التعليم الالكتروني هل يصلح بديلا عن التعليم التقليدي؟

رملة الخزاعي

ظهرت في الأعوام الأخيرة مصطلحات ومفاهيم جديدة في التعليم كالتعليم الالكتروني، والتعليم عبر الانترنيت والكتاب الالكتروني والجامعة الافتراضية والمكتبة الالكترونية كلها وسائل جديدة لإيصال المعلومة لكن التعليم الالكتروني شاع في أوساط المجتمع وبكثرة، والذي يعرف على أنه تعليم عبر التقنيات الالكترونية الحديثة لأجل تحقيق معادلة التعليم من مدخلات ومخرجات العملية التعليمية وأحيانا يعبر عنه بالتعليم عن بعد عبر شبكة الانترنيت حيث تكون الشبكة وسيلة لإيصال المعلومة التعليمية للمتعلمين، بدأت حركة التعليم الالكتروني مع بداية ظهور الشبكة العنكبوتية بوساطة البريد الالكتروني الذي كان واسطة لإيصال المعلومة والاطلاع على العلوم والمعارف المختلفة، وكان هذا النوع من التعليم قليل الانتشار، ولكنه تطور وانتشر مع تطور التقنيات الالكترونية وصار واسع الانتشار في السنوات الأخيرة بسبب كثرة استعماله، ونلاحظ إقبالاً كبيراًَ من قبل شريحة النساء، إذ مكّن المرأة من مواصلة تعليمها وهي داخل بيتها، ولهذا النوع من التعليم سلبيات وايجابيات لذا استطلعنا اراء عدد من الاشخاص.

طالبات الجامعات والمدارس الألكترونية
ابتدأت الحديث زهراء بغوي بالقول: حرمت من التعليم بسبب الوضع الاجتماعي لأهلي، والآن أتيحت لي فرصة التعليم عبر جامعة الكترونية ترعاها جهة محترمة هدفها إيصال المعلومة للمرأة بشكل يسير، وزادت: أعيش الأجواء الدراسية كأني داخل قاعة الدرس فالتعليم الالكتروني لا يختلف كثيرا عن التعليم التقليدي، أما زينب صلاح فتقول هكذا نوع من التعليم فرصة لنا نحن النساء ولاسيما اننا غير متفرغات للخروج خارج البيت فأنا أتعلم وسط أسرتي زيادة على ذلك أن هذا النوع من التعليم وفر الكثير من النقود فضلاً عن الوقت، فهو لا يحتاج إلى مصاريف كثيرة.
وترى نور الزهراء حميد أن التعليم التقليدي أفضل من هذا النوع من التعليم، إلا أنه بديل لا بأس به لمن لا تستطيع الخروج من دارها لمواصلة دراستها، وأنه يصيبنا بالملل لأننا نأخذ دور المتلقي فقط وهذا من سلبيات التعليم الالكتروني، فضلاً عن أنه يعتمد على الاستاذ دون الطالب وأوضحت أيضاً: في الجامعة الالكترونية التي تدرس فيها الطالبة تأخذ دور المنصت فقط وترسل الأسئلة حول المادة العلمية عند انتهاء الدرس بشكل مكتوب، وبعد فترة يأتي الرد وهذا النوع غير فعّال لكنه لا يخلو من الفائدة.
وتوافقها فضاء كاظم في الرأي فتقول: أنجح أسلوب للتعليم الذي يكون فيه تفاعل بين الأستاذ والطالب والتعليم الالكتروني يفتقر لهذه الميزة لكننا استفدنا منه بشكل لا بأس به.

