المسلسلات في شهر رمضان سوقٌ رائجة

رملة الخزاعي

ان الدراما لها اثر كبير على الانسان فهي بقدر ما هي جاذبة ومصدر ترفيه لها تأثير كبير، فالقصص الدراما بمختلف انواعها وهي احد الادوات الجاذبة التي توصل مفاهيم وافكار للذهن دون ان نشعر، لهذا نرى اغلب القنوات التلفزيونية تركز على الجانب الدرامي لإيصال ثقافة ما او فكرة ومن الامور التي يغفل عنها الكثير انه اصبح متلقي جيد للمادة المعروضة من خلال المسلسل الذي يعرض فكثير من العوائل صغار وكبار تتابع المسلسلات الدارمية غير ملتفتة الى حجم خطورتها وخاصة العوائل التي تدمن المسلسلات في شهر رمضان.

شهر رمضان والمسلسلات
ومن الامور الملفتة ان بعض المؤسسات الاعلامية تعمل سنوات جاهدة لانتاج مسلسل درامي يحكي قصة ما في باطنها الكثير من المعاني التي يريد بها ايصال ما يريد بل اصبح شهر الطاعات سوقا للمسلسلات وغالبا ما تغفل بعض الامهات ان طفلها يتابع معها هذا المسلسل الذي له تأثير كبير عليه، مثلا نجد اغلب المسلسلات تركز على جوانب بعيدة عن عاداتنا وتقاليدنا وديننا كالملابس التي صارت شاباتنا تقلد ما يعرض في سوق المسلسلات والام من كثرة مشاهدة ما يعرض في الدراما صار لديها مظهر ابتنها مألوف حتى لو خالف الشريعة والاعراف الاجتماعية وهذه احد اكبر الامور السلبية التي اثرت بنا دون ان نشعر هذه الاسباب واسباب اخرى دعتنا لإجراء مجموعة استطلاعات على مجموعة من النساء من مختلف الثقافات والاعمار

آراء ومفاهيم
زهراء رشيد (تربوية متقاعدة ): ان للمسلسلات اثرا كبيرا لاسيما اذا كان المحتوى يشجع على الفضائل ما المانع ان نتابعه حتى لو في شهر الطاعات لكن الغريب ان بعض العوائل تسمح لأبنائها ان تتابع مسلسلات تشجع على الرذيلة والتعري وهذه مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الام اولا ثم الاب فهو المسؤول عما يتابعه ابناؤه فالتلفاز صار شريكنا في التربية علينا ان نراقب ما يراه ابناؤنا كي لا يتربوا على الخطأ.
زينب فخر الدين ترى ان الاعلام المغرض يحشد جيوشه في شهر رمضان شهر الرجوع الى الله كي يبعدنا عنه تعالى لهذا نرى الكثير من المواد الاعلامية من خلال مسلسلات رمضانية تهدم الاسرة وتهدم شخصية المراهقة والمراهق بالتحديد كونهم يستهدفون العائلة بطرق واساليب ذكية كي يتمكنوا من سلخنا عن ما تربينا وامنا به لذا الحذر الحذر مما يعرض خلال شهر رمضان يجب ان لا نضيع فرصة الانابة الى الله ونستبدلها بمسلسلات هادمة لنا.
وتقول الدكتورة امل الهر: ان ما يعرض في شهر رمضان من عروض درامية وكوميديا تسلخ الانسان عن روحية هذا الشهر وتجعلنا نتعلق بامور تافهة بدلا من استغلال اوقاتنا بالعبادة وصلة الارحام والجلوس مع الاسرة وزيارة الجيران ، مما يؤسف له بعد الاذان بدقائق وعلى مائدة الافطار تشاهد الاسرة المواد الاعلانية الماجنة والدراما التي تمثل معول هدم للبنية الاخلاقية، لا اقول نبتعد تماما عن التلفاز لكن نختار ما هو جيد ولا يمس قدسية الشهر ولا يذهب بروحيتنا.

آراء مخالفة
أكدت ضي عماد (طالبة كلية): ان شهر رمضان شهر عبادة لكن لا مانع ان نتابع المسلسلات والبرامج الرمضانية للترفيه عن النفس ونحن نعلم ان نفسية الصائم تحتاج إلى ترويح والمنفذ لنا هو التلفاز ونحن متربين على الاخلاق ونميز الصالح من الطالح ما المانع اذا تابعنا مسلسلا او برنامجا هادفا.
ومن جانب اخر قالت الطالبة زهور علاء: في رمضان يكون لدينا هوس لمشاهدة ما يعرض خلالها من مسلسلات وبرامج ومسابقات نحن نعلم انها مضيعة للوقت لكن نحتاج الى ما يخفف عنا قليلا ويدخل البهجة على قلوبنا وان كانت بعض المسلسلات تحمل الكثير من الامور الخاطئة ونحن من يقرر ماذا نتابع ونحن نتحمل نتائج قراراتنا ووزرها ايضا.
وفي رأي آخر ترى جيهان هليل (ربة بيت) ان ما يعرض خلال شهر رمضان من مسلسلات هو جانب ترفهي خلال فترات الصوم وتقول: ان ما نشاهده للتسلية فقط لأننا عارفين الصح من الخطأ ولا تؤثر فينا موادهم المعروضة لأننا نحمل قيم اخلاقية وعقيدة تجعلنا متحصنين ومبتعدين عن كل ما نراه ونسمعه ان كان يخالف تربيتنا الدينية الصحيحة.

نتائج واسباب
ان اغلب المسلسلات ينتجها اناس لديهم اهداف مسمومة يريدون ايصالها لعوائلنا المسلمة وقد سخروا الاموال والطاقات لأجل تحقيقها وقد استغلوا شهر رمضان لأجل ان يحققوا اهدافهم حتى صار اتجاه الكثير من النساء متابعة ما يعرض في شهر رمضان بل بعضهم ادمن المسلسلات في الشهر الفضيل وبدلا من ااستغلال الشهر في برنامج عبادي تتجه الى متابعة امور اغلبها سلبيات على واقعنا فالمسؤولية الكبيرة تقع على الام والاب تجاه ابنائهم وهكذا الزوج مسؤول عن زوجته قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) وشهر رمضان شهر غفران وطاعات وابواب الجنان مفتوحة فلماذا نطرق ابواب النيران.

نشرت في الولاية العدد 117

مقالات ذات صله