صلح الإمام الحسن(عليه السلام) ظاهرة لبناء الأمة الإسلامية تربويا ونفسياً

أ.د. نـجم عبدالله الموسوي/ كلية التربية – جامعة ميسان

تُعدُّ شخصية الإمام الحسن (عليه السلام) من الشخصيات البارزة والمهمة في تاريخ الإسلام والمسلمين، فهو الرجل الثالث في هذا البيت الطاهر، بعد جده المصطفى (صلى الله عليه و آله وسلم) وأبيه علي المرتضى (عليه السلام)، والرجل الثاني في تسلسل الإمامة، إستلم الإمامة بعد استشهاد أبيه أمير المؤمنين (عليه السلام) على يد عبد الرحمن بن ملجم (لعنه الله) ، مارس الإمام الحسن (عليه السلام) دوره إماما بما نصت عليه السماء على لسان النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، وكان زمانه مشحونا ومتأزماً بعدد من المشكلات التي افتعلها الناكثون والقاسطون والمارقون ولاسيما معاوية بن أبي سفيان ومن ناصره وآزره على ذلك، فعند قيادته للأمة كان عليه مواجهة التركة الثقيلة في بناء الأمة الإسلامية وإكمال مسيرة أبيه (عليه السلام) الذي بذل جهده الكبير في احتواء الكثير من الأمور تارة بالمواجهة والتصدي وبالسياسة تارة أخرى.

من جانب آخر كان معاوية بن أبي سفيان (لعنه الله)، مستمراً في التمادي بغيّه وتطاوله على المناطق التي توالي عليّاً وتناصره والمعروفة بحبها له، فكرّس معاوية (لعنه الله) كلَّ آليات السوء في زيادة التمرد والاعتداء بجيشه، وكان على الإمام الحسن (عليه السلام) زيادة جهوده في مواجهة الغزو العسكري الشامي الذي ما انفك أن يتطاول ويتجاسر على أموال المسلمين وأرضهم وعرضهم لأن الإمام الحسن (عليه السلام) هو الولي الشرعي والحقيقي للأمة وعليه مسؤولية الحفاظ عليها وصيانتها وحمايتها.
مع الضغوط التي تعرّض لها الإمام الحسن (عليه السلام) في ضرورة قبول القيادة والتصدي لإدارة الأمة الإسلامية، لكنه لم يكن ساعياً وراء القيادة مثلما يفعلها غيره، فهو الخبير بصغائر الأمور والمتطلع لكثير من الرؤى والأحداث التي حصلت في زمن أبيه، فجاء توليه لقيادة الأمة الإسلامية من باب إبراء الذمة في كونه القائد الحقيقي والإمام الفعلي بعد أبيه (عليه السلام) واستجابة لطلب المؤمنين من جهة أخرى، فهو (عليه السلام) أمام مهمة كبيرة ومنعطف كبير ومواجهة عنيفة مع شخص ماكر فاجر طامع محب للتصدي والرئاسة والخلافة، يريد أن يتوسع في دولته ويسيطر على العراق وغيره من البلدان الإسلامية الكبيرة، فجاءت هذه المهمة العسيرة وفي وقت عصيب وعسير جدا، فما كان من الإمام (عليه السلام) إلا الاستعداد والتهيئة والتعبئة لمواجهة الخطر المحدق بالبلاد وإكمال مسيرة أبيه في مواجهة العدو وحماية النفس.
ولا بد من التوضيح هنا أنّه لا يمكن لأحد أن يشك في ضعف مقدرة الإمام الحسن (عليه السلام) على إدارة الدولة وقيادتها، فمن الناحية العملية فقد عاصر إثنين – من أعظم قادة الدولة الإسلامية – جده الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) وأباه الإمام علي (عليه السلام) وتربّى في حضنيهما وعاش معهما أياما طويلة وعاصر الكثير من التطورات الإدارية والسياسية واشترك معهم في لحظات اتخاذ القرار، فهو ضليعٌ بالإدارة والتصدي والقيادة، ناهيك عن الإعداد النفسي المتين الذي تربّى عليه الإمام الحسن (عليه السلام) فضلاً عن النصوص القرآنية الدالة على إمامته، فهو القائد الواعي المتمكن الحاذق الذي يعرف كيف يدير شؤون الأمة الإسلامية ويقودها قيادة صحيحة.