أساتذة ومختصون
تقول م.م. زهراء الحسناوي: لهذا النوع من التعليم أهمية كبيرة في وقتنا الحاضر، كونه يوفر المصادر والمعلومات ويتيح الفرصة أمام من حرموا التعليم حيث يكون حلقة وصل بين المعلم والمتعلم لتبادل المعلومات والخبرات العلمية، فضلاً عن ذلك يتيح فرصة التعليم في كل وقت ومكان ولا يحدّد بعدد معين، ويخدم شريحة النساء كثيرا فهو يوفر لها الجهد والوقت ويسمح لها بالتعليم وهي إلى جانب أبنائها.
أما الدكتورة كواكب الفاضلي فترى: أن التعليم الالكتروني نمط من أنماط التعليم عن بعد يساعد في إتاحة الفرصة أمام مختلف فئات المجتمع في كل مكان وزمان على وفق قدراتهم كما يساعد على تخطي الكثير من العقبات التي تقف عائقاً أمام التعليم مثل نفقة التعليم والتنقل من مكان لآخر وفيه إيجابيات كثيرة تصب في خدمة حركة التعليم فهو يتيح للطالب اختيار أستاذه فهو حر في اختيار من يتولى تعليمه، وهذا يشكل حافزا كبيرا للمتعلمين وهذا النظام اليوم نسمع عنه في كبريات الجامعات العالمية، فالطالب حر في اختيار أستاذه بما يتناسب مع فهمه وطريقة الأستاذ التي تناسبه، ولكن هناك سلبيات عديدة في نظام التعليم الالكتروني، فهو لا يحقق كل الأهداف المرجوة من العملية التعليمية لأنه يفتقر لعناصر متعددة منها المباشرة بين الطالب والأستاذ ليحصل التفاعل وإن كانت بعض الجامعات الالكترونية تعتمد البث المباشر مما يحقق التفاعل بين المعلم والمتعلم، ومن سلبياته أيضا أنه يرهق الطالب بالجلوس أمام الشاشة والتركيز فيها، فضلاً عن عنصر الملل الذي يطارد الطالب نتيجة عدم وجود تفاعل بين الطلبة في الصف الواحد.
أما المهندس زيد الخاقاني: يرى أن التعليم الالكتروني فيه إيجابيات كثيرة لكنه يحوي مشكلات تعرقل عملية التعليم، كالمشكلات التقنية والفنية فهي تعد معرقلات أمام الطالب وتكون سبباًَ في تلكؤ تعليمه، ومهما تطور العلم وتطورت التقنيات تبقى هناك خفايا تعرقل السير على خطاً ثابتة، ومهما يكن فالجامعة والمدرسة لا تستبدل بالأجهزة والوسائل الحديثة مهما تطورت، ويمكن الاستعانة بها لكن لا يمكن الاستغناء عن التعليم التقليدي لما فيه من إيجابيات لا توجد في غيره، زيادة على الجانب الروحي الذي يكون في قاعة الدرس تفتقد له طرق التعليم الالكتروني.

التعليم التقليدي لا عوض عنه
إن عملية استعمال التكنولوجيا في العملية التعليمية ضرورة قصوى في وقتنا الحاضر لكن هذا لا يغني عن التعليم التقليدي وفوائده، فهو يحقق الهدف من العملية التعليمية على عكس التعليم الالكتروني الذي لا يحقق كل الأهداف المرجوة من التعليم كونه يفتقر إلى عناصر مهمة ومتعددة توفرها أساليب التعليم التقليدي، فهو يحقق الغاية من التعليم تتمثل في الحصول على مخرجات تعليمية على مستوى عالٍ تمتاز بالمعرفة والتأهيل الجيد، زيادة على ذلك إن نظام الامتحانات والاختبارات الصفية له أثر كبير على الطالب ومتابعته للمادة العلمية وهذا ما تفتقر له أنظمة التعليم الالكتروني والكثير من السلبيات التي تحيط بعمليات التعليم الجديدة المعتمدة على الشبكة العنكبوتية بشكل أساس ويمكن أن تكون ساندة للتعليم الالكتروني وجزء منه لكن لا يمكن أن تكون بديلا حتى لو كانت توفر فرصة تعليمية لمن لا يستطيعون مواصلة التعليم بالنظام التعليمي التقليدي.

نشرت في الولاية العدد 125

مقالات ذات صله