مرافئ 131

قَالَ أمير المؤمنين (عليه السلام) (لِرَجُلٍ سَأَلَهُ أَنْ يَعِظَه): لاَ تَكُنْ مِمَّنْ يَرْجُو اَلآْخِرَةَ بِغَيْرِ عَمَلٍ وَ يَرْجُو اَلتَّوْبَةَ بِطُولِ اَلْأَمَلِ يَقُولُ فِي اَلدُّنْيَا بِقَوْلِ اَلزَّاهِدِينَ وَ يَعْمَلُ فِيهَا بِعَمَلِ اَلرَّاغِبِينَ إِنْ أُعْطِيَ مِنْهَا لَمْ يَشْبَعْ وَ إِنْ مُنِعَ مِنْهَا لَمْ يَقْنَعْ يَعْجِزُ عَنْ شُكْرِ مَا أُوتِيَ وَ يَبْتَغِي اَلزِّيَادَةَ فِيمَا بَقِيَ يَنْهَى وَ لاَ يَنْتَهِي وَ يَأْمُرُ اَلنَّاسَ بِمَا لَمْ يَأْتِ بِمَا لاَ يَأْتِي يُحِبُّ اَلصَّالِحِينَ وَ لاَ يَعْمَلُ عَمَلَهُمْ وَ يُبْغِضُ اَلْمُذْنِبِينَ وَ هُوَ أَحَدُهُمْ يَكْرَهُ اَلْمَوْتَ لِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِ وَ يُقِيمُ عَلَى مَا يَكْرَهُ اَلْمَوْتَ مِنْ أَجَلِهِ إِنْ سَقِمَ ظَلَّ نَادِماً وَ إِنْ صَحَّ أَمِنَ لاَهِياً يُعْجَبُ بِنَفْسِهِ إِذَا عُوفِيَ وَ يَقْنَطُ إِذَا اُبْتُلِيَ وَ إِنْ أَصَابَهُ بَلاَءٌ دَعَا مُضْطَرّاً وَ إِنْ نَالَهُ رَخَاءٌ أَعْرَضَ مُغْتَرّاً تَغْلِبُهُ نَفْسُهُ عَلَى مَا يَظُنُّ وَ لاَ يَغْلِبُهَا عَلَى مَا يَسْتَيْقِنُ يَخَافُ عَلَى غَيْرِهِ بِأَدْنَى مِنْ ذَنْبِهِ وَ يَرْجُو لِنَفْسِهِ بِأَكْثَرَ مِنْ عَمَلِهِ إِنِ اِسْتَغْنَى بَطِرَ وَ فُتِنَ وَ إِنِ اِفْتَقَرَ قَنِطَ وَ وَهَنَ يُقَصِّرُ إِذَا عَمِلَ وَ يُبَالِغُ إِذَا سَأَلَ
(نهج البلاغة)


ظاهرة نادرة الحدوث
إن ظاهرة إعصار النار تعّد من الظواهر النادرة التي يمكن للإنسان أن يراها، بسبب تعقيد ظروف حدوثها، فهذا النوع من الأعاصير يتطلب وجود حرائق تجتاح الغابات وظروف جفاف مناسبة وظروفا جوية مناسبة أيضاً لحدوث العواصف الرعدية وتشكل الإعصار الذي يقترب من النار فيتشكل عمود النار أو لسان اللهب الذي يرتفع لمئات الأمتار.. يستمر إعصار النار لمدة 40 دقيقة (المدة التي رصدها العلماء) وهي كافية لتدمير آلاف الأمتار المربعة من الأرض وإتلافها بشكل كامل.
والعلماء يؤكدون أن هذه الظاهرة (إعصار النار) ظاهرة نادرة وغير مألوفة ولم يتم توثيقها إلا في القرن الحادي والعشرين.. يقول العلماء إن إعصار النار لم يلاحظه أحد من قبل بسبب خطورته وعدم التمييز بينه وبين الحرائق العادية للغابات، ومع التطور العلمي وسهولة التصوير والتوثيق تمكن الإنسان من توثيق هذه الظاهرة لأول مرة عام 2003 ودراستها بشكل مفصل عام 2013 ..


الصبر الجميل
عن جابر قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: ما الصبر الجميل ؟ قال: « ذاك صبر ليس فيه شكوى إلى أحد من الناس، ان إبراهيم عليه السلام، بعث يعقوب عليه السلام إلى راهب من الرهبان، عابد من العباد، في حاجة ، فلما رآه الراهب حسبه إبراهيم، فوثب إليه فاعتنقه، ثم قال له: مرحبا بخليل الرحمن، فقال يعقوب: اني لست بخليل الرحمن، ولكني يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، فقال الراهب: فما بلغ بك ما أرى من الكبر؟ قال: الهم والحزن والسقم، قال: فما جاز عتبة الباب حتى أوحى الله إليه: شكوتني إلى العباد، فخر ساجدا عند عتبة الباب يقول: رب لا أعود، فأوحى الله إليه: اني قد غفرت لك فلا تعد إلى مثلها، فما شكا شيئا مما أصابه من نوائب الدنيا، إلا أنه قال يوما: (إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون)» .(مستدرك الوسائل : 69/2)


لا أقبل منك ديناراً واحدا
روي أنه دخل أبو أمامة الباهلي على معاوية، فقربه وأدناه ثم دعا بالطعام، فجعل يطعم أبا أمامة بيده، ثم أوسع رأسه ولحيته طيبا بيده، وأمر له ببدرة من دنانير فدفعها إليه، ثم قال: يا أبا أمامة! بالله أنا خير أم علي بن أبي طالب؟ فقال أبو أمامة: نعم ولا كذب، ولو بغير الله سألتني لصدقت، علي والله خير منك، وأكرم وأقدم إسلاما، وأقرب إلى رسول الله قرابة، وأشد في المشركين نكاية، وأعظم عند الأمة غناء، أتدري من علي يا معاوية؟!
ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزوج ابنته سيدة نساء العالمين، وأبو الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، وابن أخي حمزة سيد الشهداء، وأخو جعفر ذي الجناحين، فأين تقع أنت من هذا يا معاوية . أظننت أني سأخيرك على علي بألطافك وطعامك وعطائك فأدخل إليك مؤمنا وأخرج منك كافرا؟ بئس ما سولت لك نفسك يا معاوية. ثم نهض وخرج من عنده، فأتبعه بالمال فقال: لا والله لا أقبل منك دينارا واحدا. (بحار الأنوار: 179/42 )

نشرت في الولاية العدد 131

مقالات ذات صله