من الجدير ذكره أنّ شخصية الإمام الحسن (عليه السلام) شخصية منزهه ومتزنة وواعية وقبل هذا و ذاك فهو إمام معصوم، لكنّه تعرّض لحملةٍ إعلاميةٍ مضلِّلة كبيرة، كان للدولة الأموية فيها اليد الطولى حيث حرّكت ماكنتها الإعلامية الكبيرة و الأقلام المأجورة لتشويه صورة الإمام الحسن (عليه السلام) بإعطاء ورسم صورة مزيفة ومحاولة إخفاء الكثير من سماته وصفاته الحقيقية، وأنى لهم هذا، وما صلح الإمام الحسن إلا مرحلة تأريخية مهمة حدثت في تأريخ الأمة الإسلامية وفي حياة الموالين لأهل البيت (عليهم السلام)، في حياة الأمة الإسلامية كونه حقن دماء المسلمين بعد إصرار معاوية بن أبي سفيان على إباحة الدماء واستنزاف الأموال وهتك الأعراض؛ لأنّ الصلح أسهم في الحفاظ على الثلة الباقية من الموالين لأهل البيت (عليهم السلام) وإعطائهم الهيبة والوقار والاعتراف بوجودهم كمجموعة لها رأي سياسي معين.
وإن قرار الصلح جاء على وفق معطيات كثيرة تبلورت في ذهن الإمام (عليه السلام)، نستطيع أن نوجز منها ما يأتي :
1. إن قرار الصلح مع معاوية بن أبي سفيان كان قرارا إداريا صائبا اتخذه الإمام (عليه السلام) وذلك لأنه القائد الذي يعرف المقدرات السياسية والعسكرية والمالية التي يمتلكها هو وأصحابه، ودائما ما يشيد الباحثون في صحة اتخاذ القرار ومدى ملاءمته للموقف، والمتتبع لمجريات الأمور يجد أن القرار بالصلح واجه مجابهة عنيفة من المحيطين بالإمام (عليه السلام) لأسباب منها: ضعف العقلية الإدارية لديهم، و ضعف الطاعة الحقيقية للإمام المعصوم، والبناء النفسي السلبي واختراق الإعلام الأموي لهم، وتوجيه العديد من الشائعات والتحريض ضد الإمام (عليه السلام)، وقد تبين بعد مدة زمنية في أذهان الآخرين مدى النجاح الذي تحقّق من عملية الصلح إذ كان قرارا استراتيجيا ناجحا حقق مبتغاه على الأمد البعيد، وعلى حد تعبير أحد المناوئين ومن المعاصرين – أي في العصر الحالي – أن معاوية أخطأ في صلح الإمام الحسن (عليه السلام) ولو كنت مكانه لأدمتُ القتال وقضيت على أتباع آل محمد (صلى الله عليه وآله).
2. إن قرار الصلح أعطى انطباعا ايجابيا في حرص الإمام الحسن (عليه السلام) في المحافظة على خط مدرسة أهل البيت (عليه السلام) لأنّه أدرك إدراكا جازما أن استمرار الحرب قد يؤدي إلى شبه إبادة للموالين لأهل البيت (عليهم السلام) وهذا شيء سلبي، فلا بد من الحفاظ على ما تبقى من أناس موالين خشية اندثار التدين الحقيقي وإحلال محله التدين الأموي.
3. إن قرار الصلح جاء من موطن القوة في نظر الأعداء، وأعطى قوة سياسية و اعتراف رسمي من الأعداء بوجود قوة مماثلة ومناوئة لهم، وهو إعلان رسمي وإقرار بوجود جهة معارضة لهذا الحاكم الجائر الذي تفرد بولاية الشام ويطمح أن يسيطر على البلاد الإسلامية كافة.
