت اعمالهن تنحصر في مجالات تتناسب معها كامرأة كمجال التعليم والخياطة بل كانت معظم الاعمال تنجز في البيت كالإعمال اليدوية التي تشمل الحياكة والتطريز والحرف اليدوية الاخرى، فنرى بعض النساء عملن في كثير من المجالات كبائعة في المجمعات التجارية والمصانع والمحاماة وقد ولدت بعض اعمال النساء ردة فعل لدى افراد المجتمع فمعظم افراد المجتمع لم يرتضوا عمل المرأة في بعض الاماكن لاسيما التي يكون بها احتكاك مع افراد المجتمع، وقد استطلعت مجلة الولاية عددا من الآراء حول هذا الموضوع للوقوف على كثب من نظرة المجتمع للمرأة العاملة في المجالات التي تكون فيها على تماس مع مكونات المجتمع المختلفة.

اراء واتجاهات
بدأنا مشوارنا بلقاء الدكتور الشيخ حسن الدربندي استاذ جامعي قائلاً: ان ضوابط العمل خاضعة للطبيعة الفسلجية والفكرية للمراة، وبما ان طبيعتها تختلف عن الرجل فقد كلفت بمهام تختلف عن مهام الرجل ليس تقليلا لشأنها وانما مراعاة لطبيعتها وتكوينها ومقدار طاقاتها، والدنيا لا تستقيم الا بتعاضد الرجل والمرأة والاصل في عمل المرأة الاباحة وهو ثابت عند كل الشرائع والعقل والاهداف النبيلة يحددان صحة وجودها مع الرجل او فسادها، اما الباحث الاجتماعي جميل البزوني له رأي اخر يقول فيه: انخرطت النساء في اعمال مختلفة نتيجة الحاجة وشيوع ثقافة اثبات الذات عن طريق العمل فصارت تعمل في مختلف الاعمال وبشكل عام النظرة العامة للمرأة التي تعمل في اماكن لا تناسب تكوينها نظرة سلبية من جهة عدم الحفاظ على التوازن في النظر الى المرأة وهي تعمل وسط الرجال، ان التعامل معها فيه الكثير من الاجحاف فقد يقبل الناس بعمل المرأة لكنه يسقطها عن دورها كامرأة وزوجة مثلا عندما نرى حجم العنوسة في الحقل الصحي تجد ان النساء العاملات في هذا الحقل هو الاكبر بين جميع الحقول الاخرى، وكلما كان هناك علاقة مباشرة بين المرأة والعاملين كانت الخسارة كبيرة على مستوى الاجتماعي فتجد المهندسة واستاذة التعليم العالي واقعة في المشكلة الاجتماعية نفسها اما من الناحية الشرعية فان 95% من النساء العاملات يقعن في مخالفات شرعية جهلا او استغلالا، فعلى المرأة ان لا تخسر نفسها كعاملة فتختار العمل الذي تحافظ معه على خصوصيتها ولا تلتفت الى الاصوات التي تشجعها على ترك وظيفتها الاساسية كامرأة واذا عملت وهناك مجالات بحاجة للمرأة عليها ان تحافظ الحدود الشرعية وان تجبر المجتمع يغير نظرته الى المرأة العاملة، واختلفت معه في الرأي الاعلامية سندس الكوفي إذ قالت: ان المرأة نصف المجتمع ولها دور كبير وعليها ان تمارس دورها بشكل حقيقي في كل المجالات ولكن عليها ان تحافظ على الحدود الشرعية وما يفرضه العرف العام، والمرأة قادرة على اداء جميع المهام لان لها قدرة على ذلك وهذا لا يتعارض مع كونها ام وزوجة.
عملي سبب عنوستي
فيما قالت زهراء بدر موظفة مبيعات في احد مجمعات الملابس: ما المانع ان تعمل في الاماكن التي تحتك بها مع كل مكونات المجتمع اذا كانت تحافظ على حجابها وعفتها والتزمت بجميع الضوابط الشرعية ما الفرق بينها وبين المعلمة والموظفات الاخريات، لماذا ينظر المجتمع لنا نحن العاملات في هكذا اماكن نظرة احتقار وكأننا ارتكبنا جريمة، صحيح هناك ممن لم تلتزم بالضوابط الشرعية والاعراف الاجتماعية لكن هذا غير مسوغ لهذه النظرة لسنا اقل شأنا من أية موظفة اخرى، (أ.س) اعمل في نادي كنادلة اقدم الخدمات لرواد النادي وشكل عملي هذا الكثير من المتاعب وبخاصة الاتهامات التي توجه لي حتى من اقربائي انا مضطرة للعمل في هذه المهنة كونها توفر لي مبلغا محترما اعيش به مع امي واخواتي الصغار بل صارت هذه المهنة سبب عنوستي لا احد يتقدم لخطبتي ابدا، حتى الذي يتقدم بعد ان يطلع على طبيعة عملي يذهب ولا يعود، مادام عملي شريف واني ملتزمة بحدودي لماذا المجتمع يحتقرني، لكن انا مستعدة لمواجهة كلام المجتمع فأنا لم ارتكب خطأ
