المرأة بين واجبات البيت وضغوطات العمل

رملة الخزاعي

دخلت المرأة في ميادين العمل وصارت تعمل في مختلف المجالات (التعليم، الطب، الاعلام، الادارة، الصناعة، التجارة ….) وقد حققت نجاحا ملحوظا في مختلف المجالات الا ان هذا النجاح اظهر مشكلات جديدة في الوسط العائلي والمجتمعي انعكس على الزوج والابناء، إذ سبب خروجها الى العمل مسؤوليات اخرى اضافة الى مسؤوليتها الاساسية التي انيطت بها كأم وزوجة وكثير من الاسر فقدت توازنها بسبب خروج الام الى العمل والأسرة بصورة عامة داخل المجتمع، ومهما كانت دوافع خروج المرأة للعمل سواء كانت ظروف اجتماعية او اقتصادية الا انها أحدثت الكثير من العقبات في طريق بناء الاسرة، فمسؤوليات المرأة في البيت كثيرة تبدأ بمهمة التربية وهي الاهم والاعمال المنزلية وهذه مسؤوليات جسيمة وكبيرة تحتاج جهد ووقت فكيف للمرأة ان تحقق التوازن بين عملها خارج المنزل وداخله وكيف تتغلب على مشكلات الخروج الى العمل؟

في هذا العدد من مجلة الولاية استطلعنا اراء بعض العاملات وغير العاملات لنتعرف على معاناتهن وكيف يوازنن بين البيت والعمل؟

الموازنة والتخطيط للواجبات
تقول المحامية زهراء الخزرجي :ان التغييرات الطارئة على مجتمعاتنا وخاصة التغيير بالجانب الاقتصادي فرض على اغلب النساء الخروج للعمل فمتطلبات الحياة كثيرة وتحتاج ميزانية كبيرة خاصة اذا كان في العائلة اكثر من ثلاثة ابناء لكن المرأة الذكية تستطيع ان توازن بين عملها وبيتها وذلك بوضع برنامج منظم لكل مهامها، وقد اعتمدت في حياتي برنامج منظم ولم اواجه أي صعوبة ولم يحدث أي تقصير لا في عملي ولا في بيتي.
اما الدكتورة زينة علي استاذه جامعية تقول: اصبح العمل من الامور الضرورية للمرأة في الوقت الحاضر لأنه اثبات لذاتها ويعبر عن قدرتها، وفي الوقت نفسه فان بيتها مهم واسرتها فوق كل شيء واذا كانت المرأة على قدر من الوعي والخبرة في الحياة ستتمكن من الموازنة بين بيتها وعملها عن طريق دراسة وقتها وتقسيمه حسب مهامها في البيت والعمل ونرى الكثير من النساء الناجحات في اسرهن واعمالهن نتيجة درايتهن ومعرفتهن وحكمتهن في تنظيم الامور.

خيار العمل المناسب
وعلي صعيد ذي صلة تقول المعلمة آمنة الحسن: لدي بيت واسرة واعمل في المجال التعليمي ومن خلال تجربتي ارى ان المرأة قادرة على ادارة بيتها وعملها في آن واحد لكن ليس كل عمل هناك اعمال تتعارض مع واجبات الاسرة لطيلة ساعات دوامها او لأنها ترهق المرأة كالعمل في الشركات مثلا والمصانع، فمهنة التعليم انسب عمل للمرأة التي تريد ان تحقق نجاحا في بيتها وعملها والمرأة اللبيبة تستطيع ان تحدد العمل الذي يسبب فشلها في البيت.
وفي مجال عمل آخر قالت الممرضة نور حسن : انا اعمل في مجال التمريض في المستشفى وقد واجهت صعوبات كثيرة نتيجة ساعات الدوام الطويلة، كل وقتي امضيه في المستشفى، ولا استطيع ترك عملي لان المجتمع يحتاج لمثل مهنتي النبيلة هذه فضلا عن حاجتي لها، ورغم العراقيل والصعوبات التي تواجه اسرتي نتيجة عملي الا انني استطيع ان أتخطاها، وبمساعدة زوجي سأتمكن من النجاح في بيتي وعملي.

