الامام أمير المؤمنين(عليه السلام) على لسانه


حمود حسين الصراف
أمير المؤمنين وسيد الوصيين الامام علي بن أبي طالب(عليه السلام) الذي حبه عبادو، منهجه الاسلام.. شخصيته (عليه السلام) هي مكمن الأسرار الإلهية وعيبة الأنوار الربانية، مع ال البيت عليهم السلام، الذين لا يبلغ مستواهم أحد مهما بلغ من العلم والشرف والفضيلة.. حيث قال (عليه السلام): (لا يقاس بنا من الناس أحد، فينا نزل القرآن وفينا معدن الرسالة)، وقال أيضاً: (.. إنه لا يقاس بنا آل محمد من هذه الأمة أحد ولا يسوي بنا من جرت نعمتنا عليه نحن أطول الناس أضراساً ونحن أفضل الناس أنفاساً ونحن عماد الدين بنا يلحق التالي وإلينا يفيء الغالي ولنا خصائص حق الولاية فينا الوصية والوراثة وحجة الله عليكم).
حياته عليه السلام:
دستور للعباد في معرفة ما حلل الله تعالى وحرم فهو عبارة عن تجسيد للقوانين الإلهية بحياته المباركة وتجسيد للرسالة المحمدية، وما عسى لأحد أن يقول في شخصية فريدة بعد النبي (صلى الله عليه واله)، فهو كما قال (عليه السلام): (إني ولدت على الفطرة وسبقت إلى الإيمان والهجرة، قد علمتم إني أولكم إيماناً بالله ورسوله، أحببت رسول الله وحدي ولم يخالجني في ذلك شك أنا أول المؤمنين إيماناً، كنا أهل بيت أول من آمن به وصدق بما جاء به ما أعلم أحد من هذه الأمة بعد نبيها عبد الله قبلي، لم يسبقني إلا رسول الله بالصلاة، ألا إني عبد الله وأخو رسول الله وصديقه الأول صدقته وآدم بين الروح والجسد، لا نزلت برسول الله (صلى الله عليه واله) شديدة قط إلا قال: أين أخي علي؟ أين سيفي؟ أين رمحي؟ أين المفرج غمي عن وجهي، وايم والله لقد كنت من ساقتها حتى توالت بحذافيرها حتى استوسقت في قيادها).