(أ-ن) استاذة حوزوية : خالفتها في الراي تماما تقول: ليس كل مكان صالح لعمل المرأة هناك بعض الاعمال تحط من قدرها ومكانتها وبعض النساء للأسف مقتنعة تماما ولا تقبل نقاشا او رأيا في حين هي خالفت معظم الحدود الشرعية والعرفية فمن يقبل مثلا ان تبقى زوجته او ابنته في وقت متأخر من الليل وهي في احد المراكز التجارية (المولات) التي يرتادها الصالح والطالح، ومن يقبل ان يتزوج فتاة تمتهن تعمير الاركيلة في (الكوفي شوب) او المقهى وان كان نسائي، حتى من ينادي بحرية المرأة في داخله لا يتقبل هذا الشيء والدليل لو عرضنا عليه ان تعمل ابنته او زوجته هذا العمل لا يقبل، مصطفى حديد/ محامي اتفق معها في الراي قائلا: انطلت الكثير من الحيل على نسائنا فصار تعمل مختلف الاعمال التي تحط من قدرها ومركزها الذي كرمها الله به لان اعظم تكريم ان جعلت المرأة ام والجنة تحت اقدامها جعلوها تغيير نظرتها لهذا الواجب المقدس وترى ان بناء شخصيتها واثبات وجودها في العمل خارج المنزل، ولكن تعدى ذلك الامر الى ان جعلوها تمتهن مهن وضيعة جدا حتى صارت الامور المحرمة كأنها امور عرفية وصارت تبني علاقات زمالة مع الرجال الغرباء بحجة العمل وهكذا جرت شيئا فشيئا الى اقتنعت بقناعات لا يرتضيها الشرع ولا العرف بل لكثرتها تقبلها الناس وصارت عرفا .
قناعات جديدة
التربوية زينب فوزي: ترى ان المرأة سابقا كانت تحمل قناعات جعلت منها محفوظة الكرامة في حين انعكس الامر اليوم تماما تقول: المجال التعليمي والتربوي سابقا كانت العاملة فيه قدوة لطالباتها وطلابها اما في الوقت الحالي صار الامر مرعبا نتيجة الابتعاد عن العادات والتقاليد الاصيلة التي تتماشى مع الشريعة فصارت المعلمة تعمل في مجالات اخرى بالإضافة الى ممارستها التعليم مثلا احدى التربويات تعمل بعد المدرسة في صالة للحفلات كنادلة، وان كانت الصالة للنساء وملتزمة بالضوابط الشرعية الا انه عمل لا يليق بتربوية تخرج اجيال، هذه المهنة تتعارض مع مهمتها كمربية، وعلى المجتمع ان يستنكر هكذا حالات كونها تحط من مقدار نفسها اولا ومن مقدار الجانب التربوي والتعليمي، وافقتها في الرأي المهندسة زينب عذاب : تقول هناك بعض النساء قللت من انفسهن بممارستهن بعض المهن وهن غير محتاجات لها نقول نعذر من كانت تعاني من العوز المادي لكن المشكلة فيمن تتمكن مادية وتقوم ببعض الاعمال غير المقبولة اجتماعيا وحتى في بعض جوانبها اشكال شرعي نحن نعلم كيف انتشرت قاعات اقامة المناسبات في العراق بعامة وفي النجف بخاصة وبعضها لا تراعي الجوانب الشرعية مطلقا خاصة العاملات في هذه الصالات هن من النساء المتعلمات المطلعات مثلا من المخجل ان تعمل امرأة في احدى القاعات الخاصة بالحفلات كمشغلة لجهاز الموسيقى المحرمة، هذا من الامور التي تهبط من مقدار المرأة وتغضب الله تعالى.
نهاية المطاف
ان الشريعة الاسلامية لا تعارض عمل المرأة تماما بل وضعت حدوداً وضوابط لخروجها من بيتها واذا ما التزمت بتلك الحدود فازت بالدنيا وارتفع شأنها وفازت برضا الله تعالى، فقد راعت الشريعة امكانياتها وقدراتها ورغباتها التي تتوافق مع طبيعتها كأنثى، وممن ينادون بحرية المرأة حاولوا التعتيم على الحدود التي وضعتها الشريعة التي لم تترك صغيرة ولا كبيرة الا وقننتها وقضايا المرأة وضع لها قوانين وضوابط حفظ كرامتها وراعى وضعها فمجال الطب مثلا اتاح للمرأة العمل به ووضع لها حدود وضوابط تراعى كرامتها ومكانتها وعفتها وهكذا في التعليم لكن هناك مجالات لا يمكن للمرأة ان تحافظ على ضوابط الشريعة معها فتدخل في احراجات كثيرة وتتجاوز الحدود التي رسمتها الشريعة والعرف الاجتماعي لذا عليها ان تكون حكيمة في اختيار العمل المناسب وان تتجنب الاعمال التي تخرجها عن عالمها الانثوي وتبعدها عن وظيفتها الاساسية وتكون سببا في الغضب الالهي، وعليها ان تعي ان الله جعل لها حقوق وفرض عليها واجبات وجميعها راعى فيها خصائصها الجسمية والنفسية وهذا ما اكدته الدراسات الحديثة إذ اثبتت ان جسد المرأة خلق متلائما تماما مع وظيفة الامومة ونفسيتها هيئت للتربية وهذا الدور هو ليس بالدور الهين ففيه ما فيه من متاعب ومشاق ويستحيل ان يأخذ دورها الرجل لهذا الشريعة اوكلت للرجل مهمة اعالة (النفقة).

نشرت في الولاية العدد 114

مقالات ذات صله