العمل سبب المشكلات الاجتماعية
بعدما انتهينا من اراء العاملات وكيفية تقسيمهن لأوقاتهن بين العمل والبيت وتفادي المشاكل، قالت المواطنة رضية محمد حسن العاملة في صناعة الأطعمة: عملت في أماكن عديدة الا انني رأيت انسب عمل لي ان اصنع الاطعمة في بيتي وأسوّقها الى المحلات التجارية كون هذا العمل يجعلني وسط اسرتي ارعاهم واطفالي تحت نظري ومن خلال اعمالي السابقة في الدوائر رأيت ان المرأة يستحيل ان تسيطر على بيتها واسرتها وعملها ولا يمكن ان تنجح في كلاهما فهي اما ان تحقق النجاح في عملها على حساب اسرتها او بالعكس ولولا الحاجة للمال لما عملت حتى في بيتي ولتفرغت تماما لأسرتي.
اما فاطمة منير وهي مدرسة حوزوية عبرت عن هذا الموضوع قائلة : بعد ان كبر ابنائي خرجت للعمل وعملي ليس يومي انا اعمل 3 ساعات لمدة ثلاث ايام في الاسبوع، ورغم ان ابنائي في الجامعة لكن خروجي احيانا يسبب ثغرة في البيت، والاساس للمرأة ان تهتم ببيتها واسرتها، لان خروج المرأة للعمل سبب الكثير من المشكلات الاجتماعية التي تهاون بها المجتمع ولو رجعنا الى اكبر المشكلات الاجتماعية لوجدنا سببها تقصير المرأة، مثلا مشاكل المراهقين وانحرافاتهم سببها اهمال الام وعدم متابعة ابنائها، المرأة المثالية من تلتزم ببيتها وترعى اسرتها لتخرج جيل صالح.
وفي آخر مطاف حديث الامهات تقول ام الهدى الحسيني وهي ربة بيت: اكملت دراستي وتزوجت وتفرغت لبيتي واسرتي وكان هذا الاتفاق مع زوجي في بداية حياتي، إذ طلب مني ان اتفرغ تماما لبيتي وانا قبلت ولكن لم اقتنع تماما بالأمر ولكن بعد سنوات من اطلاعي على مشكلات النساء العاملات وتدهور صحتهن حمدت الله على هذا القرار فانا في راحة نفسية تامة وابنائي متفوقين في الدراسة وزوجي راضي عني تماما وانا استمتع كثيرا بمهامي البيتية ولو أتيحت لي فرصة عمل لا اعمل وسأكتفي بمهامي المنزلية.

أزواج وحاجات وآمال
بعد ان استطلعنا آراء الامهات وبينا آراء العاملات وغيرهن نستطلع الآن آراء الازواج، فيقول المعلم الجامعي حسن محمد حسن: هناك بعض الاعمال يجب ان تتصدى لها المرأة كالتعليم والتمريض وامور اخرى المجتمع يحتاج النساء فيها، لكن ليس كل عمل يناسب المرأة، بعض الاعمال تتنافى مع قيم وعادات مجتمعنا اضافة الى انها لا تتناسب مع طبيعة تكوينها كامرأة، فمثلا هناك بعض الاعمال ترهقها وتستنفذ طاقاتها وهذا ينعكس على اسرتها، وانا ضد العمل الذي يأخذ المرأة عن بيتها.
اما فيصل فلاح وهو موظف يقول: اذا استطاعت المرأة ان توازن بين عملها وبيتها ما المانع من عملها، خاصة وفي السنوات الاخيرة اثبتت المرأة جدارتها في مجالات عديدة فكم من طبيبة اوصلت اولادها الى ما وصلت اليه من نجاح وتفوق، العمل يجعل من المرأة اكثر وعي ومعرفة وبمساعدة الزوج تستطيع ان تتخطى كل المصاعب وتنجح في مسيرتها البيتية والعملية.
ويقول الكاسب عقيل كاظم: قديما كانت مشاكل الاسرة قليلة ونادرا ما نسمع عن انفصال زوجين وتشتت شمل عائلة لكن في السنوات الاخيرة تفشت المشاكل الاسرية بشكل مرعب حيث حالات الطلاق وحالات هجر الزوجة نراها ونسمعها يوميا واحد اسبابها خروج المرأة من البيت ودخولها معترك الحياة مما جعلها متمردة جريئة نتيجة الاختلاط وكثرة التعامل مع الرجال وانا ضد عمل المرأة، الله تعالى اوجب النفقة على الرجل لتبقى المرأة معززة مكرمة

اخر المطاف
ان المرأة العاملة تواجه العديد من المشكلات منها وأهمها ضغوط العمل وطباع العاملين وطول ساعات العمل، حيث تسبب لها هذه الامور مشاكل نفسية وإرهاق بدني مما ينعكس على اسرتها، لكن ليس كل عمل تمارسه المرأة له نتائج سلبية هناك بعض الاعمال تناسب المرأة ولا تبعدها عن اسرتها ولا تجعلها تقصر في اعمالها والمرأة الناجحة تستطيع ان توازن بين عملها وبين بيتها بذكائها وحنكتها ولكن على المرأة ان تعمل وفق قاعدة الأولى فمن أولويات المرأة أسرتها وباقي الأمور ثانوية اذا تعارضت مع بيتها فعليها ان تقدم أسرتها على كل شيء.

نشرت في الولاية العدد 115

مقالات ذات صله