اول من امن:
فهو اول من آمن بالله ورسوله واول من عبد الله ووحده واول من صلى مع رسول الله (صلى الله عليه واله)،: انه (عليه السلام) هو الصديق الأكبر.
قال عليه السلام: (قد علمتم اني أولكم ايمانا بالله ورسوله. اني اول مؤمن بك يا رسول الله. أجبت رسول الله (صلى الله عليه واله) وحدي لم يتخالجني في ذلك شك.
وقال عليه السلام: قد علمتم اني أولكم ايمانا بالله ورسوله.. وقال: (ولقد كنت معه صلى الله عليه وآله لما أتاه الملأ من قريش فقالوا له: يا محمد، انك قد ادعيت عظيما لم يدعه آباؤك ولا أحد من بيتك، ونحن نسألك أمرا إن انت أجبتنا إليه وأريتناه، علمنا أنك نبي ورسول، وإن لم تفعل علمنا أنك ساحر كذاب. فقال صلى الله عليه وآله: وما تسألون ؟ قالوا: تدعو لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها وتقف بين يديك. فقال صلى الله عليه وآله: إن الله على كل شئ قدير، فان فعل الله لكم ذلك، أتؤمنون وتشهدون بالحق؟ قالوا: نعم. قال: فاني ساريكم ما تطلبون، واني لأعلم أنكم لا تفيئون الى خير، وان فيكم من يطرح في القليب ، ومن يحزب الأحزاب. ثم قال صلى الله عليه وآله: يا أيتها الشجرة إن كنت تؤمنين بالله واليوم الآخر، وتعلمين أني رسول الله فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يدي باذن الله. فو الذي بعثه بالحق لا نقلعت بعروقها، وجاءت ولها دوي شديد وقصف كقصف أجنحة الطير، حتى وقفت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله مرفرفة، والقت بغصنها الأعلى على رسول الله صلى الله عليه وآله، وببعض أغصانها على منكبي، وكنت عن يمينه صلى الله عليه وآله. فلما نظر القوم الى ذلك قالوا – علوا واستكبارا -: فمرها فليأتك نصفها ويبقى نصفها. فأمرها بذلك، فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال وأشده دويا، فكادت تلتف برسول الله صلى الله عليه وآله. فقالوا – كفرا وعتوا -: فمر هذا النصف فليرجع الى نصفه كما كان. فأمره صلى الله عليه وآله فرجع. فقلت أنا: لا إله إلا الله، اني أول مؤمن بك يا رسول الله، وأول من أقر بأن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تعالى، تصديقا بنبوتك، واجلالا لكلمتك. فقال القوم كلهم: بل ساحر كذاب، عجيب السحر، خفيف فيه، وهل يصدقك في أمرك إلا مثل هذا! يعنونني).
مر عليه السلام بقوم يدعون فقال: (ادعوا لي، فانه امرتم بالدعاء لي، قال الله عز وجل: (والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان) وأنا أول المؤمنين ايمانا).
ما قاله رسول الله صلى الله عليه واله في منزلته:
معاشر الناس من أحسن من الله قيلا وأصدق منه حديثا؟ معاشر الناس إن ربكم جل جلاله أمرني أن أقيم لكم عليا علما وإماما وخليفة ووصيا وأن أتخذه أخا ووزيرا، معاشر الناس إن عليا باب الهدى بعدي والداعي إلى ربي، وهو صالح المؤمنين، ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال: إنني من المسلمين: معاشر الناس إن عليا مني، ولده ولدي، وهو زوج حبيبتي، أمره أمري ونهيه نهيي، معاشر الناس عليكم بطاعته واجتناب معصيته، فإن طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي، معاشر الناس إن عليا صديق هذه الأمة وفاروقها ومحدثها، إنه هارونها ويوشعها وآصفها وشمعونها، إنه باب حطتها وسفينة نجاتها، إنه طالوتها وذو قرنيها، معاشر الناس إنه محنة الورى والحجة العظمى والآية الكبرى وإمام أهل الدنيا والعروة الوثقى، معاشر الناس إن عليا مع الحق والحق معه وعلى لسانه، معاشر الناس إن عليا قسيم النار لا يدخل النار ولي له ولا ينجو منها عدو له، وإنه قسيم الجنة لا يدخلها عدو له ولا يزحزح عنها ولي له، معاشر أصحابي قد نصحت لكم وبلغتكم رسالة ربي ولكن لا تحبون الناصحين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

في ظلاماته:
قال السيد الرضي: كان أمير المؤمنين عليه السلام يحدث يوما بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله، فنظر بعض القوم الى بعض، فقال عليه السلام: (ما زلت مذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله مظلوما، وقد بلغني مع ذلك أنكم تقولون اني أكذب عليه! ويلكم أتروني أكذب؟! فعلى من أكذب؟! أعلى الله؟! فأنا أول من آمن به، أم على رسوله؟! فأنا أول من صدقه..).
وفي غصبه من الخلافة التي اقر بها الله ورسوله وموضحا صبره على ما آل اليه القوم وذلك في خطبة له والمعروفة بالشقشقية: أما والله لقد تقمصها فلان وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى، ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير، فسدلت دونها ثوبا وطويت عنها كشحا، وطفقت أرتأي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير، ويشيب فيها الصغير، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى فصبرت وفي العين قذى، وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا..

قوله فيمن قتله:
روي أن ابن ملجم أتى الكوفة لقتل الإمام علي عليه السلام ففطن به وأتي به إلى علي فقيل له إنه يريد قتلك، فقال الإمام علي عليه السلام لا أقتله قبل أن يقتلني، ولأنهم إذا كانوا مع الإمام وتحت قبضته وأحكامه تجري عليهم لم يحل قتالهم وإن كانوا معتقدين خلاف قوله، ألا ترى أن المنافقين كانوا على عهد النبي عليه وآله السلام معروفين مشهورين بأعيانهم وأنسابهم وأسمائهم، وينزل فيهم القرآن، ولم يقتلهم النبي صلى الله عليه وآله وإن كان يعلم منهم ما يعتقدونه، وكف عنهم لإظهار الشهادتين فرفع السيف عنهم بهذا الظاهر، ولم يتعرض لما يستنبطونه.
ولما جُرِحَ عليٌّ عليه السلام وقبض على ابن ملجم، أوصى أمير المؤمنين عليه السلام بالاحسان إليه، وقال: «إن برئت فأنا أولى بأمري وإن مت فلا تمثلوا به»
المصادر:
1. أمالي الطوسي.
2. نهج البلاغة
3. مصباح البلاغة.
4. خصائص الأئمة.
نشرت في الولاية العدد 120

مقالات ذات صله