من خطبة للإمام امير المؤمنين (عليه السلام)
انْتَفِعُوا بِبَيَانِ اللَّهِ وَاتَّعِظُوا بِمَوَاعِظِ اللَّهِ وَاقْبَلُوا نَصِيحَةَ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْذَرَ إِلَيْكُمْ بِالْجَلِيَّةِ وَاتَّخَذَ عَلَيْكُمُ الْحُجَّةَ وَبَيَّنَ لَكُمْ مَحَابَّهُ مِنَ الْأَعْمَالِ وَمَكَارِهَهُ مِنْهَا لِتَتَّبِعُوا هَذِهِ وَتَجْتَنِبُوا هَذِهِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله كَانَ يَقُولُ إِنَّ الْجَنَّةَ حُفَّتْ بِالْمَكَارِهِ وَإِنَّ النَّارَ حُفَّتْ بِالشَّهَوَاتِ وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَا مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ شَيْءٌ إِلَّا يَأْتِي فِي كُرْهٍ وَمَا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ شَيْءٌ إِلَّا يَأْتِي فِي شَهْوَةٍ فَرَحِمَ اللَّهُ امْرَأً نَزَعَ عَنْ شَهْوَتِهِ وَقَمَعَ هَوَى نَفْسِهِ فَإِنَّ هَذِهِ النَّفْسَ أَبْعَدُ شَيْءٍ مَنْزِعاً وَإِنَّهَا لَا تَزَالُ تَنْزِعُ إِلَى مَعْصِيَةٍ فِي هَوًى وَاعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ الْمُؤْمِنَ لَا يُصْبِحُ وَلَا يُمْسِي إِلَّا وَنَفْسُهُ ظَنُونٌ عِنْدَهُ فَلَا يَزَالُ زَارِياً عَلَيْهَا وَمُسْتَزِيداً لَهَا فَكُونُوا كَالسَّابِقِينَ قَبْلَكُمْ وَالْمَاضِينَ أَمَامَكُمْ قَوَّضُوا مِنَ الدُّنْيَا تَقْوِيضَ الرَّاحِلِ وَطَوَوْهَا طَيَّ الْمَنَازِلِ . (نهج البلاغة ج 2 – ص 90 )
لم أرَ شيطاناً في حياتي
في أحد الأيام كان الجاحظ يقف أمام منزله حين مرّت بقربه امرأة جميلة، فابتسمت له، وقالت له: «إني أحتاجك لأمرٍ ما». فقال الجاحظ: «ما هي حاجتك؟»، قالت المرأة: «كل ما أريده منك أن تذهب معي إلى مكانٍ قريب»، قال الحاحظ: «وأين هذا المكان؟»، قالت المرأة: «اتبعني فقط دون أن تسأل». فتبعها الجاحظ حتى وصلا إلى دكان صائغ الذهب، فقالت المرأة للصائغ: «مثل هذا!»، ثمّ انصرفت. ثار فضول الجاحظ، وبدأ يسأل الصائغ عمّا أرادته المرأة منه، فقال له:» لا تؤاخذني يا سيّدي! ولكنّ هذه المرأة كانت قد أتتني بخاتم، وطلبت منّي أن أنقش عليه صورة شيطان، فقلت لها: لم أر شيطاناً في حياتي قطّ، فأتت بك إلى هنا لأنّها تظنّ أنّك تشبهه!».
اثر التربية في المجتمع
ان التربية تصنع لمن يبحث عن الصديق الصالح صديقا صالحا وابا رحيما وزوجة مطيعة ومعلما مخلصا ومواطنا صالحا وبكلمة واحدة ان فقدان التربية يعني فقدان الانسان الصالح في المجتمع وهذه الخسارة لا يمكن ان تعوض ابدا.
ومن خلال التربية يستطيع المجتمع ان يتمنى صلاح الفاسدين من ابنائه ومن خلال اساليب التربية نستطيع ان نضمن الامن الاجتماعي وتحويل الصفات المذمومة الى صفات حسنة ويكون الفرد الذي يشكل خطرا على المجمع في يوم من الايام عنصرا فعالا من عناصر نهضته.
لذلك فان الامراض الاجتماعية في المجتمعات تزداد بزيادة نسبة فقدان الدور التربوي القائم على النظم الاخلاقية السامية.
ومن هنا نقول ان الامراض الاجتماعية تترسخ كلما ازداد حجم الابتعاد عن الاهتمام بتربية الابناء وضبط سلوكهم وهذه القضية لا تحتاج الى اكثر من تأمل في التاريخ البشري.
نشرت في الولاية العدد 132