أيا علة الايجاد.. للشاعر ابي الجواد النجفي

124

رسول كاظم عبد السادة

 

قصيدة للشاعر أبي الجواد الشيخ حسين بن محمد ابن الحاج نجف علي النجفي، أحد الشخصيات الفذة في العلم والورع والتقى(1) ولد في النجف الاشرف سنة 1159 هـ، ونشأ على أبيه فعني بتربيته، قرأ على السيد مهدي بحر العلوم، وقرأ عليه جماعة منهم السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة، كان الشيخ حسين أعجوبة في حسن القراءة والصبر والثبات وعدم الاضطراب، لا تختلف حاله باختلاف ما يطرأ عليه من ضيق أو رخاء أو عافية أو بلاء، فإذا حل الطاعون وخرجت الناس من النجف يطلب منه المغادرة فلا يفعل ويقول إني انظر إذا غادرت المنارة فاني معها(2).
وشعره متين التركيب قوي الانسجام رصين الديباجة مرن اللفظ قد وازن فيه بين اللفظ والمعنى غالباً.
توفي في النجف ليلة الجمعة الثاني من المحرم 1251 هـ ودفن في الغرفة التي عن يسار الداخل الى الصحن الشريف من باب القبلة(3).
كتبت ابيات من قصيدته على مدخل باب الساعة من الخارج وهذه باقة منها:
أيا علة الإيجاد حارَ بك الفكر               وفي فهم معنى ذاتك التبس الامر
وقد قال قوم فيك والستر دونهم     بأنك رب كيف لو كشف الستر
لقد علم الباري بأن انكشافه               غلو الورى طراً وهذا هو السر
وان بهذا الستر سراً وحكمة             ومن اجل هذا السر قد لزم الستر
فلولاه كان الكل منا مغالياً               ففي الستر ايمان وفي كشفه كفر
حباك آله العرش شطر صفاته             رآك لها اهلا وهذا هو الفخر
وقد خصك الباري بما خص نفسه      ومنك عرفناه فبان لنا الامر
ومن بعض ما قد خصه بك انه       اذا شئت امراً كان لم يثنه امر
فلا عجب ممن دعاك إلهه              لان الذي قد لاح منك له عذر
علمت الذي قد كان او هو كائن           لدى هذه الدنيا وفي حكمها الحشر
وكنت دليلاً للانام على الهدى         الى الرب تهديهم وعن ربهم قروا
وكنت عن الله المبلغ للورى              جميع الذي قد قاله المصطفى الطهر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- الكرام البررة: 2/432.
2- شعراء الغري: 3/162.
3- موسوعة شعراء الشيعة: 12/112.

 

نشرت في مجلة الولاية العدد 73

مقالات ذات صله