4. إن قرار الصلح ما هو إلا محاولة لتربية أتباع أهل البيت (عليهم السلام) بضرورة إطاعة المعصوم (عليه السلام) في قراراته كلها من دون اعتراض أو وقوف بوجه هذه القرارات، وهذه التربية هي نوع من الترويض للانقياد الفعلي والحقيقي للإدارة الصادقة.
5. ليس قرار الصلح بجديد عهد في حياة المسلمين، فالرسول الكريم (صلى الله عليه واله) لجأ إلى الصلح في الحديبية حينما وجد أن هناك حاجة فعلية للصلح مع وجود المعترضين من الصحابة، والإمام الحسن (عليه السلام) هادن معاوية لأن هناك ضرورات واقعية كانت واضحة المعالم في ذهن الإمام الحسن (عليه السلام) فهو لديه قراءة للواقع تفوق قراءة الآخرين ومعرفة بخفايا الأمور من موضع القيادة والإدارة التي يمتلكها.
6. إن شروط الصلح مع معاوية كانت مبنية على وضع اللمسات الموضوعية لبناء الجماعة الموالية لأهل البيت (عليهم السلام) وتحديد كيانهم وفضح أعدائهم ومنها: (أن لا يلاحق شيعة آل البيت (عليهم السلام) وأن لا يسب أو يشتم عليّاً (عليه السلام)، ومن يطّلع على هذين الشرطين يجد إيحاءً بمظلومية أتباع أهل البيت من قبل الدولة الأموية، فكأنما الإمام (عليه السلام) يريد أن يؤصّل هذه المظلومية ويثبتها للتأريخ كجرائم حرب ارتكبها معاوية ضد أتباع أهل البيت (عليهم السلام)، والشرط الثاني: استطاع الإمام أن يثبت أن الدولة الأموية اتخذت منهج شتم عليٍّ(عليه السلام) على المنابر وما وضع هذا الشرط في الصلح إلا إقراراً بوجود هذا الشتم الذي ينكره بعض الباحثين.
7. أسهم الصلح إسهاماً فاعلاً في وضع الرؤية السياسية لأتباع أهل البيت (عليهم السلام) والاعتراف بهم من الخصم كونهم الخط الرسالي الفاعل و الجهة التي تمثّل الإسلام الحقيقي، ومن تلك اللحظة تشكلت بوادر الوجود الحقيقي لأتباع أهل البيت (عليهم السلام) على الساحة السياسية وإن كانوا مضطهدين من قبل السلطة الحاكمة.
8. إن صلح الإمام الحسن (عليه السلام) لم يكن رغبة ولا مزاجاً وإنما حالة ضرورية واقعية عاشها الإمام الحسن (عليه السلام)، وذلك بفضل رؤيته الثاقبة للأمور وبصيرته المتقدة في إدراك الواقع، فقد لاحظ (عليه السلام) تمادي الجانب الأموي في حالة الإغواء المادي لكثير من الرجال وبعض القادة الذين كان الإمام (عليه السلام) يعتمد عليهم، إذ كان معاوية بن أبي سفيان يقدم لهم الأموال الطائلة في سبيل ترك معسكر الإمام الحسن (عليه السلام) وخذلانه وكسر جيشه.
9. جاء الصلح في وقته المناسب، إذ بدأت بوادر الانكسار أو التزعزع النفسي وقلة الدافعية للمواجهة لدى المقاتلين بسبب استمالة معاوية لبعض القادة ولكثرة الإعلام المضاد والشائعات المغرضة التي مارسها الإعلام الأموي وقتذاك.
10. إن الصلح كان بطلب من قبل معاوية بن أبي سفيان، وهذا ما يؤكّد أن هناك خيارا لدى الإمام الحسن (عليه السلام) في الموافقة من عدمها، أي أنّه في موضع القوة وليس كما يدعي بعضهم أنّه من موقف الضعف في شخصية الإمام، بل إن الإمام (عليه السلام) لديه الشجاعة الكافية والقدرة الكامنة في المواجهة، لكنه وافق على الصلح من أجل الحفاظ على بيضة الإسلام في تلك المدة مع كون الإمام يعرف أن معاوية يمكر ويفجر.
