مرافئ 120

من كلام أمير المؤمنين عليه السلام في الحكمة والموعظة
خذوا رحمكم الله من ممركم لمقركم، ولا تهتكوا أستاركم عند من لا يخفى عليه أسراركم، وأخرجوا من الدنيا قلوبكم قبل أن يخرج منها أبدانكم فللآخرة خلقتم، وفي الدنيا حبستم. أن المرء إذا هلك قالت الملائكة: ما قدم، وقال الناس ما خلف. فلله آباؤكم قدموا بعضا يكن لكم، ولا تخلفوا كلا فيكن عليكم فإنما مثل الدنيا مثل السم يأكله من لا يعرفه. ومن ذلك قوله عليه السلام لا حياة إلا بالدين، ولا موت إلا بجحود اليقين، فاشربوا من العذب الفرات ينبهكم من نومة السبات، وإياكم والسمائم المهلكات..


الحسد من نماذج مرض القلب
من الامراض التي تهدد سلامة وامن البشر فهو مرض فتّاك يهدد كيان الحاسد ومن حوله الاسرة والمجتمع، وعرّف الحسد انه تمني زوال النعمة عن الاخر سواء وصلت الى الحسود او لم تصل اليه والحاسد اعمى القلب لا يبصر الحقائق وطريق الحق والصواب جاهل قليل الايمان لا ينظر ابعد من ظله، يقول أحد العلماء: إن الحسد من أخطر الصفات، ويجب أن يعدُّ من أعدى أعداء السعادة، فيجب أن يجتهد الإنسان لدفعه والتخلص منه، والحسد يضر بالحاسد قبل المحسود، وربما قد يؤدي إلى جرائم خطيرة كالقتل والموت، فالحاسد بعمله يعترض على حكمة الله سبحانه، وعلى إعطائه سبحانه النعم إلى من تفضل بها عليه من الناس، ولهذا جاء في الحديث الشريف عن الإمام الصادق (عليه السلام) (الحسد أصله من عمى القلب والجحود لفضل الله تعالى، وهما جناحان للكفر، وبالحسد وقع ابن آدم في حسرة الأبد، وهلك مهلكا لا ينجو منه أبدا).


يا ليتها كانت كبيرة
يحكى أن محتضرا ينازع سكرات الموت، واذا به يقول: يا ليتها كانت كبيرة، وبعد برهة قال: يا ليتها كانت جديدة، ومرة ثالثة قال: يا ليتها كانت طويلة، وسبحان الله الذي يحي العظام وهي رميم، فقد وهب له الحياة، واخذت صحته تتحسن، وبعد ان عوفي سئل عن هذه الكلمات..
قال: شاهدت النار، وليس بيني وبينها الا رغيف كنت قد تصدقت ، فتمنيت أن يكون الرغيف كبيرا ليحجبني عنها، وأيضا قد تصدقت بعباءة فيها ثقوب، فجيء بها سترا بيني وبين النار، فتمنيت أنها كانت جديدة حتى لا ارى النار من الثقوب، وايضا كلفني مؤمن قضاء حاجة فمشيت معه في حاجته، وابتعدت عني النار بمقدار المسافة التي مشيتها، فتمنيت أنها كانت اطول من ذلك..


العــــــــــــقل
وهو ما يميز به الحسن والقبيح والخير والشر وما يكون به التفكير وهو نور القلب وقيل العقل جوهر بسيط مدرك للاشياءبحقائقها، وقيل هو ما يدرك العواقب قبل وقوعها
قال النبيي صلى الله عليه واله: العقل حفظ التجارب، وخير ما جربت ما وعظك. وقال: ومن علامات العاقل التجافي عن دار الغرور والانابة الى دار الخلود التزود لسكنى القبور والتاهب ليوم النشور
وقال الامام امير المؤمنين عليه السلام: العقول ائمة الافكار والافكار ائمة القلوب والقلوب ائمة الحواس والحواس ائمة الاعضاء, وقال: القل غريزة تزيد بالعلم والتجارب وقال اعون الاشياء على تزكية العقل التعليم…

نشرت في الولاية العدد 120

مقالات ذات صله