11. إن الإمام الحسن (عليه السلام) كان معروفا بالمواجهة مع خصمه الظالم، والمتتبع لرسائله وكتبه إلى معاوية بن أبي سفيان يجد فيها القوة والصلابة والرجاحة والأحقية بالخلافة، بل في أغلب كتبه و مراسلاته كان يشير عليه السلام إلى حديث رسول الله(صلى الله عليه وآله) والمتضمّن حرمة الخلافة على بني أمية، لكنّه (عليه السلام) مال بنفسه إلى جهة الصلح لأنه أعرف بحال الأمة التي كانت تعيش انهياراً عسكرياً ومادياً فلأجل الحفاظ عليها لابد من الموافقة على الهدنة والصلح مع الخصم، فضلا عن الرؤية التي يمتلكها كإمام معصوم يرى الأمور بمنظار يختلف عن رؤية الآخرين.
12. إن الإمام الحسن (عليه السلام) كان مضطراً على مصالحة ومهادنة الجبهة الأموية ولم يكن هاوياً للصلح، فقد استقرأ الإمام (عليه السلام) النتائج الوخيمة فيما لو استمرت المعركة أو فيما لو اعتزل (عليه السلام) وسلّم الأمر لمعاوية، فنتائج الصلح وإن كانت قاسية أو مرة على شخصه إلا إنها أهون بكثير من نتائج الأمور لو استمرت المواجهة أو قرر الاعتزال وتسليم الأمر لمعاوية، وهذا ما عبّر عنه (عليه السلام) في مواقف كثيرة فهو الذي يقول : ((يا عجباً من قوم لا حياء لهم ولا دين، ويلكم إن معاوية لا يفي لأحدٍ منكم بما ضمنه في قتلي، وإني أقدر أن أعبد الله عز وجل وحدي ولكني كأني أنظر إلى أبنائكم واقفين على أبواب أبنائهم، يستسقونهم ويستطعمونهم بما جعله الله لهم فلا يسقون ولا يطعمون، والله لو وجدت صابرين عارفين بحقي غير منكرين ما سلَّمت له هذا الأمر لأنّه محرّم على بني أمية فأُفٍّ وترحاً يا عبيد الدنيا)). (جواهر التأريخ: 3/28)
13. إن الإمام الحسن (عليه السلام) طالما صرح في كتبه إلى معاوية وخطبه إلى الناس جهراً وعلانية : (لو وجدت أعوانا ما سلمت له الأمر)(موسوعة الإمام الحسن عليه السلام)، وكأنها مسلمة من مسلمات الصلح، فقلة الناصر تقيد القائد، وإنّما ينجح القائد بعمله وإن كان كفواً بوجود العون والمساعد فكأن الإمام ينادي أعينوني ولكن قلة الناصر والمعين جعل من الإمام الحسن (عليه السلام) ذلك القائد الناجح الذي يضطر إلى دخول السلم مع ألد أعداء الإسلام والمسلمين.
14. علم الإمام (عليه السلام) أن معاوية قد وجه رسائل سرية ومكافأة مالية كبيرة إلى بعض ضعاف النفوس وعبيد الدنيا تتضمن أنه من يقتل الحسن بن علي (عليه السلام) فله ما له من عطاء حتى يذكر في بعض المصادر أنه أوصلها (أي معاوية) إلى مئتي ألف درهم، هذا المبلغ الكبير يسيل لعاب ضعاف النفوس حتى أن الإمام (عليه السلام) بدأ يرتدي درع الحرب حتى في الصلاة تحسبا من حالات الغدر والمكر والخيانة فكانت هناك محاولات اغتيال لكن الله حفظ الإمام (عليه السلام).
15. إن جيش الإمام الحسن (عليه السلام) كان فيه تيارٌ كبيرٌ من الناس لا يعرف وجهته و أهدافه حيث خرج مع الإمام ولم يقرّر ماذا سيفعل، فكانت نفوس أغلب المقاتلين متذبذبة ولاسيما القادة منهم وإلا لما استمالهم معاوية، ولما وصل الأمر بالإمام الحسن (عليه السلام) أن يستحلف بعضهم بالأَيمان الغليظة على عدم الغدر والانسحاب وبيع الذمة لمعاوية، علماً أنّ الإمام الحسن (عليه السلام) وضع أقرب الناس إليه ولاءً وانتماءً ولم يصمد أمام إغراءات معاوية ومنهم عبيد الله بن عباس خير مثال على ذلك.
16. إن صلح الإمام الحسن (عليه السلام) كشف بعد مدة وجيزة الأطماع الحقيقية لمعاوية، وبيّن الوجه الكامن لمعاوية في الغدر والمكر وحب الوصول للسلطة والوجاهة والسيطرة على بلاد المسلمين ولاسيما أهل العراق لما عرفوا به من الولاء لأمير المؤمنين علي (عليه السلام)، فقد مارس معاوية ضد أهل العراق أشد أنواع التنكيل والتعذيب والبطش والقتل ومصادرة الأموال والنهب والسلب حتى أنّه ندم الكثير ممن غرته نفسه ولم يقاتل إلى جانب الإمام الحسن (عليه السلام).
17. من نتائج الصلح أنه حافظ على البقية المتبقية من أصحاب الولاء الحقيقي لأهل البيت (عليهم السلام) وساعد على اجتياز هذه الحقبة التأريخية المتأزّمة التي تعرّضت لها الأمة الإسلامية فالصراعات الكثيرة تنهك جسد الأمة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً ونفسياً، فكأنّما جاء الصلح في وقت كانت الأمّة محتاجة جداً إليه لنزع ثوب الحروب وتحقيق الاستقرار نوعا ما.
18. تمتع الإمام (عليه السلام) برؤية ثاقبة لأحوال الأمة الإسلامية آنذاك وقرأ أحوالها وميّز فيها عدم جهوزيتها للقتال ودخول المعارك، فجاء الصلح كاستراحة مقاتل أثخنته الجراح، ليعيد قواه ويستعيد قدرته وقابليته ويسترد عافيته من جديد.
19. حارب الإمام (عليه السلام) الشبهات التي أثيرت حول الصلح في وقتها، لأنّ هناك من اعترض عليه ورفض الصلح، فكان هدف الإمام بيان البعد الاستراتيجي للصلح وأنّه كانت لديه نظرة مستقبلية وليست نظرة آنية مثلما يفعل الآخرون فقد قال (عليه السلام) لأحدهم حينها: ((لستُ مُذِلاًّ للمؤمنين، ولكني مُعِزُّهم، ما أردتُ بِمُصَالَحَتي إلاَّ أن أدفع عنكم القتل، عندما رأيت تَباطُؤَ أصحابي ونُكولَهم عن القتال))(الأخبار الطوال: 221)، هذه الإجابات التي أجابها الإمام الحسن (عليه السلام) أصبحت فيما بعد مداراً لنقاش الباحثين والمؤرخين فكأن الإمام الحسن (عليه السلام) يعلم أيّما علم بمدى النقد الحاصل والذي سيحصل تجاه الصلح مع معاوية بن أبي سفيان.
وختاماً يجب التذكير أن صلح الإمام الحسن (عليه السلام) مع معاوية جاء كنقطة إنطلاق لبناء السياسية الشيعية الملائمة وإثبات أحقّيّة أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في الوجود السياسي على الساحة السياسية، ومهما تعدّدت أسباب الصلح ونتائجه والفائدة التي تحقّقت منه يبقى التصرف الحكيم الذي صدر من رجل معصوم من أهل بيت النبوة والعصمة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا هو الأنموذج الواعي لمثل هذه المواقف الصعبة.

نشرت في الولاية العدد 128

مقالات ذات صله